/>head> tags الطرق التعليمية في مجال محو الأمية.
U3F1ZWV6ZTM4NzI4NTMzMTQzODI4X0ZyZWUyNDQzMzMwNzU5Njc1MA==

الطرق التعليمية في مجال محو الأمية.


الطرق التعليمية في مجال محو الأمية


تقديم.
أولا: الطرق التربوية والتواصل.
ثانيا: أهداف الطرق التربوية.
ثالثا: بعض أنواع الطرق التربوية.
      1) الطريقة الإلقائية.
      2) الطريقة الحوارية.
    

تقـديم.

عندما نتتبع مسيرات الشعوب والأمم في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، يتجسد أمامنا فعلان في صيغة الأمر، الأول منهما هو " إقرأ " بأربعة حروف لا غير. جاء تأكيدا في أول صورة نزلت من القرآن الكريم، ثم جاء مفهوم هذه الكلمة بصور مختلفة في ستة عشرة موضعا من الآيات البيّنات.

أما الفعل الأمري الثاني،  فهو " أكتب " بأربعة حروف أيضا، وقد ورد ذكره خمسة وستين مرة في القرآن الكريم، وبصور مختلفة كذلك. أما عن أدوات الكتابة من قرطاس وقلم ودواة ومداد وغيرها من الوسائل الرابطة بين القراءة والكتابة، فقد وردت هي أيضا في القرآن الكريم بصيغة المفرد والجمع وذلك في عشرة مواضع. وكدليل واضح عن أهمية "العلم"، فقد ورد ذكر هذه الكلمة في مائتين وثمانية وعشرين مرة، فيما جاءت كلمة "الجهل" في اثنان وعشرون آية.

وإذا كانت برامج محو الأمية وتعليم الكبار ضرورة من ضروريات التنمية العصرية بمختلف مجالاتها. فإن التراث العربي الإسلامي دعى منذ قرون إلى وجوب طلب العلم على المسلمين، وجعله مساويا لحرية الإنسان، حينما كلن الأسرى يفدون حريتهم بتعليم المسلمين، وجاء الإسلام كذلك بمفهوم الزمان غير المحدد، فاتسع مجال طلب العلم والمعرفة على مدى الحياة أي من المهد إلى اللحد. وكذلك الشأن بالنسبة للمكان غير المحدد، بدعوة المسلمين إلى طلب العلم في أي مكان من الدنيا، (أطلبوا العلم ولو في الصين).

بصفة عامة، تهدف عملية التعليم والتعلم إلى إحداث تأثيرات من النوع الإيجابي في سلوك المستفيدين، لمساعدتهم على الإندماج والتعايش مع الآخرين في بيئة ومجتمع معين، لأن العملين التعليمية أصبح لها مفهوم واسع لا يشتمل على ما يتعلمه الدارس أو المتعلم الكبير من موضوعات دراسية، ضمن برامج محو الأمية وتعليم الكبار، بل كذاك ما يتعلمه من حياته المجتمعية.

 إن المدرسة أو فصول محو الأمية ليست هي المصادر الوحيدة للتعلم، بل هناك العديد من المؤثرات التربوية الأخرى المنتشرة في المجتمع، والتي قد يكون تأثيرها أقوى في تغيير السلوك، كالبيت ومقرات العمل، ووسائل الاتصال وغيرها. ومن زاوية أخرى، أصبحت العملية التعليمية تراعي ذلك الاختلاف الواضح بين تعليم الكبار والصغار، اختلاف في دوافع التعلم وفي الحاجيات للتعلم،  وبالتالي فإن مطلب ترجمة حاجيات الفئة المستهدفة هو العنصر الأهم في العملية التعليمية، إضافة إلى ضرورة اختيار الطرق والوسائل والمعينات التربوية المناسبة لإنجاح برامج محو الأمية وتعليم الكبار.

أولا: الطرق التربوية والتواصل.


يعتبر التعلم في مجال محو الأمية وتعليم الكبار نشاطا أندراغوجيا وليس بيداغوجيا، على اعتبار أنه يتم بين معلم أو منشط وبين متعلم كبير، يجمع بينهما تواصل تربوي. والتواصل في معناه العام هو جوهر العلاقات الإنسانية، إذ بواسطته يعبر الفرد أو الجماعة عن مفهوم أو معنى، بغية الوصول إلى فهم مشترك. ويخضع هذا التواصل للعناصر التالية:

1) المرسل: وهو الجواب عن سؤال: من يبعث الرسالة؟ أي المصدر.
2) الرسالة: وهي الإجابة عن كلمة ماذا يقول؟ وبمعنى آخر هي المحتوى.
3) الوسيلة:أي بأية وسيلة سيتم التواصل؟ وهي القناة أو أداة التبليغ أو الوسيط.
4) المتلقي: أي لمن توجه الرسالة؟ وهي أو هو مستقبل الرسالة.
5) الأثر: للإجابة عن أي تأثير، وعمّا خلّفته الرسالة من أثر لدى المتلقي، أي  التغذية الراجعة والتي هي من العناصر الأساسية في عملية التواصل.

ثانيا: أهداف الطرق التربوية.


تعتبر طرق التعليم في مجال تعليم الكبار وسائل اتصال مباشرة، تمكن المتعلم من تحقيق الأهداف المسطرة في العملية التعليمية ككل، أو الأهداف الإجرائية الخاصة بكل وحدة دراسية معينة.
بصفة عامة، تسعى الطرق التعليمية إلى شدّ الانتباه وإثارة المتعلمين لزيادة فاعليتهم، ولتحفيزهم على المتابعة والإقبال على التعلم. كما تهدف أيضا إلى تعميق إدراك الرسالة التعليمية دون تحريف أو تشويه. كما أن الطرق التعليمية الجيدة تركز على السرعة في التبليغ بأقل جهد، وفي أقل وقت ممكن، بالإضافة إلى التأثير المباشر على الفرد أو المجموعة من الناحية السلوكية أو العاطفية أو المعرفية.

ومن الأهداف كذلك خلق نوع من التفاعل بين المنشط والمتعلم الكبير، أساسه الثقة المتبادلة بينهما، ولا يتم ذلك إلا بالإحاطة التامة بالجوانب النفسية للكبير، والتعرف على احتياجاته ومتطلباته، ومعرفة دوافعه، بل وتنمية هذه الدوافع لتصبح ضمانا لاستمراره في التعلم، وبالتالي تصبح الطريقة أداة مشجعة في الإقبال على التعلم والتعلم الذاتي، والذي هو رغبة ذاتية للتخلص من الأمية دون توجيه أو ضغط من الآخرين، كما هو الشأن بالنسبة للصغير.

إن الطريقة التربوية الناجحة هي التي تتجه في هذا الاتجاه، أي دفع الكبير للإستزادة من المعرفة، وتعليم نفسه بنفسه، حتى يصبح همه هو تكوين نفسه ليفيد ويستفيد. وعلى ضوء ما سبق، سنحاول التطرق إلى بعض الطرق التربوية الحديثة الاستعمال في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، والتي تهتم بالتواصل داخل القسم، وكذلك الطرق المستعملة لإعداد المواد القرائية الموجهة للأميين الكبار.

ثالثا: بعض أنواع الطرق التربوية.

من المعلوم أن هناك نماذج مختلفة من المقاربات سواء البيداغوجية أو الأندراغوجية، يجسد كل منها تصورا خاصا للطرق والتقنيات التي يمكن توظيفها في مجال محو الأمية وتعليم الكبار. ونظرا لتعدد هذه الطرق والتقنيات، فإننا اخترنا بعضها لتبيان مدى الفرق بين روح العمل الجماعي للمتعلمين الكبار، الذي يختلف من حيث الطرق عن العمل الفرداني نظرا لخصوصيات الكبار.

إستراحة
                                                          حاول أن تكتشف الفراشة في وقت وجيز. 



 1) الطريقة الإلقائية.


ترتكز هذه الطريقة على علاقة أحادية الجانب ذات اتجاه واحد، تتمحور حول المعلم أو المنشط  كمصدر للمعرفة أو كبنك للمعلومات، وحول المتلقي لهذه المعرفة عن طريق السماع أو الكتابة واختزال المعلومات إلى غاية يوم المراقبة أو التقويم. وللأسف، لا زالت هذه الطريقة متداولة في أقسام محو الأمية الموجهة لفئات المتعلمين الكبار. وكثيرا ما كانت مثل هذه الطرق وراء انقطاع المستفيدين عن متابعة الدروس أو عدم الانضباط والتسرب، ذلك أنها تفترض أن المعرفة تكتسب من الخارج، على اعتبار أن عقل الإنسان عبارة عن صفحة بيضاء، وهذا ما يبرر وجود معلم ينظّم المعرفة ويقدمها كأساس للتعلم.

عندما يقوم معلم محو أمية الكبار بتقديم معلومات أو إلقاء عرض أو محاضرة أو سرد قصة أو حكاية أو شرح مسألة، فإن هذه الطريقة تتطلب توفر عدة شروط نذكر منها:

     - شخصية المعلم: 

من واجبه أن يتكلم بوضوح تام من حيث مخارج الحروف، وضبط المعلومات وعدم الخوض في العموميات والأشياء المجردة، من الحرص على السهولة التي تراعي المستوى التعليمي لهؤلاء الكبار.

     - الرسالة: 

وهي المادة التعليمية والمحتوى الذي يستعمله المعلم لنقل المعارف والمهارات، القيم والاتجاهات. ومن الضروري أن يكون المحتوى كثيفا و فائضا يقدم أكبر قدر من المعلومات، لإحداث التغييرات السلوكية المنتظرة، سواء في مستوى 
المعرفة والفهم، والمهارات والاتجاهات والقيم.

     - المستفيد: 

وتتطلب منه هذه العملية مضاعفة القدرة على الإصغاء والمتابعة، على الرغم من أن خصوصيات المتعلم الكبير لا تسمح بمثل هذه المجهودات التي تحد من حركته، وتفرض عليه وضعية معينة في الزمان والمكان، مع العلم أن من مميزات المتعلم الكبير، كونه لا يستجيب بسهولة إلى الإكراه أو الإجبار، أضف على ذلك أنه لا يلزم نفسه بالحضور للدرس الذي تعتمد فيه هذه الطريقة الخالية من التنويع والمرونة، وبالتالي تجعله في وضعية استهلاكية لا غير.

من عيوب الطريقة الإلقائية نذكر ما يلي:
        - تصبح الطريقة سلبية إذا لم تتخللها المناقشة الجماعية.
     - إذا لم تصاحبها وسائل الإيضاح تصبح أيضا مملة وتمر في صمت وهدوء.
      - قد يصيب المستفيدين قدر كبير من الإجهاد الذهني وحتى البدني، خاصة وأن بعض الكبار يقضون يومهم في العمل.

لدى، لا يمكن بهذه الطريقة حشد أذهان الدارسين بمجموعة من الحقائق والمعلومات، بل العبرة في مدى المخلفات النفسية والأثر الطيب، وما يحدث لدى المستفيدين من اتجاهات سلبية.

 2) الطريقة الحوارية.


إذا كان المعلم في الطريقة الإلقائية يحتل موقع المرسل بينما يحتل المتعلم موقع المتلقي، فعلى العكس من ذلك، تتطلب الطريقة الحوارية حوارا ومناقشة بين المنشط والمستفيد، وذلك لإعطائه الفرصة للمساهمة في تنشيط الدرس، عن طريق تقديم أجوبة عن أسئلة المنشط، وفق تسلسل يقود إلى بلوغ الأهداف المسطرة. ومن شروط نجاح هذه الطريقة ما يلي:

     - اختيار المعلومات التي يمكن إكسابها للمستفيد عن طريق الأسئلة الموجهة والأجوبة المحددة.
       - دفع جميع المستفيدين للمشاركة من خلال الأجوبة المتعددة.
     - مراعاة ضبط النظام داخل القسم بأسلوب يراعي خصوصيات المتعلم الكبير.
     - تقييم الحصيلة المعرفية بمختلف طرق القياس.

تتضمن الطريقة الحوارية نوعين من الحوار:

     أ - الحوار العمودي: 

ويتسم بكونه موجها ومحددا من طرف المعلم وحده، ولا مجال للخروج عن الإطار وعن الموضوع الذي حدد من قبل. كما أن حرية التعبير لدى المستفيدين تظل شيئا ما مقيدة بتوجيهات وملاحظات المنشط (ة) الذي هو في نفس الوقت مسيرا ومنظما للمناقشة.

     ب - الحوار الأفقي: 

وهو حوار مفتوح ودائري بين المستفيدين والمعلم، على أن هذا الأخير يعتبر مشاركا وطرفا في هذا الحوار، أي بعبارة أخرى، هي مناقشة حرة تليق بطبيعة المتعلم الكبير.
تهدف الطريقة الحوارية إلى ما يلي:

  • إكساب المتعلمين معارف ومعلومات عن طريق الأسئلة.
  • دفع المستفيدين للمشاركة من خلال الأجوبة.
  • الوصول إلى خلاصات نهائية ونتائج سلوكية.
كما تتميز هذه الطريقة عن غيرها بالخصائص التالية:

* وجود منشط ينظم المناقشة ويحرص على النظام، ويعطي الفرصة لمشاركة أي فرد من المجموعة، وهذا المنشط ليس بالضرورة هو المعلم دائما، بل يمكن إسناد هذه المهمة إلى أكبر المستفيدين سنّا أو من تختاره جماعة القسم.
تنمية القدرة على التواصل والتعبير.
تنمية الشخصية مع سرعة التكيف الاجتماعي.
التدريب على احترام الرأي والتعبير عن المواقف، أو الدفاع عن الذات أو عن الفكرة، وكذلك تقبل النقد والخطأ والملاحظات. 
                                                                                                         

       الــجــواب



إلى اللقاء إن شاء الله.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة