لعبة " الحوت الأزرق "
يتداول الأطفال والمراهقون في كل مكان عبر الأنترنيت لعبة تسمى الحوت الازرق (Blue Whale)، وذلك نسبة إلى ظاهرة انتحار الحيتان على الشواطئ. وتعتبر روسيا موطنها الأصلي ابتداء من سنة 2013، عندما ابتكرها ثلاثة طلاب يدرس أحدهم في شعبة علم النفس واسمه فيليب بوديكين، وقد تم طرده من الجامعة بعدما عمّت موجة من الذعر روسيا، نتيجة تعدّد حالات انتحار المراهقين (80 حالة) ما بين 2015 و 2016، والتي ربطها العديد من الصحفيين بلعبة الحوت الأزرق حسب صحيفة (Novaya Gazeta) الروسية، مما أسفر عن اعتقال العقل المدبّر، والحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات نافذة في يوليوز من عام 2017، كما تمّ منع تداولها قانونيا داخل روسيا في شبكة التواصل الاجتماعي، لكنها لا تزال تحصد أرواح الأطفال عبر العالم من خلال تطبيقات أخرى تفرعت عن اللعبة الأم تسمى " مجموعة الموت"، وقد وصل عددها إلى ثلاثين لعبة مميتة مما ساهم في انتشار القلق العالمي بشأن هذه الظاهرة.
تدخل هذه اللعبة في خانة الألعاب الإلكترونية، وتتكون من 50 مهمة محملة على تطبيق صمّم بشكل جذّاب، بحيث يتم تحميلها على أجهزة الهواتف الذكية، وذلك لتلبية طلبات الأصدقاء فيما بينهم، أو رغبة في التسلية وحب اكتشاف المجهول أو بدافع المغامرة والفضول، بحيث يخوض اللاعب من خلالها عدة تحديات واختبارات كثيرة الواحدة تلو الأخرى، وذلك عن طريق تنفيذ العديد من الأوامر حسب المراحل والمستويات، التي تبدأ بمجموعة من الأسئلة التشخيصية، الغاية منها رسم معالم شخصية اللاعب أو اللاعبة، ومدى قدرتهما على الامتثال للأوامر التجريبية والتحديات المطلوبة. ولتأكيد التسجيل، يطلب منهم تحدي النفس وإيذاء الجسد، وذلك عن طريق رسم أو وشم صورة حوت فوق الذراع و بآلة حادة، والعمل على إرسال الصورة المرسومة، للتأكد من أن اللاعب دخل رسميا في اللعبة.
لقد جرت العادة على أن يتم إيقاظ اللاعب على الساعة الثالثة صباحا، لمشاهدة مقاطع فيديو مصحوبة بموسيقى غريبة تؤدي إلى الاكتئاب، وكذلك متابعة عمليات القتل الدامية من خلال فيلم من أفلام الرعب، كما يطلب منه العزلة والانطواء على النفس وألاّ يكلّم الناس لمدة يوم كامل، وعند الاستجابة التامة لجميع الطلبات والانصياع التام للأوامر، تتم تدريجيا السيطرة النفسية على الضحايا، مما يجعلهم يدخلون في نوبات هستيرية لا يمكن الخروج منها بسلام، وفي حالة الرفض أو عدم مواصلة اللعب، تقوم اللعبة بتهديده سواء بإمكانية فضحه أمام أصدقائه داخل الشبكة، أو بقدرتهم على القيام بحرق منزله أو قتل والديه، وسيتأكد اللاعب المراهق من صدق نواياهم عندما يتم إخباره بعنوان مسكنه وبمعلومات عن أسرته، فيستمر مرغما في مواصلة التحدي خوفا من النظرة الدونية من أصدقائه، وخوفا من تنفيذ الانتقام الوهمي، لكنه لا يعلم أنهم توصلوا بسهولة إلى تلك المعلومات الشخصية عن طريق (IP) الذي هو اختصار لـ ( Internet Protocol ) وهو رقم التعريف لكل جهاز يتصل بالإنترنت.
تتطور الأمور، عندما يتم الوصول إلى مستويات جد متقدمة من الإدمان على هذه اللعبة، فيطلب من المشارك الاختيار بين قتل والديه أو قتل نفسه بالانتحار شنقا، أو بالقفز من مكان عال أو بقطع شرايين اليد، وقد يتم تصوير عملية الانتحار مباشرة ليتم بعد ذلك تداولها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وحصل ذلك في العديد من الدول.
لقد شهد المغرب كغيره من بلدان العالم عدة عمليات انتحار مراهقين شباب في ظروف غامضة، قد تكون لها علاقة بلعبة الحوت الأزرق، كما وقع مؤخرا في الجزائر التي شهدت العديد من محاولات الانتحار، أكد الناجون منها كونهم ضحايا هذه اللعبة التي حرضتهم على قتل أنفسهم بدون وعي، بعد أن دخلوا في دهاليز هذه اللعبة القاتلة.
إذا لم تتم التوعية الشاملة بخطورة هذا الحوت الأزرق، فإن أعداد الضحايا لن تتوقف، لدى وجب تحذير الأولياء من خطورة هذه اللعبة ودعوتهم لحماية الأبناء ومراقبتهم، لمنع الحوت المفترس من الدخول إلى منازلهم مرسوما على سواعد أطفالهم، خصوصا في المراحل العمرية الحرجة من 8 إلى 16 سنة، بعدما تحول الإنترنت عبر الهواتف المحمولة إلى مجرم قاتل، فلنتدارك الموقف و نجنب أبنائنا الموت المحقق.
إرسال تعليق