/>head> tags دعم برامج محو الأمية بالوسائل التعليمية الحديثة.
U3F1ZWV6ZTM4NzI4NTMzMTQzODI4X0ZyZWUyNDQzMzMwNzU5Njc1MA==

دعم برامج محو الأمية بالوسائل التعليمية الحديثة.

                      دعم برامج محو الأمية بالوسائل التعليمية الحديثة

  
المقدمة
أولا: تعريف الوسائل التعليمية
ثانيا: أنواعها
ثالثا: اختيار الوسيلة
رابعا: فوائد استعمالها
خامسا: خصائصها 
سادسا: شروط استعمالها.

المقدمة.


لم يعد الصغار وحدهم المعنيين باستخدام الوسائل التعليمية، ولم تعد برامج محو الأمية وتعليم الكبار تقتصر فقط على الكتاب والمعلم والقسم، لتؤدي مهامها على الوجه الأكمل. بل استعملت العديد من الدول الوسائل التعليمية الحديثة، مثل التلفزيون وتسجيلات الفيديو، والتسجيلات الصوتية في دروس محو الأمية وتعليم الكبار، وذلك لأجل المساهمة في سد الاحتياجات التعليمية المتسارعة لمجموعة من المواطنين، عن طريق القراءة والتعليم عن بعد، ثم تطورت هذه الوسائل بتطور الإنسان نفسه، فتعددت وسائل الاتصال وأنماط الوسائل التعليمية، لتشمل الأقراص المدمجة و التطبيقات المحملة على الهواتف الذكية وغيرها.

وللتذكير فقط، فقد دعا المربي البرازيلي باولو فريري Paolo Friere والمفكر النمساوي إيفان إيلتش Evan Ilitch إلى وضع نماذج جديدة للتحرر من الأمية في البلدان النامية، وذلك بالتعلم الذاتي خارج المدرسة، على أساس أن يستمر التعلم الذاتي مدى الحياة، من دون تحديد سقف علوي للتعلم، أو الحد الأقصى للعمر.

لقد أصبحت اليوم الحاجة ملحة لتطوير الوسائل التعليمية في دروس محو الأمية، واستخدام وسائل الإيضاح لتوضيح الأفكار وتقريب المفاهيم وتركيز المكتسبات بأفضل أسلوب. 

  أولا: تعريف الوسائل التعليمية.

يمكن اعتبار الوسائل التعليمية أو المعينات التربوية، على أنها جزء من التقنيات المستعملة في برامج محو الأمية، والتي تساعد على نقل المعرفة إلى المتعلمين الكبار، وذلك عبر وسائل تعليمية تحمل رسائل ذات أهداف واضحة، لأجل إكساب المستفيدين القدرة على الكلام والتعبير، والقدرة على التفكير والتحليل، والتعلم الشفاهي من وسائل سمعية بصرية متعددة، للعيش في انسجام تام مع الوسط الاجتماعي أو المهني، مع إمكانية التعلم الذاتي مدى الحياة عن بعد، والقضاء على الأمية الهجائية في مستواها الأدنى. كما تجدر الإشارة أن الخبراء يؤكدون أن الوسائل التعليمية الحديثة، لن تحل محل المعلم في فصول محو الأمية، بل يجب اعتبارها وسائل مساعدة، تعينه على أداء عملية التدريس وتجويدها.

ثانيا: أنواع الوسائل التعليمية.

تدخل ضمن والوسائل التعليمية تلك الأجهزة والمطبوعات والتصاميم والنماذج، التي تساعد على تسهيل عمليات التعلم المباشر أو عن بعد. كما يعتبر تعدد الطرق والوسائل وتنوعها، دافعا إلى بحث كيفية استعمال هذه الوسائل والأدوات، في وضعيات ديداكتيكية مثل إدماج الوسائل السمعية - البصرية في عمليات التدريس للكبار، وغيرها من الأدوات التي أصبح استعمالها، هو موضوع اهتمام برامج تكوين المكونين والمدرسين، وكذا إعادة تكوينهم.

من هذا المنطلق، يمكن الحديث عن التعليم عن بعد، الذي هو محاولة لإيصال الخدمات التعليمية إلى الفئات التي لا تستطيع الوصول أو الحضور إلى مؤسسات ومراكز التعليم. كما تستخدم في هذا التعليم وسائل متعددة، تتراوح ما بين المادة المطبوعة والمواد المبثوثة عن طريق الأقمار الصناعية، وتأتي ما بين الإثنين الصحافة والإذاعة، التلفزيون والأشرطة السمعية المصورة وغيرها.

يمكن تصنيف الوسائل المستعملة في برامج محو الأمية وتعليم الكبار إلى وسائل مطبوعة، وأخرى سمعية – بصرية.

      1- الوسائل المطبوعة:

وهي الوسيلة الأساسية والوحيدة للتعلم الفردي مباشرة، لكونها تعين على المضي في التعلم، كما تعتبر سجلا دائما للمعلومات والمهارات، كما يمكننا الكتاب من الرجوع إليه للاستذكار أو المراجعة أو التعلم الذاتي. ويأتي الكتاب الدراسي على رأس الوسائل المطبوعة المستعملة في جميع أرجاء العالم، لمحو الأمية وتعليم الكبار.

       1-1: الكتاب المدرسي.

يحظى الكتاب بأهمية قصوى في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، كما يعتبر من أهم الأسباب المباشر لإقبال المتعلمين على فصوص محو الأمية ، أو انقطاعهم عن متابعة الدروس، وذلك لنوعية ومحتوى هذه الكتب، وللشكل الذي قدمت به المادة التعليمية. ذلك أن الكتاب، كثيرا ما يتأثر بالأهداف والأغراض التي ينشدها المؤلف أو المؤلفون.

     أ – الشروط الواجب توفرها في الكتاب الدراسي:


وعلى العموم، يجب أن تتوفر كتب محو الأمية على الحد الأدنى من الشروط التالية:

· أن يتضمن الكتاب جميع المهارات والقدرات والكفايات حسب المستوى ووفق الأهداف المسطرة.

· يجب أن تتلائم طريقة وضع الكتاب مع طبيعة عملية الإدراك لدى المتعلم الكبير، والتي تنتقل من الجزء إلى الكل، ومن البسيط إلى المركب.

· لا بد من الحرص على الكتابة السليمة بلغة مبسطة مع إتّباع أسلوب التدرج.

· لا بد من مراعاة الظروف البيئية والاجتماعية للمستفيدين.

· الحرص على تنوع المواضيع وارتباطها بالواقع المعاش.

· ضرورة اللجوء إلى أسلوب التكرار، الذي هو من أهم العوامل المساهمة في التأثير على الذاكرة المعرفية للمتعلم.


    ب – أسلوب العرض:

وهي الطريقة التي يتبعها الكتاب في صياغة المواد التعليمية، كالقصة وطريقة الحوار، طريقة السرد أو الوصف، أسلوب الأمثال الشعبية والحكم والأقوال المأثورة وغيرها.

    ج – الإخراج:

وهو مجموع الإجراءات التي تساهم في ظهور المطبوع في صورته النهائية، ملتزما بالشروط التربوية، مراعيا لخصوصيات الكبار وذلك من حيث:

      1- الحجم. يجب أن يكون حجم الكتاب مناسبا، على أن يكون عدد الصفحات ما بين 20 و 40 صفحة، وذلك حتى يتشجع الكبير على القراءة ومواصلتها.

     2- حجم الحروف. يجب أن يتناسب حجم الحروف مع خصوصيات المتعلم الكبير، الذي غالبا ما يميل إلى الحجم الكبير للحرف. وقد تتضمن بعض الكتب عدة مقاييس للحروف تبدأ ببنط 36 مثلا وتتدرج إلى 24 تم إلى 18 أو 16، وهذا القياس الأخير، يجده القارئ في الصحف والكتب العادية.

    3- الرسوم والصور. للصور والرسوم سواء وجدت على غلاف الكتاب أم بداخله، أثر كبير على مادة القراءة، فهي تثير اهتمام القارئ وتساعده على فهم النص وتذكره. ومن شروطها ما يلي:

  • أن تكون بسيطة ولا تشتمل على كل التفصيلات.
  • أن لا تحتل مساحة كبير من الصفحة على حساب النص. 
  • أن تتضمن الشعارات والرموز التي تدل على الأشخاص والأشياء وتعبر عنهم.
  • أن تكون مطابقة للنص. 
    4- الألوان. تعتبر الألوان من العوامل المشوقة للدارس، إلا أن مجال استخدامها، يتطلب إمكانيات مادية.

       2-1: النشرات.

تستعمل النشرات عادة لتعزيز المكتسبات المعرفية، وللحيلولة دون ارتداد المتعلمين إلى الأمية من جديد، كما تعتبر من أهم الوسائل في مرحلة ما بعد محو الأمية أي المتابعة، وذلك راجع لكونها تساهم في إدماج المتحررين من الأمية في عالمهم الجديد، وهو عالم الاتصال عن طريق الكتابة.

عند اختيار النشرة، يجب احترام توظيف التقنيات التي نستخدمها عندما نريد إصدار أي منشور مكتوب وهي:
  • الاعتماد على المقالات الرئيسية التي تتناول قضايا جوهرية.
  •  إدراج التحقيقات لتغطية عدد أكبر من الأحداث والوقائع. 
  •  التركيز أيضا على الافتتاحية. 
  • إغناء النشرة بالصور وبالكاريكاتير والرسومات التوضيحية. 
  • الحرص على العناوين فوق كل المقالات. 
إن كل هذه الأمور، تجعل المستهدف يحس أنه يعامل كجميع من يطالعون المجلات والصحف وغيرها من وسائل الاتصال المكتوب.

       1- 3 : الصحف.

للصحيفة مجال انتشار واسع بين القراء، حيث أن قوة تطور المطبعة واستعمال التقنيات الحديثة، سهل عملية الاتصال مع الناس عن طريق المكتوب. إلا أن هذه الوسيلة رغم أنها تساعدنا في عملياتنا التربوية، تبقى مقتصرة على من يعرف حل رموز الكتابة، وهو الشيء الذي يجعلها من أدوات مرحلة المتابعة، أي ما بعد محو الأمية لمواصلة الحوار مع من تحرر من الأمية.

     4-1: الصحيفة الحائطية.

وهي دوريات تحتوي على موضوعات شيقة وأخبار مثيرة، تجتذب إليها القارئ الجديد، فيجد فيها زادا معرفيا، يوسع ثروته اللغوية. ومن الضروري أن تكتب الصحيفة الحائطية بلغة بسيطة، وبخط اليد وأحرف كبيرة القياس، حتى تسهل قرائتها عن بعد، على أن تصدر بفترات متقاربة، وأن يتم إعدادها وتحريرها من طرف المتعلمين الجدد بمساعدة المعلمين.

    5-1: الملصق.

وهو وسيلة أخرى تستعمل في مجالات كثيرة، داخل برامج محو الأمية وتعليم الكبار، سواء للدعاية لمحاربة الأمية، أو للتحسيس والتوعية بمختلف المجالات. من أهم الشروط الواجب توفرها في الملصق، ضرورة التركيز على فكرة واحدة، لأن كثرة الأفكار قد تربك المتعلم الجديد، كما يجب أن تكتب بخط جميل خال من التعقيد، بالإضافة إلى تغيير الملصق بعد فترة زمنية قصيرة، وتعويضه بملصق آخر.

     2) الوسائل السمعية – البصرية.

يعتبر عصرنا بحق عصر الثورة العلمية، بما يتميز به من تغيير وتقدم وتكنولوجيا راقية. ولقد استطاع الجمهور الواسع من الناس، اكتساب المعلومات والمعارف بأساليب عديدة، كالاستماع أو القراءة أو المشاهدة، أي عن طريق وسائل أصبحت أكثر كفاءة ومقدرة على أخذ الإنسان إلى عوالم بعيدة، ليستمتع بالتفرج والمشاهدة، ثم بالاطلاع على أمور كانت قديما من المستحيلات.

إن هذه الوسائل، هي وسائل الإعلام بشتى فروعها، فهي فضلا عن سرعتها، تخاطب مختلف الأعمار، وشتى المستويات الذهنية، وهي متوفرة في كل الأوقات، بل أصبحت تنافس القنوات المعرفية التقليدية، التي تمثلها الأسرة والمدرسة. ولهذا، فهي تعد من الوسائل المعينة في التربية والتعليم، وتستطيع من خلال سرعتها وانتشارها، أن تخدم مجال محو الأمية وتعليم الكبار، خدمة قد تفوق بكثير الوسائل التقليدية التعليمية.
لكن، ما هي هذه الوسائل؟

   2- 1 التلفزيون.

أصبح التلفزيون من خلال تطوره السريع، الوسيلة الإعلامية الأكثر انتشارا والأكثر إقناعا. ذلك لأن هذه الوسيلة الإعلامية تعتمد على الصورة والصوت وفي متناول الجميع، الشيء الذي أهلها أن تكون أكثر هذه الوسائل فعالية وانتشارا وتأثيرا في أوساط شعبية عريضة، التي تعتمد كليا على التلفزيون كوسيلة للترفيه والإخبار. فالوسائل الإعلامية بشقيها السمعية البصرية، تمنح الإمكانيات الضرورية التي تفتح الباب واسعا للزيادة من معارف الإنسان، وتطوير مداركه نحو التعامل مع العالم والمحيط الذي يعيش فيه. كما أنها تستخدم كمعينات تربوية وتعليمية في عدة مراحل، منها محو الأمية الأبجدية والوظيفية والحضارية، بل وحتى أثناء مرحلة المتابعة والدعم، التي تركز المكتسبات المعرفية وتثبتها، والحيلولة دون الارتداد إلى الأمية من جديد.

لقد استعملت العديد من الدول التلفزيون كوسيلة لمحاربة الأمية، أو لدعم المتحررين من الأمية. وقد سبق لوزارة التشغيل والشؤون الاجتماعية بالمغرب، أن أعدت في التسعينات، عدة حلقات نموذجية من دروس محو الأمية لبثها على القناة الأولى كمرحلة تجريبية، على أمل إنتاج 26 حلقة متلفزة لبثها يومين في الأسبوع، إلا أن المشاكل المالية لتمويل إنتاج هذه الدروس ، حالت دون إتمام المشروع.

وعلى ذكر البرامج التلفزيونية المخصصة لمحاربة الأمية أو تعليم الكبار، تجدر الإشارة إلى ذكر بعض التجارب العربية في هذا المجال، رغم محدوديتها بالمقارنة مع تجارب دول أمريكا اللاتينية وبعض الدول الإفريقية. فقد سبق للصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، أن موّل مشروع برنامج " آن الأوان " الذي تم توجيه حلقاته إلى الأميين الملتحقين بأقسام محو الأمية، وحتى المتخرجين منها والمتسربين من التعليم الابتدائي. فقد كان برنامجا تربويا مشوقا، يهدف إلى تحقيق محو الأمية بشقيها الأبجدي والحضاري، وقد بلغ عدد الحلقات 45 مدة كل منها 20 دقيقة، على شكل مجلة تلفزيونية متنوعة ومتعددة الفقرات، تستعمل الأساليب الفنية المختلفة حسب طبيعة الموضوع، كالمشاهد التمثيلية والأفلام التسجيلية والعلمية، مع استخدام اللغة العربية الفصحى، والحرص على سلامة نطقها. كما أنتجت التلفزة العراقية في السبعينات حلقات من الدروس التربوية، في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، تم بثها من طرف العديد من الدول العربية.

ولأجل إنجاح مشاريع الدروس المتلفزة لمحو الأمية، يجب مراعاة البرمجة والتي هي توزيع المواد في إطار ساعات البث المقررة، لدى وجب الأخذ بعين الاعتبار عدد ونوعية الجمهور في وقت معين، لكي نختار الوقت المناسب لعرض الدروس أو إعادتها. وعادة ما تتوزع أوقات البث حسب تواجد الجمهور إلى ثلاثة أنواع: 

  •  تواجد ضعيف.
  •  تواجد متوسط. 
  •  تواجد قوي. 
كما يقسم تواجد الجمهور إلى تواجد نوعي وتواجد عام، فمثلا بالنسبة لجمهور التلفزة المغربية في وقت من الأوقات، يتم اختيار أوقات بث البرامج على أساس نتائج الدراسة التالية:
                                               

عدد المشاهدين

نسبة التواجد

التوقيت

الجمهور

من 700 ألف إلى 1 مليون

ضعيف

 من 6.30 إلى7.30

الأطفال

من 1 مليون – 3 ملايين

متوسط

من 7.30 إلى 8.30 

عام

من 3 مليون – 5 ملايين

قوي

من 8.30 إلى 10.30

عام

من 2 مليون إلى 500 ألف

ضعيف

من 10.30 إلى 11.30

الآباء


    اسـتراحـة
إبـحث عـن المنطاد في الصورة التالية

أين هو المنطاد؟

     2 - 2 الأفلام المتحركة.

تعتمد في الغالب على الصورة والصوت معا، وقد استخدمت أولا في مجال الترفيه، ثم أدمجت مؤخرا في إطار فلسفات تربوية جديدة، وذلك نتيجة لدراسات وبحوث في ميدان علم النفس. وقد شاع استخدامها في مجال تعليم الكبار في العديد من الدول المتقدمة. ومن مميزاتها:
  •  القدرة على تمثيل الواقع المجرد، الذي يصعب إدراكه بالحواس.
  • القدرة على المشاركة في إكساب المهارات، وذلك بواسطة التحكم في سرعة الفلم بالحركات البطيئة. 
  • تقديم رؤية واضحة عن أشياء يصعب رؤيتها، مثلا تقديم طريقة عمل آلة من الداخل،أو معدة أو عين أو عضلات الإنسان، أو نمو النباتات وغيرها. 
  • تقديم صورة واضحة عن مجريات الأحداث والتطورات العلمية، كنزول الإنسان على سطح القمر، أو كيفية إجراء عملية جراحية معقدة الخ.

    2 - 3 الأقراص المدمجة.

لقد عوضت هذه الأقراص الكاسيت والأسطوانة، التي كانت تحمل التسجيلات الصوتية لدروس محو الأمية وبرامج التوعية وغيرها. تستخدم اليوم أقراص (CD – DVD) على نطاق واسع، وذلك لقدرتها على تعبئة الصورة والصوت معا، وإمكانية استعمالها عبر الحواسيب وعبر الأجهزة القارئة للأقراص المضغوطة. وقد استعملت بكثرة في مجال تعلم اللغات عن بعد. وقد سبق للملكة المغربية أن استعملت الأقراص المضغوطة في حملات محو الأمية في التسعينات، لكن على نطاق محدود.

    2 - 4 أندية المشاهدة.

تتزايد أهمية محو الأمية في جماعة الأميين، عندما نستعمل الكلمة المسموعة والمرئية في نفس الوقت. و من هنا برزت أهمية أندية المشاهدة الجماعية، كوسيلة فعالة للمساعدة في محو الأمية لدى الكبار، خصوصا في العالم القروي. تتلخص طريقة إلقاء الدروس، في استعمال جهاز التلفزيون والفيديو، لأجل المشاهدة والاستماع، وذلك تحت إشراف مسؤول، يشترط فيه أن يكون من أهل المنطقة، قادر على التأثير في الجماعة، لتمرير الخبرات وإكساب المهارات وتكوين الاتجاهات.

    2 – 5 الراديو.

للراديو أهمية كبرى في تبليغ المعلومات والرسائل الإعلامية، لكونه يتميز بصغر حجمه وتواجده في أي مكان، بل أصبح متوفرا في خدمات الهواتف الذكية. كما يمكن أن يستغل كمعين تربوي في مجال محاربة الأمية وتعليم الكبار، أو في ميدان الدعوة للتسجيل في برامج محو الأمية. وقد سبق للمغرب أن استعمل الراديو في حملات محاربة الأمية أوائل الاستقلال، وكان استعمالا ناجحا بكل المقاييس، ساهم في إنجاح برامج محاربة الأمية آنذاك.

   2 – 6 الصور الثابتة.

ويتعلق الأمر بمجموعة من الصور الثابتة تعرض على الحائط أو على الشاشة، مع شرح يلقيه المنشط لينقل إلى المشاهد في قسم تعليم الكبار، رسالة متكاملة ومعلومات تهمه شخصيا. والفلم الثابت رغم خلوه من الحركة، ورغم عجزه عن تقديم شخصيات كثيرة أو أصوات متعددة، فإنه يعتبر من المعينات التربوية في مجال محو الأمية، التي تستعمل كنواة للمناقشة في الأقسام وأندية المشاهدة الجماعية.

وكخلاصة للموضوع، ليست الطرق والوسائل التعليمية المساعدة على الشرح فحسب، بل إنها جزء لا يتجزأ من عملية التعليم. لذا فمن الخطأ تسميتها بوسائل الإيضاح كما هو شائع، ومن شأن هذه الوسائل التعليمية بما فيها النصوص والمطبوعات، وخاصة الكتب الدراسية، أن تساهم بالإضافة إلى توضيح المفاهيم، وتشخيص الحقائق، وإضفاء الحيوية على محتويات التعليم ومواضيعه، تساهم كذلك في أن تجعلها ذات قيمة عملية وأقرب إلى التطبيق، مما يجعل من التعليم تعليما مشوقا وأكثر جاذبية.

  ثالثا: اختيار الوسائل التعليمية.

تعتبر عملية اختيار الوسائل التعليمية في برامج محو الأمية وتعليم الكبار، من أهم المسؤوليات الملقاة على عاتق المعلمين، وذلك لأن عدم ملائمة الطرق والوسائل للأهداف المسطرة، يعطي نتيجة عكسية، مما يصيب العملية التعليمية بالفشل، وذلك أن المعلم مثلا الذي يحدد أهدافا معينة، ويتبع طرقا غير ملائمة، مثله مثل المعلم الذي أراد أن يصل بالمستفيدين إلى مستوى فهم واستيعاب القياسات بالسنتيمتر أو المتر، واقتصر في التدريس على الطريقة الإلقائية فقط (سؤال – جواب)، والتي مكنتهم من معرفة هذه المعطيات الحسابية، لكن دون التمكن من تركيبها أو تجريبها بالمسطرة أو بشريط القياس.

ومن جهة أخرى، فملائمة الطرق المستعملة أو الوسائل الخاصة بنقل المعرفة، مع المعطيات أو الخصوصيات السوسيوثقافية، يعتبر جد ضروري بالنسبة للمتعلمين الكبار، على اعتبار أن المحيط الاجتماعي، والقيم الثقافية والأخلاقية والدينية، قد لا تتقبل بعض الطرق والوسائل. لدى وجب الحرص على تنظيم وضعيات التعلم، باختيار المحتويات بدقة، وتنظيمها وفق الأهداف المحددة، والوسائل المستعملة، مع احترام خصوصيات المتعلم الكبير، والوسط الاجتماعي والمناخ العام.

  رابعا: فوائد استعمال الوسائل التعليمية.

   من فوائد المعينات التربوية المستعملة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار نذكر ما يلي:

  • تسهيل و تبسيط عملية التعلم والتعليم.
  • مساعدة المتعلم على تذكر ما تعلمه في الدروس الحضورية أو عن بعد. 
  • تشويق المتعلم الكبير وتحفيزه على متابعة للدرس الجديد. 
  • تساعد على إيجاد جو من التفاعل بين المتعلم والمعلم، وتقوية العالقة بينهما.
  • تمكن المستفيد من اكتساب مهارات حياتية واقعية. 
  • تترك أثرا كبيرا في عملية تعلم المتعلم قياساً مع التعلم النظري. 
  • تمكن المتعلم الكبير من ربط خبراته السابقة بالجديدة. 
  • تساعد على بقاء المعلومات لفترة أطول في ذاكرة المتعلمين.
  • تجعل من المتعلم معلما، وذلك عندما يستطيع هو نفسه متحدثا، يوصف ما شاهده لغيره. 

   خامسا: خصائص الوسيلة التعليمية.

تمتاز المعينات التربوية أو التوضيحية بالخصائص التالية:
  • سهولة استعمال الوسائل غير المعقدة، ونقلها والمحافظة عليها، وذلك دون الحاجة إلى الاستفادة من الدورات التكوينية طويلة المدة.
  • إنها تتناسب وتتلائم مع قدرات المتعلمين الكبار ومستواهم وأعمارهم. 
  • يتم استخدامها لشرح قضايا يصعب شرحها شفويا و بالطرق التقليدية.
  • يمكنها أن تستعمل لغة بسيطة ومفهومة في متناول جميع المستفيدين. 

إن هذه الخصائص وغيرها، ستساهم لا محالة في زيادة الانتباه، بصورة أكثر لدى المتعلمين الكبار، وتعمل أيضا على جلب اهتمامهم وانتباههم، وكذلك وزيادة مستويات التشويق لديهم. لكن على أساس أن تستمر عملية توليد الحاجة لديهم للمزيد من التعلم، من البداية إلى النهاية، وطول مدة استعمال هذه الوسيلة، لأن التحفيز عادة ما ينخفض مستواه، كلما اقترب المتعلم الكبير من تحقيق رغبته، وإشباع حاجته، بل ويمكن أن ينخفض مستوى التحفيز، حتى قبل أن ينتهي الدرس.


ولكي نتعرف على علامات الاهتمام لدى المتعلم الكبير في بداية التحفيز واستعمال المعينات التربوية، علينا ملاحظة هذه المؤشرات التي تدل على مدى ارتياح المتعلم الكبير، منها ما يلي: 

  • استجابة المتعلم لكل أوامر وتوجيهات المنشط.
  • كثرة أسئلته الموجهة للمنشط بغرض المزيد من الفهم والمعرفة.
  • انضباطه وعدم قيامه بما من شأنه أن يعرقل مختلف مراحل الدرس.
  • قبوله العمل مع أفراد المجموعات بحماس، وبدون حزازات شخصية.
  • استماعه إلى حديث الآخرين باهتمام بالغ وبدون مقاطعة.
  • يقدم مساعدته وأجوبته وملاحظاته الشخصية لأفراد مجموعة القسم.
  • التعبير عن عدم الرغبة في التوقف ومواصلة العمل، أو المشاهدة أو الإنصات. 

    سادسا: شروط استعمال الوسائل.

  • معرفة خصائص المتعلمين الكبار، من حيث العمر والمقدرة، ومن حيث المستوى المعرفي والحاجات المعبر عنها، إضافة إلى معرفة الخبرات السابقة ووسط الإقامة، لأن أي حاجة صادرة عن المتعلم نفسه، ستكون حافزا قويا له لزيادة الاهتمام والمتابعة. 
  • تجربة الوسيلة: ولكي نتأكد من صلاحية الوسيلة المراد استعمالها، على المنشط القيام بتجريبها أولا على مجموعة محدودة من الدارسين المستفيدين منها، حتى يتمكن من معالجة العيوب التي قد تظهر في طريقة استعمال الوسيلة.
  • اختيار الوقت المناسب وتحديد المكان المناسب أيضا، وكذا اختيار طريقة العرض، هل على جميع المستفيدين أو على كل مجموعة على حدة  أم حسب الجنس.
  • الاهتمام بالفوارق الفردية بين المتعلمين، لأن منهم من يتعلم بصوره أفضل عن طريق حاسة البصر، وآخرون يتعلمون بسرعة عن طريق حاسة السمع الخ.
  • استعمال الوسيلة التعليمية بطريقة مدروسة، تراعي المسافة المطلوبة بين المتعلم والوسيلة المستعملة. ففي حالة ما إذا كانت المسافة الفاصلة بين الوسيلة والمتعلم من متر إلى أربعة أمتار، فإن استيعاب المتعلمين الكبار للدرس يكون ممكنا وسليما. و إذا اقتربت الوسيلة أكثر من المتعلمين، فإن الإدراك بالحواس يكون ضخما، نتيجة زيادة الصوت وتضخم الصورة. و أما إذا ابتعدت الوسيلة لأكثر من أربعة أمتار، يصبح الإدراك صعبا خصوصا بالنسبة لكبار السن من الأميين.
  • تنظيم وقت استخدام المعينات التربوية، وذلك بعدم إطالة مدة استعمالها لأكثر من ثلاثين دقيقة، لأن ذلك يخلق لدى المتعلمين الكبار الملل والضيق والرتابة، ويؤثر بالتالي على مستوى الانتباه ودرجة التحفيز.
  • القيام بإخلاء  المكان الذي سنستعمل فيه الوسيلة التوضيحية من جميع الأشياء والأدوات غير الضرورية، وذلك لعدم تشتيت انتباه المتعلمين.
  • تنظيم طريقة جلوس المتعلمين الكبار، حتى يكون الجميع في وضعية جيدة تسمح لهم بالمتابعة والمعاينة، مع مراعاة خصائصهم، وذلك بالعمل  على تمكين المتعلمين الكبار من ضعاف السمع والبصر، من الجلوس في الصفوف الأمامية. 
  • يجب ألا تكون الموضوعات المراد شرحها بوسائل ومعينات تربوية، عادية جدا بالنسبة للأميين الكبار، بحكم خبراتهم و مكتسباتهم الحياتية، وذلك تجنبا لعدم الاهتمام أو السخرية واللامبالاة.

الـجـواب
                                   
مكان المنطاد في الصورة


               شكرا على المتابعة.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة