طرق تدريس القراءة والكتابة للكبارفي أقـسام محاربة الأمية.
مـقدمة.
الأهـداف المنشودة.
يتوقع من
القراء الأعزاء أن تتحقـق لديهم الأهداف التالية:
1) التعرف على عناصر القراءة.
2) كيف تـتم القـراءة.
3) الـقراءة الـبـصريـة بـين الجزء والـكل.
4) مـا هـي طرق تـعلـيم الـقراءة؟
5) الخطوات العملية في الـقـراءة.
6) ملخص مزايا وعـيوب هذه الطرق.
7) طـرق تعليم الكتابة .
عـناصر القراءة.
- الاستقبال البصري للرموز أي (Réception)
- إدراك ما تعبر عنه الرموز أي الفهم (Compréhension)
- تقدير أهمية الأفكار وصدقها أي التقويم (Évaluation)
- دمج المقروء مع أفكار القارئ للتطبيق أي التفاعل (Interaction)
كيف تتم عـملية القراءة؟
الـقراءة البصرية بين الجزء والكل .
من المعلوم أن من وظيفة العين الرؤية، أما العقل البشري فيحاول دائما البحث عن المعنى لتفسير محتوى الصورة، وغالبا ما ينخدع عقلنا عندما يتم التركيز على الكل في أول نظرة، بينما تكتمل الصورة عند التركيز على الجزء والكل معا. وهذا ما يسمى الخداع البصري أو Illusion optique، بمعنى أن بعض الصور تحتمل عدة تفسيرات وليس لها معنى واحد، بل يمكن رؤية الشيء على خلاف حقيقته، وذلك نتيجة تداخل المجال السيكولوجي في عملية إدراك بعض الأشكال. فماذا ترى في الصور التالية، الفتاة أم العجوز؟ أم هما معا.
تتدخل في هذا الشكل، مدى الخبرة والتجربة المعرفية والوجدانية السابقة للمتعلمين، بحيث يمكن أن يركز الناظر بصره في الصورة الأولى على اليمين، على المظهر الكلي البادي للعيان، فيتعرف على وجه المرأة العجوز التي تشكل الصورة كلها، برداء أسود على الكتفين، ناظرة إلى جهة يدنا اليسرى، بحيث تظهر في الصورة العينين والأنف والفم والذقن. في حين أن نفس الصورة على اليسار، تظهر وجه الفتاة الشابة التي تنظر أيضا إلى اليسار ولا يظهر منها إلا الخد الأيسر من الوجه مع رموش العين اليسرى والأذن والذقن. بحيث أن ذقن الفتاة هو بمثابة أنف للمرأة العجوز، والعين اليسرى للعجوز هي في موضع أذن الفتاة. ونفس الخدع البصرية تنطلي على الدماغ في صور أخرى مثل صورة عازف آلة ( الساكسو) الذي نراه في الصورة أسفله، بينما في جانبنا الأيمن يتطلع إلينا وجه امرأة. والأمثلة كثيرة.
وانطلاقا من وجود هذه الفوارق في مجال الإدراك وعلاقته بتعليم الكبار،فعلى المنشط (ة) مراعاة عدم تجانس أفراد جماعة القسم أثناء تنظيم أية عملية تعلمية في قسم الكبار.
ما هي طرق تعليم القراءة؟
يمكن تلخيص أهم الطرق لتعليم القراءة للكبار في أقسام
محاربة الأمية في ما يلي:
· الطريقة الجزئية.
· الطريقة الكلية.
· الطريقة
التوليفية.
أولا: الطريقة الجزئية أو التركيبية.
تعد هذه الطريقة من أقدم الطرق التقليدية المستعملة في العالم العربي. وقد سميت بهذا الإسم لكونها تعتمد على تجزئة الكلمة إلى حروف هجائية، ومن ثم تجميعها في كلمات تتكون من حرفين ثم ثلاثة فأكثر، كما تتميز بكونها تعتمد على تعليم الحروف انطلاقا:
- من أسمائها،
بحيث ينطق المتعلم اسم الحرف الواحد المراد تعلمه، مع العلم أنه ينطق بعدة حروف
يجهلها في بداية الدروس. فمثلا إذا كتبنا على السبورة حرف ( أ ) سينطقه طبقا لهذه
الطريقة ( أ ل ف) أي إضافة حرفين آخرين هما اللام والفاء.
- من أصواتها ورموزها، بحيث ينطق حرف الألف حرفا واحدا ( أ )، والباء (ب) أي: أ ب ج د هـ و ز الخ. فالذي يريد أن يقرأ كلمة (كتب) مثلا ليس في حاجة إلى معرفة أسماء الأحرف (كاف – تاء – باء )، لأن ذلك سيتم أثناء القراءة، وتسمى أيضا أنظر واقرأ. بعد ذلك يتم استخدام هذه الحروف وفق هذه الطريقة، لتركيب كلمات من حروف في مقاطع مثل را – رو – ري الخ، ثم تركيب كلمات مـثل رامي – نـاري الخ ، مع الانتقال من السهل إلى الصعب، و من البسيط إلى المركب. ومن الأفضل البدئ بالحروف التي تكتب منفصلة في كلماتها مثل (زرع) أو (درس) ثم الانتقال إلى الكلمات التي تتصل بعض حروفها مثل (كتب) أو (جلس).
من محاسن هذه الطريقة كونها سهلة على المعلمين والمتعلمين، لاعتمادها على الحفظ والتمييز بين الحروف كتابة ونطقا. إلا أن من عيوبها كونها تعلّم النطق والتهجي بدل الفهم، وهي مخالفة للطبيعة الكلية في رؤية الأشياء. كما أنها تصيب المتعلم الكبير بالملل، لكونه يحفظ حروفا لا معنى لها، كما تحيله طريقة حفظها على طريقة تعليم الصغار أو ما يصطلح على تسميته ب ( با بو بي ......)
ثانيا: الطريقة الكلـّية.
بحيث تتم الانطلاقة من الكلمة كتابة ونطقا، مع تحليل هذه الكلمة إلى حروف بالتهجي لتثبيت صورتها. ومن ايجابياتها التعامل مع كلمة بأكملها مع تعلّم الرمز واللفظ والمعنى، مما يساعد على سرعة القراءة. ويؤخذ على هذه الطريقة كونها تعتمد فقط على قوة الذاكرة البصرية عند الكبار لحفظ الحروف الهجائية.
بحيث تكون البداية بجملة كاملة لها معنى، مع الكتابة والنطق بالترديد الجماعي والفردي. كما يجب الأخذ بعين الاعتبار ضرورة الإشارة للحروف موضوع الحصة، بعدها تأتي عملية تحليل الجملة إلى كلمات ثم إلى أجزاء. من ايجابياتها أنها تبتدئ بوحدات لها معنى، سيتم فهم كلماتها من خلال السياق، وبذلك يتعوّد المتعلم على فهم المعنى أولا. في حين أن من مساوئها كون هذه الطريقة تحتاج لكثير من الجهد والتركيز من المنشط ومن المتعلمين، لأنها تتضمن العديد من الحروف التي قد تكون جديدة على الأميين. كما يؤخذ عليها كونها تجعل الأميين الكبار يتعرفون على الجملة المفيدة أولا ما يقلل الدافعية لديهم للتعرف على الحروف.
ثالثا: الطريقة التوليفية أو المزدوجة.
لتجنب عيوب الطريقة الأولى والثانية، تم جمع مزاياهما في هذه الطريقة التي تعتمد على بعض الأسس النفسية واللغوية منها:
تعتمد هذه الطريقة على أربعة مراحل هي:
مرحلة
التهيئة ثم مرحلة التعريف بالكلمات، تليها مرحلة التحليل وأخيرا مرحلة التركيب.
التحليل يعني تجزئة الجملة إلى كلمات، وتجزئة الكلمة إلى حروف رسما ونطقا مع التكرارمثلا تتم كتابة إحدى الجمل عـلى السبورة و يقرأها أحد المتعلمين، ثم يكتب المعلم هـذه الجملة مع تغيـير ترتـيبها، ثم يعـيدها المتعلمون إلى أصلها في كل مرة يـقرؤونها حتى يتأكد المعلم من أن الجميع نجح في تمييز كلمات الجملة جميعها، لينتقل إلى جمل أخرى وهكذا.
أما التجريد فـيختار المنشط كلمة تشتمل على الحروف المراد تجريدها وليكن حرف الباء مثل كلمة (باب) ويكتبها على السبورة، ثم يأمر أحدهم بقراءة الكلمة ببطء مع التوقف عند كل حرف فيها، بعدها يطلب مـن الجميع تكرار صوت الحرف مشيراً إلى رسمه، ثم يطلب منهم الإتيان بكلمات بها هذا الحرف ويكتبها على السبورة مع كتابة الحرف بلون مغاير في الأول والوسط وآخر الكلمة.
رابعا: مرحلة التركيب:
وهذه المرحلة تسير زمنياً مع مرحلة التحليل، وتهدف إلى تدريب المتعلم على استخدام ما تعرف عليه من كلمات وأصوات وحروف في بناء لغوى جديد، استعدادا لفهم وكتابة كلمة ثم جملة بسيطة لها علاقة بالحياة اليومية للمتعلمين.
و يعتبر تقويم المكتسبات مرحلة مشتركة بين جميع الطرق القرائية وذلك بواسطة أسئلة لاختبار التعرف على الكلمات والحروف، أو اختبار معدل الفهم ، ثم اختبار القراءة الشفوية.
و يعتبر تقويم المكتسبات مرحلة مشتركة بين جميع الطرق القرائية وذلك بواسطة أسئلة لاختبار التعرف على الكلمات والحروف، أو اختبار معدل الفهم ، ثم اختبار القراءة الشفوية.
الخطـوات العـملية في القراءة.
ملخص مزايا وعيوب هذه الطرق ؟
طرق
الـقراءة
|
الـمزايا
|
العيوب
|
الطريقة الجزئية
|
- تساعد على نطق الكلمات نطقا صحيحا، - طريقة محببة لدى المنشط ولا تحتاج
إلى وسائل معينة.
|
-
إنها مخالفة لطبيعة البشر في رؤية الأشياء،
- إنها مخالفة لطبيعة التحدث
والتعبير.
|
الطريقة الكلية
|
- تتماشى
مع طريقة الإدراك وتساير نظرية الوقفة والقفزة، - تمكننا من قراءة مادة لها معنى.
|
- لا
تساعد على التمييز بين الكلمات الجديدة والقديمة.
|
الطريقة التوليفية
|
- تدعم القراءة الـبصرية،
- تـساعد على تركيب كلمات جـديدة.
|
- لا يتقبلها الدارسون
بسهولة.
|
طـرق تعليم الكتابة .
تستند إلى وجود الدافع والرغبة لدى المتعلم، فتهيئ له الفرص التي يشعر معها بحاجة إلى تعلّمها كالحاجة إلى كتابة اسمه أو لقبه، أو أسماء أفراد عائلته، أو عنوانه إلى غير ذلك. وفي هده الحالة، يكتب المنشط هذه الكلمات لكل مستفيد على حدة، حتى يقوم بنسخها مرات عديدة، إلى غاية إتقان كتابتها من الذاكرة. وبالتالي تكون جميع الكلمات التي تمّ تدريسها كلمات وظيفية لها صلة وثيقة بحاجة الأمي الكبير إلى عملية الكتابة. وفي هذه المرحلة، ليس من الضروري أن يكون الدارس قد تدرب على كتابة الحروف كلها حرفا حرفا، أو يكون قد تعلّم كيفية وصل الحروف بعضها ببعض.
تستند إلى أساس التدريب على الكتابة الصحيحة، بغض النظر عن نوع الكلمات التي يتدرب على كتابتها، وعلى اتصالها بحاجاته اليومية. وفي هذه الحالة، يقوم المتعلّم بالنسخ مباشرة من الكتاب أو من السبورة أو البطاقات واللوحات وغيرها، وإن الشرط الوحيد لنجاح هذه الطريقة هو أن تكون الكلمات المنسوخة ممّا سبق للدارس رؤيته، وأن تتكون من الحروف التي سبق أن تدرّب عليها.
- مرحلة الكتابة الشكلية.
حيث يقوم المنشط من خلالها بشرح أشكال الحروف العربية موضوع الدرس، شرحا بسيطا عبارة عن إعادة كتابة الحروف اعتمادا على تحليل أشكالها الثلاثة. فيمكن أن يتحدث عن الحروف التي تتخذ شكل العصا أو الخط العمودي كالألف واللام مثلا، ثم الحروف التي تكتب على شكل الهلال أو نصف دائرة، مثل ج و ح وخ و ع وغ، والحروف الأخرى التي تأخذ شكل الدائرة مثل ص وض وط والميم وغيرها.
- مرحلة ربط الحروف الأبجدية بأدوات المد.
يتم استعمال أدوات المد والتي هي الألف والواو والياء نطقا وكتابة، وربطها لأول مرة مع الحروف الأخرى، والحرص على البدء بحروف منفصلة أولا مثل (زرع – رزق - وردة)، مع تركيز انتباه المستفيدين فيما بعد على التغييرات التي تطرأ على الحروف التي لم تعد تكتب منفردة كما في الأول.
- مرحلة تركيب كلمات وأسماء.
الكتابة
|
النطق
|
هـذا
|
هـاذا
|
هـذه
|
هـاذه
|
ذلـك
|
ذالـك
|
أولـئـك
|
أولائـك
|
لـكـن
|
لاكـن
|
هـذان
|
هـاذان
|
هـؤلاء
|
هـاؤلاء
|
إلـه
|
إلاه
|
ولكي تترسخ الحروف والكلمات في أذهان الكبار في المراحل الأولى من التعلم، على منشطي برامج محو الأمية ربط التعلّمات بالمحيط الاجتماعي والأسري للمستفيدين والمستفيدات، وذلك عبر الاستعانة بكتابة أسماء بعضهم على السبورة في كل حصة، وأسماء أبنائهم ونماذج من عناوينهم الشخصية، إضافة إلى أسماء بعض المدن والقرى التي ينحدرون منها وتواريخ الميلاد.
إرسال تعليق