دعم برامج محو الأمية بالوسائل التعليمية الحديثة
المقدمةأولا: تعريف الوسائل التعليمية
ثانيا: أنواعها
ثالثا: اختيار الوسيلة
رابعا: فوائد استعمالها
خامسا: خصائصها
المقدمة.
أولا: تعريف الوسائل التعليمية.
يمكن اعتبار الوسائل التعليمية أو المعينات التربوية، على أنها جزء من التقنيات المستعملة في برامج محو الأمية، والتي تساعد على نقل المعرفة إلى المتعلمين الكبار، وذلك عبر وسائل تعليمية تحمل رسائل ذات أهداف واضحة، لأجل إكساب المستفيدين القدرة على الكلام والتعبير، والقدرة على التفكير والتحليل، والتعلم الشفاهي من وسائل سمعية بصرية متعددة، للعيش في انسجام تام مع الوسط الاجتماعي أو المهني، مع إمكانية التعلم الذاتي مدى الحياة عن بعد، والقضاء على الأمية الهجائية في مستواها الأدنى. كما تجدر الإشارة أن الخبراء يؤكدون أن الوسائل التعليمية الحديثة، لن تحل محل المعلم في فصول محو الأمية، بل يجب اعتبارها وسائل مساعدة، تعينه على أداء عملية التدريس وتجويدها.
ثانيا: أنواع الوسائل التعليمية.
يمكن تصنيف الوسائل المستعملة في برامج محو الأمية وتعليم الكبار إلى وسائل مطبوعة، وأخرى سمعية – بصرية.
1- الوسائل المطبوعة:
1-1: الكتاب المدرسي.
أ – الشروط الواجب توفرها في الكتاب الدراسي:
· يجب أن تتلائم طريقة وضع الكتاب مع طبيعة عملية الإدراك لدى المتعلم الكبير، والتي تنتقل من الجزء إلى الكل، ومن البسيط إلى المركب.
· لا بد من الحرص على الكتابة السليمة بلغة مبسطة مع إتّباع أسلوب التدرج.
· لا بد من مراعاة الظروف البيئية والاجتماعية للمستفيدين.
· الحرص على تنوع المواضيع وارتباطها بالواقع المعاش.
· ضرورة اللجوء إلى أسلوب التكرار، الذي هو من أهم العوامل المساهمة في التأثير على الذاكرة المعرفية للمتعلم.
ب – أسلوب العرض:
وهي الطريقة التي يتبعها الكتاب في صياغة المواد التعليمية، كالقصة وطريقة الحوار، طريقة السرد أو الوصف، أسلوب الأمثال الشعبية والحكم والأقوال المأثورة وغيرها.
ج – الإخراج:
وهو مجموع الإجراءات التي تساهم في ظهور المطبوع في صورته النهائية، ملتزما بالشروط التربوية، مراعيا لخصوصيات الكبار وذلك من حيث:
1- الحجم. يجب أن يكون حجم الكتاب مناسبا، على أن يكون عدد الصفحات ما بين 20 و 40 صفحة، وذلك حتى يتشجع الكبير على القراءة ومواصلتها.
2- حجم الحروف. يجب أن يتناسب حجم الحروف مع خصوصيات المتعلم الكبير، الذي غالبا ما يميل إلى الحجم الكبير للحرف. وقد تتضمن بعض الكتب عدة مقاييس للحروف تبدأ ببنط 36 مثلا وتتدرج إلى 24 تم إلى 18 أو 16، وهذا القياس الأخير، يجده القارئ في الصحف والكتب العادية.
3- الرسوم والصور. للصور والرسوم سواء وجدت على غلاف الكتاب أم بداخله، أثر كبير على مادة القراءة، فهي تثير اهتمام القارئ وتساعده على فهم النص وتذكره. ومن شروطها ما يلي:
- أن تكون بسيطة ولا تشتمل على كل التفصيلات.
- أن لا تحتل مساحة كبير من الصفحة على حساب النص.
- أن تتضمن الشعارات والرموز التي تدل على الأشخاص والأشياء وتعبر عنهم.
- أن تكون مطابقة للنص.
2-1: النشرات.
عند اختيار النشرة، يجب احترام توظيف التقنيات التي نستخدمها عندما نريد إصدار أي منشور مكتوب وهي:
- الاعتماد على المقالات الرئيسية التي تتناول قضايا جوهرية.
- إدراج التحقيقات لتغطية عدد أكبر من الأحداث والوقائع.
- التركيز أيضا على الافتتاحية.
- إغناء النشرة بالصور وبالكاريكاتير والرسومات التوضيحية.
- الحرص على العناوين فوق كل المقالات.
1- 3 : الصحف.
4-1: الصحيفة الحائطية.
5-1: الملصق.
2) الوسائل السمعية – البصرية.
2- 1 التلفزيون.
- تواجد ضعيف.
- تواجد متوسط.
- تواجد قوي.
عدد المشاهدين |
نسبة التواجد |
التوقيت |
الجمهور |
من 700
ألف إلى 1
مليون |
ضعيف |
من 6.30
إلى7.30 |
الأطفال |
من 1
مليون – 3
ملايين |
متوسط |
من 7.30
إلى 8.30 |
عام |
من 3
مليون – 5
ملايين |
قوي |
من 8.30
إلى 10.30 |
عام |
من 2
مليون إلى 500
ألف |
ضعيف |
من 10.30
إلى 11.30 |
الآباء |
2 - 2 الأفلام المتحركة.
- القدرة على تمثيل الواقع المجرد، الذي يصعب إدراكه بالحواس.
- القدرة على المشاركة في إكساب المهارات، وذلك بواسطة التحكم في سرعة الفلم بالحركات البطيئة.
- تقديم رؤية واضحة عن أشياء يصعب رؤيتها، مثلا تقديم طريقة عمل آلة من الداخل،أو معدة أو عين أو عضلات الإنسان، أو نمو النباتات وغيرها.
- تقديم صورة واضحة عن مجريات الأحداث والتطورات العلمية، كنزول الإنسان على سطح القمر، أو كيفية إجراء عملية جراحية معقدة الخ.
2 - 3 الأقراص المدمجة.
لقد عوضت هذه الأقراص الكاسيت والأسطوانة، التي كانت تحمل التسجيلات الصوتية لدروس محو الأمية وبرامج التوعية وغيرها. تستخدم اليوم أقراص (CD – DVD) على نطاق واسع، وذلك لقدرتها على تعبئة الصورة والصوت معا، وإمكانية استعمالها عبر الحواسيب وعبر الأجهزة القارئة للأقراص المضغوطة. وقد استعملت بكثرة في مجال تعلم اللغات عن بعد. وقد سبق للملكة المغربية أن استعملت الأقراص المضغوطة في حملات محو الأمية في التسعينات، لكن على نطاق محدود.
2 - 4 أندية المشاهدة.
2 – 5 الراديو.
2 – 6 الصور الثابتة.
ثالثا: اختيار الوسائل التعليمية.
تعتبر عملية اختيار الوسائل التعليمية في برامج محو الأمية وتعليم الكبار، من أهم المسؤوليات الملقاة على عاتق المعلمين، وذلك لأن عدم ملائمة الطرق والوسائل للأهداف المسطرة، يعطي نتيجة عكسية، مما يصيب العملية التعليمية بالفشل، وذلك أن المعلم مثلا الذي يحدد أهدافا معينة، ويتبع طرقا غير ملائمة، مثله مثل المعلم الذي أراد أن يصل بالمستفيدين إلى مستوى فهم واستيعاب القياسات بالسنتيمتر أو المتر، واقتصر في التدريس على الطريقة الإلقائية فقط (سؤال – جواب)، والتي مكنتهم من معرفة هذه المعطيات الحسابية، لكن دون التمكن من تركيبها أو تجريبها بالمسطرة أو بشريط القياس.
ومن جهة أخرى، فملائمة الطرق المستعملة أو الوسائل الخاصة بنقل المعرفة، مع المعطيات أو الخصوصيات السوسيوثقافية، يعتبر جد ضروري بالنسبة للمتعلمين الكبار، على اعتبار أن المحيط الاجتماعي، والقيم الثقافية والأخلاقية والدينية، قد لا تتقبل بعض الطرق والوسائل. لدى وجب الحرص على تنظيم وضعيات التعلم، باختيار المحتويات بدقة، وتنظيمها وفق الأهداف المحددة، والوسائل المستعملة، مع احترام خصوصيات المتعلم الكبير، والوسط الاجتماعي والمناخ العام.
رابعا: فوائد استعمال الوسائل التعليمية.
من فوائد المعينات التربوية المستعملة في مجال محو الأمية وتعليم الكبار نذكر ما يلي:
- تسهيل و تبسيط عملية التعلم والتعليم.
- مساعدة المتعلم على تذكر ما تعلمه في الدروس الحضورية أو عن بعد.
- تشويق المتعلم الكبير وتحفيزه على متابعة للدرس الجديد.
- تساعد على إيجاد جو من التفاعل بين المتعلم والمعلم، وتقوية العالقة بينهما.
- تمكن المستفيد من اكتساب مهارات حياتية واقعية.
- تترك أثرا كبيرا في عملية تعلم المتعلم قياساً مع التعلم النظري.
- تمكن المتعلم الكبير من ربط خبراته السابقة بالجديدة.
- تساعد على بقاء المعلومات لفترة أطول في ذاكرة المتعلمين.
- تجعل من المتعلم معلما، وذلك عندما يستطيع هو نفسه متحدثا، يوصف ما شاهده لغيره.
خامسا: خصائص الوسيلة التعليمية.
تمتاز المعينات التربوية أو التوضيحية بالخصائص التالية:- سهولة استعمال الوسائل غير المعقدة، ونقلها والمحافظة عليها، وذلك دون الحاجة إلى الاستفادة من الدورات التكوينية طويلة المدة.
- إنها تتناسب وتتلائم مع قدرات المتعلمين الكبار ومستواهم وأعمارهم.
- يتم استخدامها لشرح قضايا يصعب شرحها شفويا و بالطرق التقليدية.
- يمكنها أن تستعمل لغة بسيطة ومفهومة في متناول جميع المستفيدين.
إن هذه الخصائص وغيرها، ستساهم لا محالة في زيادة الانتباه، بصورة أكثر لدى المتعلمين الكبار، وتعمل أيضا على جلب اهتمامهم وانتباههم، وكذلك وزيادة مستويات التشويق لديهم. لكن على أساس أن تستمر عملية توليد الحاجة لديهم للمزيد من التعلم، من البداية إلى النهاية، وطول مدة استعمال هذه الوسيلة، لأن التحفيز عادة ما ينخفض مستواه، كلما اقترب المتعلم الكبير من تحقيق رغبته، وإشباع حاجته، بل ويمكن أن ينخفض مستوى التحفيز، حتى قبل أن ينتهي الدرس.
ولكي نتعرف على علامات الاهتمام لدى المتعلم الكبير في بداية التحفيز واستعمال المعينات التربوية، علينا ملاحظة هذه المؤشرات التي تدل على مدى ارتياح المتعلم الكبير، منها ما يلي:
- استجابة المتعلم لكل أوامر وتوجيهات المنشط.
- كثرة أسئلته الموجهة للمنشط بغرض المزيد من الفهم والمعرفة.
- انضباطه وعدم قيامه بما من شأنه أن يعرقل مختلف مراحل الدرس.
- قبوله العمل مع أفراد المجموعات بحماس، وبدون حزازات شخصية.
- استماعه إلى حديث الآخرين باهتمام بالغ وبدون مقاطعة.
- يقدم مساعدته وأجوبته وملاحظاته الشخصية لأفراد مجموعة القسم.
- التعبير عن عدم الرغبة في التوقف ومواصلة العمل، أو المشاهدة أو الإنصات.
سادسا: شروط استعمال الوسائل.
- معرفة خصائص المتعلمين الكبار، من حيث العمر والمقدرة، ومن حيث المستوى المعرفي والحاجات المعبر عنها، إضافة إلى معرفة الخبرات السابقة ووسط الإقامة، لأن أي حاجة صادرة عن المتعلم نفسه، ستكون حافزا قويا له لزيادة الاهتمام والمتابعة.
- تجربة الوسيلة: ولكي نتأكد من صلاحية الوسيلة المراد استعمالها، على المنشط القيام بتجريبها أولا على مجموعة محدودة من الدارسين المستفيدين منها، حتى يتمكن من معالجة العيوب التي قد تظهر في طريقة استعمال الوسيلة.
- اختيار الوقت المناسب وتحديد المكان المناسب أيضا، وكذا اختيار طريقة العرض، هل على جميع المستفيدين أو على كل مجموعة على حدة أم حسب الجنس.
- الاهتمام بالفوارق الفردية بين المتعلمين، لأن منهم من يتعلم بصوره أفضل عن طريق حاسة البصر، وآخرون يتعلمون بسرعة عن طريق حاسة السمع الخ.
- استعمال الوسيلة التعليمية بطريقة مدروسة، تراعي المسافة المطلوبة بين المتعلم والوسيلة المستعملة. ففي حالة ما إذا كانت المسافة الفاصلة بين الوسيلة والمتعلم من متر إلى أربعة أمتار، فإن استيعاب المتعلمين الكبار للدرس يكون ممكنا وسليما. و إذا اقتربت الوسيلة أكثر من المتعلمين، فإن الإدراك بالحواس يكون ضخما، نتيجة زيادة الصوت وتضخم الصورة. و أما إذا ابتعدت الوسيلة لأكثر من أربعة أمتار، يصبح الإدراك صعبا خصوصا بالنسبة لكبار السن من الأميين.
- تنظيم وقت استخدام المعينات التربوية، وذلك بعدم إطالة مدة استعمالها لأكثر من ثلاثين دقيقة، لأن ذلك يخلق لدى المتعلمين الكبار الملل والضيق والرتابة، ويؤثر بالتالي على مستوى الانتباه ودرجة التحفيز.
- القيام بإخلاء المكان الذي سنستعمل فيه الوسيلة التوضيحية من جميع الأشياء والأدوات غير الضرورية، وذلك لعدم تشتيت انتباه المتعلمين.
- تنظيم طريقة جلوس المتعلمين الكبار، حتى يكون الجميع في وضعية جيدة تسمح لهم بالمتابعة والمعاينة، مع مراعاة خصائصهم، وذلك بالعمل على تمكين المتعلمين الكبار من ضعاف السمع والبصر، من الجلوس في الصفوف الأمامية.
- يجب ألا تكون الموضوعات المراد شرحها بوسائل ومعينات تربوية، عادية جدا بالنسبة للأميين الكبار، بحكم خبراتهم و مكتسباتهم الحياتية، وذلك تجنبا لعدم الاهتمام أو السخرية واللامبالاة.
إرسال تعليق