التقديم 

لا يخفى على أحد مدى ثقل المسؤولية الملقاة على عاتق منشط (ة) محاربة الأمية، سواء كمسير ومدبّر للعملية التعليمية داخل القسم أو كعنصر فعال داخل محيطه المحلي والإقليمي والوطني  مما يستوجب إكساب المنشطين لأقسام محو الأمية من خلال النشاط الذاتي العديد من  القدرات المتنوعة القابلة للاستعمال في في أي مجال، سيما وأن ومعظمهم يحملون شهادات جامعية و منخرطين في جمعيات لها عدة أنشطة إشعاعية، مما يستوجب توسيع مجالات الثقافة العامة التي تمكنهم من التفاعل مع محيطهم الاجتماعي والمهني والثقافي والسياسي، لأجل ذلك سنعمل لاحقا على إعداد مداخلات لها صلة بالثقافة العامة وبالعمل الجمعوي بصفة خاصة.  

الأهداف المتوقعة:

يعرف التواصل على أنه العـملية التي بواسطتها يتم نقل أخبار ما أو معلومات بين طرفين أو أكثر من أجل تأثر أحدهما في الآخر وإحداث تغـييرات في سلوكه. وعادة ما يتم شرح عملية التواصل بكونها ترتكز على إرسال رسالة أو محتوى من طرف المرسل في اتجاه المستقبل، في انتظار الرد عليها او ما يصطلح عليه بالتغذية الراجعة (Feedback) وسنوضح ذلك بعد لحظات.أمّا التواصل التربوي فهو تلك العمليات التي تحدث في المواقف التعليمية و تشترك فيها أطراف مختلفة من أجل تحقيق أهداف تعليمية مقـصودة و مـخطـط لها.

أهمية التواصل الفعّال في المواقف التعليمية.

- ينمي مهارات التخاطب و الحوار البناء لدى المتواصلين

- يطور مهارات حسن الاستماع و الإصغاء و قبول رأي الآخر

- يساعد في الخضوع إلى الصواب و التراجع عن الخطأ

- يعزز الـقدرة على تحقيق الأهداف المنشودة لكل من المرسل و المسـتقبل

- ينمي مهارات نقل الأفكار للآخرين و حسن التأثير عليهم

- يثري لغة المتعلم الكبير و ينمي معجمه اللغوي ويقلل من حالات الشرود

- يزيد من الثقة بالنفس و يقوي الانتماء للجماعة ويحفز على المساهمة

- يؤدي إلى إيجاد الألفة و المحبة و التعاون بين المتواصلين

- يوفر مناخاً نفسياً ملائماً لحدوث الـتعلم الـفعّال.

   عناصر التواصل التربوي.

العـناصر الأساسية لعـملية التواصل.

 أولا: المرسل
 ثانيا: المستقبل
 ثالثا: الرسالة
 رابعا: قناة الاتصال
خامسا: التغذية الراجعة.    

  أولا: المرسل (المعلم أو المتعلم) المرسل.

 وهو مصدر الرسالة، وقـد يكون إنساناً أو جهازاً، أو أي نوع مـن أنواع التواصل و هـو الذي يحدد مـوضوع الرسالة.
         صفات المرسل الفعال:
1.   الإيمان والاقتناع بمضمون الرسالة التي يريد إيصالها للطرف الآخـر
2.   الـسيطـرة و التمكن من مضمون الرسالة
3.   المعرفة التامة بخصائص المستقبلين للرسالة
4.   الدقة في اختيار الوقت  و المكان المناسبين  للتواصل
5.   المهارة في استخدام تقنيات التواصل بينه وبين المتعلميـن 
6.   امتلاك مهارات التواصل الاجتماعية و النفـسية .

    ثانيا: المستقـبل ( المتعـلم).

المستقبل هو الطرف المعني بالرسالة التي يرسلها المرسل، وهو الذي يتلقى رموز الرسالة ويفسر محتواها، ويتفاعل معها، كما قد يقوم بدور المرسل.

· الحالة النفسية والجسدية الملائمة لتقبل الرسالة،

· الإحساس بأهمية الرسالة من حيث محتواها وملائمتها لتطلعات وانتظارات المتلقي،

· الموقف الإيجابي من عملية التعلم ( برنامج محو الأمية) ومن المرسل (المنشط). 

      ثالثا: الرسالة .

-  أن تكون  الـصياغة اللغوية  لمحتوى الرسالة سليمة من العيوب· 

-  لا بد من توفر المؤثرات الحسية لجذب انتباه الـمستقبل (الصوت - الألوان الخ) 

-  أن تتضمن الموضوعات التي يحتاجها الـمتعلم و تثير اهتمام الأمي الكبير· 

-  أن تكون صياغة الرسالة في مـستوى القـدرات العـقليـة للـمتعلميـن الكبار· 

-  أن لا تكون موجزة جدا أو مبهمة وغامضة فيصعب فهـمها .

-  أن لا تكون مطولة فتحدث السأم و الضجر في النفوس. 

      رابعا: قناة الاتصال.

•  هي التي تنقل المحتوى أو الرسالة من المرسل إلى المستقبل، أشكالها متنوعة وعديدة منها:
•  أجهزة عرض الصور
•  مواد مطبوعة 
•  الإذاعة والتلفزة
•  المستندات
•  الحركات والإشارات أو الميم
•  اللوحات الجدارية
•  الوصلات الاشهارية
•  السبورة الوبرية وغيرها.

       خامسا: التغذية الراجعة  (Feedback).

هي النتيجة التي يسجلها أحد طرفي التواصل أثناء عملية التواصل، فيصبح المتلقي مرسلا والعكس صحيح. وهي التي تبيّن مدى درجة التفاعل بين المنشط (ة) والمستفيدين، كما تساهم في تطوير الأداء والسلوك ومراجعة الأساليب المستعملة.

معيقات التواصل الفعّال.

أنواع التواصل.                                                                                            

   · التواصل الذاتي: وهو من العمليات الشعورية التي تحدث داخل الفرد، أي عند اتصاله مع نفسه أثناء التفكير في موضوع معين ينبثق من الداخل أو من خلال تلميحات من الخارج.

  · التواصل بين الأفراد: وهو الاتصال المتبادل بين اثنين أو أكثر، ويكون بصفة غير رسمية وتلقائية كما هو الشأن بين الأزواج و الأصدقاء.

· التواصل في الجماعات: وهو الاتصال الجماعي الذي غالبا ما يكون منظما وبصفة غير عفوية. كما تكون فئة المستقبلين فيه محددة ومعروفة الخصائص، وتجمع بينهم أكثر من رابطة كما في العمل الجمعوي وفي أماكن العمل مثلا.

· التواصل الجماهيري: أو الاتصال الأحادي الطرف الذي لا يسمح للمستقبل بأكثر من الاستقبال، وهو الموجه لأكبر عدد من المتلقين في نفس الوقت وبواسطة وسائل سريعة الانتشار وهو غير موجه لفئة معينة. 

· التواصل الهندسي: ويستخدم في المعدات الالكترونية، بحيث تتحسس بعض الأجهزة الإشارات في مدخلات معينة، باعتبارها مصدر إرسال، وتقوم بإجراء عمليات وفق وظائف معينة. مثال الترموستات التي توقف العمل في بعض الأجهزة الكهربائية، أو اشتعال الأضواء بمجرد وجود حركة تحت بعض أجهزة المراقبة.

· التواصل بين المخلوقات: سواء الحية بدافع غريزة البقاء، سواء عند الكائنات البرية أو البحرية، أو بين مختلف أنواع الأشجار والنباتات.

   وسائل التواصل البدائية.

     1) الرموز اللفظية المسموعة كصراخ الإنسان البدائي بأصوات غير مفهومة و التي أصبحت لها دلالات ومعاني بتراكم الخبرات والسلوك.                                        
2) استعمال لغة الأجـسام للتعبـيـر عن المواقـف والسلوكيات.                               
3) النقـش على الصخور ورسم المجسمات والحيوانات والأنشطة الحياتية.                  
4) استعمال الدخان للتواصل بين أفراد القبائل المتجاورة.(عند الهنود الحمر مثلا).         
5) اللغة وهي أول وسيلة طورها الإنسان كنمط من أنماط التواصل، رغم محدودية انتشارها، لاقتصارها قديما على الكتابة فوق الجلد أو ورق البردي أو جدران المعابد القديمة وغيرها. (مثال الهيروغريفية).

   6) دق الطبول بإيقاعات متفق عليها للإنذار بعدو قادم أو لحشد الجنود.                         

   7) البوق والصفارة والصفير في أعالي الجبال للتواصل بين القبائل. 

   8) الملابس والألوان عند الأفراد والشعوب والتي تعبر عن الحزن باللون الأسود في الحداد بمصر مثلا، والأبيض في المغرب، وكذلك الألوان التي تلبسها الفتيات في موسم الزواج في قرية (إملشين) بالمغرب للإشارة إلى الحالة العائلية.                               

   9) البرّاح وهو المنادي المتواجد قديما في العديد من الدول كالمغرب كمظهر من مظاهر الحضارة العتيقة. فهو شخص يقوم بدور التواصل والإعلام تطوّعا لنقل بعض الأخبار ونشرها بين الناس في الأسواق والمدن القديمة.  

  10) الحمام الزّاجل قديما والذي لعب دورا تواصليا بين الناس بنقل رسائل مربوطة في ساقه والرجوع بها إلى موطنه الأصلي.                                                                                      

  11) المرسول قديما أو ساعي البريد الذي هو موظف اليوم، يقوم بتوزيع الرسائل والطرود البريدية إلى العناوين المكتوبة عليها، مقابل أداء ثمن الطابع البريدي.

قبل مواصلة القراءة، تمعّن في هذه الأقوال المأثورة.
1) قال أحدهم لجدّه: لماذا تضع نقودك في المصحف؟
أجابه: لأنني أعلم أنكم لا تفتحونه.
2) سئل حكيم: لماذا السماء صافية؟ فابتسم وقال:
لأن البشر لا يعيشون