هل الأطباق الطائرة حقيقة أم خيال؟
احتدم الجدل ولا يزال بين العلماء
حول تفسير ظاهرة الأشياء الطائرة مجهولة الهوية، أو ما يسمى اختصارا ((OVNI أي (Objets Volants Non Identifies). فذهب بعضهم إلى
أنها من نسج الخيال وهم قلة، وأكد أغلبهم أنها حقيقة واقعة لكن يستعصي تفسيرها
اليوم. ومن هنا حرص العلماء على جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات والتفاصيل التي
تتمخض عن مشاهدة مثل هذه الأجسام الغريبة في مختلف أنحاء العالم. والغريب في الأمر
أن بعض هذه الطلعات الجوية لهذه الأطباق الطائرة، قد تظهر أو تختفي من على شاشات أحدث الرادارات في العالم، وحتى إذا
بدت على الشاشة أمام اندهاش المراقبين الجويين، فإن أشرطة الرادار التي تسجّل عادة
كل ما ظهر على الشاشة يتعذّر عليها تسجيل ما رآه المراقبون بالعين المجردة.
ولإعطاء فكرة ولو موجزة عن بعض
الخصائص التي تتميز بها الصحون الطائرة، فلا مندوحة من التذكير بحادث لقاء بين
طائرة مدنية و طبق طائر مرفوقا بصحنين آخرين، وقع
ذلك في سماء (الألسكا). حيث صرح طاقم الطائرة
المدنية، بأن حجم الصحن الأول مجهول الهوية أكبر من طائرته مرتين، وقد واكبه طيلة
رحلته، وحين اقترابه من أحد المطارات،
اختفى الطبق والصحنان المرافقان له بسرعة مذهلة. وللتأكد من سلامة الطاقم الصحية
والنفسية، تم إخضاعهم لفحوصات وتحليلات طبية ونفسية، تبت في ما بعد بأن الطيار
ومساعده كانا يتمتعان بكامل وعيهما أثناء
اللقاء.
لم يكن هذا اللقاء بدون موعد هو الأول ولن يكون هو
الأخير من نوعه، لأن العديد من التقارير والمراجع العسكرية والكتب الخاصة بتاريخ
الطيران، مليئة بمثل هذه الظواهر الخارقة التي ليست وقفا على العصور الحديثة فحسب،
بل هي أقدم من ذالك. فالدلائل تؤكد مما لا يدع مجالا للشك بأنها ظهرت حتى في
العصور الوسطي، وواصلت طلعاتها في سماء كوكبنا قبل وبعد الحربين العالميتين، وكثر
الحديث عن هذه الأجسام الطائرة لكون اللقاءات أصبحت تتكرر في الأجواء العليا نتيجة
ظهور النماذج الجديدة من الطائرات القادرة على التحليق في الأجواء العليا. ولا يسع
المجال هنا لسرد جميع الشهادات والحوادث التي عاشها الطيارون إبّان الحرب العالمية
الثانية، وجميع الصور النادرة التي التقطت للأطباق الطائرة، ومئات الوثائقيات عن تلك الأطباق الطائرة، رغم أنها كوّنت لدى العلماء والمختصين رصيدا
هائلا من المعطيات الكفيلة بزعزعة النظريات الرافضة لوجود هذه الظاهرة. وقد حظيت تلك
المعلومات باهتمام الخبراء العسكريين في وزارة الدفاع الأمريكية، فقاموا بتصنيفها
في خانة سري جدا.
رغم أن الولايات المتحدة كانت تنكر وجود كائنات فضائية وأطباق طائرة، فكلنا يتذكّر تصريحات الرئيس الأمريكي السابق
رونالد ريغن أثناء حملته الانتخابية الأولى، التي أخد فيها وعدا على نفسه اتجاه
ناخبيه من الشعب الأمريكي، بأنه سوف لن يدّخر جهدا لكشف الأسرار المتوفرة لدى وكالة الفضاء
الأمريكية (نازا) والمتعلقة بالأطباق الطائرة. وطبعا أخلف وعده ولم يستطع ذلك، ممّا دفع ببعض المعلّقين
إلى القول بأن إطّلاع الرئيس على محتويات التقارير السرية والشرائط المصورة، جعله
يتراجع عن وعوده ويتحفظ في إخبار ناخبيه بالحقيقة المرّة، التي مفادها أن هناك قوة
خارقة أقوى تكنولوجيا من قوة الولايات المتحدة الأمريكية وليست متمثلة في الإتحاد
السوفيتي آنذاك، بل ربما استفاد العلماء الأمريكيون من خبرات الكائنات الفضائية وذلك سر
من الأسرار العسكرية المرتبطة بالأمن القومي ولا يمكن الكشف عنها. والجديد جاء قبل
عامين، حينما أكّدت وأقرّت جهة رسمية أمريكية (وزارة الدفاع)
لأول مرة، وجود أغراض
أو أشياء تطير في الهواء، وليس أطباقا طائرة.
كلنا يعلم بأن هذه الظاهرة، أطلقت العنان لأخيلة عباقرة
أدب الخيال العلمي، حيث تفتّقت أذهانهم عن روايات أدبية مشهورة وسيناريوهات مثيرة.
بل وتم أيضا إقحام الصحون الطائرة في ظواهر طبيعية عديدة، كمثلث (بيرمودا) أو ما يسمى
بمثلث الموت، بحيث يقول بعضهم بأن اختفاء السفن والطائرات في محيطه مردّه لوجود
أطباق طائرة آتية من كواكب أخرى تعمل على الاصطياد في هذا المثلث الرهيب.
ليس من المنطق أن نربط بين
ظاهرة الأطباق الطائرة وبين الظواهر الطبيعية الخارقة، لا لشيء إلا لكوننا نجهل أو
لا نقبل التفسيرات العلمية لأسباب مثل هذه الظواهر. فاليوم لا زلنا نسمع بأن مثلث
بيرمودا يشكل قاعدة أرضية للأطباق الطائرة لأغراض القرصنة الجوية والبحرية، وبأن
قصص الأطباق الطائرة ما هي إلاّ مظهر خفي من مظاهر الصراع الروسي الأمريكي والذي
تمتد جذوره إلى زمن الحرب الباردة، وغدا سنقول عن البحيرة الإفريقية التي تنفث
غازا ساما أباد مئات الإفريقيين، بأنها قاعدة سرية كذلك للأطباق الطائرة لأجل
إجراء التجارب الكيماوية.
إن الذين يدافعون عن وجود ظاهرة
الأطباق الطائرة يستندون إلى حجج دامغة، تم استخلاصها من آلاف التقارير التي تتضمن
شهادات ناس عاديين وآخرين من العسكريين الضباط والجنود والطيارين بل وحتى رواد
الفضاء وعملاء المخابرات السابقين، وأيضا من مئات الكتب التي كتبها أناس مقربون من الأجهزة
العسكرية بعد إحالتهم على التقاعد، وهذه التقارير مدعمة كذلك بآلاف الأشرطة
المصورة بالأبيض والأسود سواء من على سطح الأرض أومن السماء، وطبعا هناك المئات من
الدلائل العلمية التي لم يحن الوقت لإطلاق سراحها إلا بعد مرور المدة القانونية
لترفع عنها صفة " سرّي جدا".
من خلال دراسة كل ما هو متوفر
اليوم، أجمع المختصون بأن هناك عدة مواصفات اتفقت حولها جميع التقارير والأبحاث
المتعلقة بمميزات ومقدرات الصحون الطائرة، ولا يمكن مقارنتها بأحدث اختراعات اليوم في
مجال الطيران وعلم الفضاء. فهذه الأطباق تمتلك
خصائص تكنولوجيّة لم يستخدمها سكان الأرض من قبل، وسأكتفي ببعضها دون غيرها للتدليل على وجود كائنات فضائية تتفوق على عبقرية
علماء كوكب الأرض.
إن لكل سلاح نفاث صاروخ أو
طائرة بطاقة تقنية تضم تعداد المواصفات والمقاييس التي يتوفر علها. ولقد نهج
العلماء نفس الطريقة وتوصلوا إلى وضع بطاقة تقنية للأطباق الطائرة نقتطف منها:
الحجم: أحجام مختلفة منها
ما هو مخروطي الشكل يشبه السيجار
الكوبي، أو على هيئة قرص مسطح أو نصف قطر دائرة مع انعدام وجود الأجنحة والذيل في
كل هذه الأجزاء.
السرعة: خارقة للغاية
وتتجاوز عشرات المرات سرعة الصوت أي (ماك) واحد (Mach 1)، التي تعادل 340 متر في
الثانية، أو 1225 كلم في الساعة.
المدى: وهو المسافة التي
يمكن قطعها بدون توقف وهي محددة بالنسبة
لكافة الطائرات، (Rayon d’action) ولا يمكن تصورها بالنسبة للصحون
الطائرة لاسيما وأنها آتية من كواكب وعوالم تفصلنا عنها سنوات ضوئية.
الصوت: لا تحدث الأطباق الطائرة
حسب الشهادات والمشاهدات والتسجيلات أي ضجيج أو صوت من محركاتها، وإذا نزلت على سطح الأرض ثم أقلعت لا تترك بصمات ولا تثير الغبار أو ترفع الرمال.
القدرة على المناورة (Manœuvrabilité): تستطيع الصحون الطائرة الانتقال
من السرعة المذهلة إلى حالة التوقف التام عن الطيران، والعكس صحيح.
اقتصر هنا
فقط على بعض من هذه المواصفات المذهلة، والتي تم تأكيدها من خلال المشاهدات
المتكررة والأبحاث العلمية المتضمنة في السجلات السرية. فالمسلّم به اليوم هو أنه
لا وجود لأية طائرة أو أي جسم طائر نفاث من صنع البشر، تتوفر فيه مثل مواصفات
الأطباق الطائرة. فالإمكانيات العلمية الضخمة المتوفرة لدى الدول العظمى ليست
مجهولة لدى الأجهزة الإستخباراتية، والحدود أصبحت اليوم من قصب كما نعلم. ففي مجال
الطيران مثلا، تنصبّ أبحاث الدول اليوم على إمكانية صناعة طائرات خفية وبدون ربان،
يمكنها أن تتجاوز سرعة الصوت بخمسة أو ستة
أضعاف، أي (ماك 6) أو ستة ألاف كلم في الساعة. ولا مجال لمقارنة هذه السرعة بسرعة
الأطباق الطائرة الخيالية والتي تجعلها تختفي من على شاشات الرادار بسرعة البرق. وحتى يومنا هذا، لا توجد طائرة حربية بدون أجنحة تتجاوز سرعتها 3500 كلم
في الساعة، باستثناء الطائرة الأمريكية X15 التي تمكنت من الوصول إلى سرعة 7.272.68 كلم في الساعة، وذلك في 3
أكتوبر سنة 1967، وطبعا لها أجنحة وذيل.
إلى حين الكشف عن أسرار هذه
الأطباق الطائرة عن طريق عرضها على الشاشات عبر العالم، والتمكن من استجواب طاقمها
من الكائنات الفضائية.
لكم مني أطيب تحية.
إرسال تعليق