الأسس العملية لبناء مناهج محو الأمية (الجزء الأول)
سنتطرف في هذا الجزء الأول إلى ما يلي:
المقدمة.
أولا: تعريف المنهاج
ثانيا: أسس بناء المنهاج
1) الأسس النظرية.
أ) الأسس الفلسفية
ب) الأسس الاجتماعية
ج) الأسس التربوية
2) الأسس
العملية.
أ) تحديد
الفئات
- تحديد الجمهور
- تحديد أعداد الدارسين
- تحديد نوع الدارسين
ب) تحديد
الحاجات
- الحاجات المعرفية للأفراد
- حاجات المجتمع
ج) تحديد شروط المادة التعليمية
د) تحديد الوسائل التعليمية
المقدمة.
يعتبر وضع منهاج تعليمي للكبار من أشق المجالات ومن أخطر التحديات التي تواجه المخططين لبرامج تعليم الكبار، وبالخصوص في الدول العربية، وذلك لقلة الدراسات الدقيقة التي أجريت على الكبار من حيث قدراتهم التعليمية، واستعداداتهم واحتياجاتهم.أولا: تعريف المنهاج.
المنهاج اصطلاح من الاصطلاحات التي تستعمل كثيرا من قبل المربين والعاملين في الحقل التعليمي، حتى أنه أن لا يخلو أي كتاب في التربية من هذه العبارة. ورغم ذلك، فإنه لا يوجد اتفاق بين المختصين على مفهوم واحد لهذا الاصطلاح، فبعض العاملين في التربية مثلا يفهم المنهاج على أنه مفردات المقرر الدراسي، والبعض الآخر يعني به الكتاب المدرسي الخ.
في بداية القرن العشرين، عرّف المنهاج على أنه التراث المتجمّع أو المتراكم للمعرفة، غير أن أغلب المهتمين يتجهون حاليا لتعريف المنهاج على أنه مجموعة (الخبرات) التربوية (المنظّمة) التي تقدم للمتعلمين الكبار والصغار لتنميتهم وفق أهداف وغايات محددة.
فما المقصود بالخبرات؟ وما المقصود بالمنظّمة؟ الخبرات في المفهوم التربوي، تحتوي على ثلاثة عناصر رئيسية هي:
- اكتساب المعرفة
- اكتساب المهارة والممارسة المباشرة
- تكوين اتجاهات ومواقف.
وهذه المكونات الأساسية للخبرة هي مكونات متداخلة ومتفاعلة بعضها مع بعض، بحيث يتعذر النظر إليها على أنها مكونات وعناصر مجزأة.
أمّا مفهوم المنظّمة، فيقصد به تنظيم الخبرات المقدمة للمتعلم في شكل منسّق، ليسهل عليه تعلّمها واكتسابها، على أساس حدوتها الزمني (التسلسل التاريخي) أو على أساس تسلسلها المنطقي( من السهل إلى الصعب).
ثانيا: أسس بناء المنهاج.
1) الأسس النظرية.
وتنقسم إلى:
أ) الأسس
الفلسفية: تستمد هذه الأسس مقوماتها مما يأتي:
- مكانة الإنسان في الإسلام
- دوره في بناء المجتمع على أساس العقيدة والإيمان
- نظرة الإسلام إلى طلب العلم
- الإيمان بالدور الحضاري للأمة.
- مكانة الإنسان في الإسلام
- دوره في بناء المجتمع على أساس العقيدة والإيمان
- نظرة الإسلام إلى طلب العلم
- الإيمان بالدور الحضاري للأمة.
ب) الأسس
الاجتماعية: تؤكد هذه الأسس على:
- العروبة والإسلام
- الانتساب إلى التراث العربي الإسلامي
- الحضارة والثقافة الإسلامية.
- العروبة والإسلام
- الانتساب إلى التراث العربي الإسلامي
- الحضارة والثقافة الإسلامية.
ج) الأسس التربوية: وتستمد مقوماتها من:
- توظيف عقل الإنسان وحواسه
- التركيز على مبدأ التعلّم الذاتي
- توظيف الخبرات وتنويع مجالات اكتسابها.
- توظيف عقل الإنسان وحواسه
- التركيز على مبدأ التعلّم الذاتي
- توظيف الخبرات وتنويع مجالات اكتسابها.
2) الأسس العملية.
تمثل هذه العملية الخطوة الثانية في عملية بناء المنهاج لكونها تهدف إلى تحديد الفئات والحاجات وتحديد شروط محتوى المادة وتحديد الرسائل التعليمية.
أ) تحديد
الفئات:
- تحديد الجمهور.
ممّا لاشك فيه أن تعليم الكبار يختلف عن تعليم الصغار كما سلف الذكر، وذلك تبعا لعدة عوامل لها صلة بطبيعة الكبار وظروفهم وسنّهم ودوافعهم وأهدافهم، وأيّ إهمال لهذه العوامل يعود بالفشل على برامج محو الأمية وتعليم الكبار.
- تحديد أعداد الدارسين.
ممّا لاشك فيه أن تعليم الكبار يختلف عن تعليم الصغار كما سلف الذكر، وذلك تبعا لعدة عوامل لها صلة بطبيعة الكبار وظروفهم وسنّهم ودوافعهم وأهدافهم، وأيّ إهمال لهذه العوامل يعود بالفشل على برامج محو الأمية وتعليم الكبار.
- تحديد أعداد الدارسين.
وتدخل هذه العملية في إطار الإحصائيات الرسمية الشاملة أو النوعية، التي تفرز بعض المعطيات الرقمية التي تعتبر ضرورية بالنسبة للمختصين في إعداد المناهج التعليمية، وذلك لأجل التعرف على مدى كفاية الوقت المتاح لإنجاز المواد التعليمية وطبعها وتوزيعها، وبالتالي تحديد وحصر الحاجيات المادية والبشرية التي تستوجبها هذه العملية.
- تحديد نوع الدارسين. وذلك لأجل معرفة الفئات المجتمعية من إناث وذكور، صغارا أو كبارا التي تعاني من الحرمان من حق التعلّم، ولأجل كذلك العمل على إيصال الفرص التعليمية إلى مستحقيها، بعد تكييف محتوى المادة ووسائلها مع حاجيات هذه الفئات وخصائصها. فبالإضافة إلى معرفة سن وجنس هذه الفئات، يتم السعي دائما لمعرفة الخصائص النفسية ونوع القيم السائدة والعادات وحجم ونوع الارتباطات العائلية وغيرها من المعطيات.
ب) تحديد الحاجات.
- تحديد الحاجات
المعرفية.
بناء على المعطيات السابقة المتعلقة بالفئة المستهدفة، يتم تحديد
المواضيع والخبرات والكفايات التي يجب أن تتضمنها المادة التعليمية على صعيد
التطبيق، وذلك وفق الظروف والإمكانيات المتاحة من جهة، وبالنسبة للحاجيات
الملحة وللأسبقيات من جهة ثانية، مع مراعاة تحديد حاجيات كل فئة ( الفلاح أو
العامل مثلا) بالنسبة للواقع المعاش، وبالنسبة للحاجيات الوظيفية الضرورية
للمشاركة في الحياة العملية.
- تحديد حاجات المجتمع.
إن تشخيص حاجات الأفراد قد لا يعبّر
بالضرورة عن حاجات المجتمع ككل، ومن تمّ فإن من الضروري أن تتوافق حاجات الأفراد
مع حاجات المجتمع، وأن يتم وضع المنهاج في إطار تلبية متطلبات التنمية، وهذا باب
واسع من أبواب محو الأمية الحضاري. فمن حيث المضمون، فإن كل شأن من شؤون الحياة
يمثّل جانبا من جوانب المنهج وذلك مثل الإرشاد الفلاحي، التكوين المهني، التوعية
السياسية، التوعية الغذائية، الإرشاد الصحي، التعليم النسوي، الإرشاد التعاوني
والتوعية الأسرية الخ.
بعد كل هذه المعطيات المتعلقة بتحديد الفئات المستهدفة
من العملية التعليمية في إطار برامج محو الأمية، ننتقل إلى الشق الثاني والذي يخص
محتويات المادة التعليمية، والشروط الواجب توفرها فيها، وكذلك الخصائص المتعلقة
بالمؤلفين في مجال كتب محو الأمية وتعليم الكبار.
ج) تحديد شروط المادة التعليمية.
يشترط في هذه العملية أن تتوفر مجموعة من العناصر التي تضمن لكل منهج أن يكون سليما، ملبّيّا لحاجات الفئات المستهدفة، حافزا لها لطلب المزيد من المعرفة، ونذكر باختصار أهم العناصر والشروط كما يلي: - يجب أن تكون المعلومات التي تشملها الخبرات أساسية وعملية، بحيث يشعر الدارس أنها ذات صلة وثيقة بحياته وواقعه وبيئته.
- أن يشتمل المنهج على مدى واسع ومتنوع من الخبرات والكفايات، بحيث يجد المتعلّم فرصا كثيرة وعديدة ليعمل ويفكر ويمارس.
- ضرورة توفر عنصر التوازن بين محتويات المنهج، بحيث لا ينصب الاهتمام على جانب واحد وإغفال الجوانب الأخرى.
- مراعاة التسلسل الزمني للمحتوى، ويقصد به مراعاة المستوى الأول للمتعلمين، بحيث تكون البداية من السهل إلى الصعب، ومن البسيط إلى المركّب، دون إغفال ضرورة تكامل حلقات المستوى، فما يدرسه المتعلم في مرحلة يجب أن يتصل بما درسه في مرحلة سابقة.
- أن تكون المادة التعليمية في مستوى القدرات اللغوية والمعرفية للمستفيدين، وأن تكتب بأسلوب ولغة سهلة وبخط سهل القراءة.
وإجمالا يمكن تلخيص هذه الخصائص والشروط الخاصة بالمادة التعليمية في المبادئ التالية: التنوع، الملائمة، المرونة والشمولية.
عند البداية بمرحلة تحديد الفئات المستهدفة، ومرورا بمرحلة تحديد محتوى المادة التعليمية، يتم الانتقال إلى مرحلة ثالثة وهي اختيار وسيلة أو أكثر من الوسائل التعليمية المستعملة في برامج محو الأمية وتعليم الكبار.
د) تحديد الوسائل التعليمية.
يتعلق الأمر باختيار الوسائل التعليمية والمعينات التربوية، لأجل ممارسة عمليات محو الأمية، وإشراك أكبر عدد ممكن من المستفيدين، وهو اختيار ينبع من الأهداف المتوخاة من العملية التعليمية ككل، كما يتحدّد الاختيار وفق الظروف والإمكانيات المتوفرة. وأهم هذه الوسائل التي توضع رهن إشارة برامج وعمليات محو الأمية هي:
- أقسام وفصول المدارس والجمعيات في المدن والبوادي.
- دروس محو الأمية المتلفزة. - البرامج الإذاعية.
- الأفلام والرسوم المتحركة.
- المشاهد التوضيحية كالصور والملصقات والمجسّمات.
- التعلم بالمراسلة عن بعد.
- المكتبات العمومية القارة والمتنقلة.
- التسجيلات الصوتية والصحف والمجلات.
- تحميل التطبيقات على الهواتف الذكية.
وتتمة لموضوع الأسس العملية لبناء مناهج محو الأمية، أنقر على الرابط
التالي المتعلق بالجزء الثاني:
الأسس العملية لبناء مناهج محو الأمية (الجزء الثاني)
شكرا
على المتابعة.
إرسال تعليق