/>head> tags أنشودة "تـكْ شْبيلا " تبحث عن الحقيقة.
U3F1ZWV6ZTM4NzI4NTMzMTQzODI4X0ZyZWUyNDQzMzMwNzU5Njc1MA==

أنشودة "تـكْ شْبيلا " تبحث عن الحقيقة.

 

أنشودة "تيك شبيلا"
تكْ شْبيلا

أنشودة "تكْ شْبيلا " تبحث عن الحقيقة

كل واحد من المغاربة، أنشد وتغنّى بهذه الأنشودة الشعبية عبر انتقالها من جيل إلى جيل آخر، ولا أحد منا تسائل يوما عن مصدرها و معنى كلماتها وأسباب وملابسات تداولها عبر التاريخ و الجغرافيا. فما معنى " تك شبيلة" و ما معنى "تيوليولا ما قتلوني ما حياوني، ذاك الكاس اللي عطاوني، الحرامي ما يموتشي، جات خبارو في الكوتشي"...

فحسب نتائج دراسات بعض الباحثين، فإن هذه أنشودة رددها المورسكيون وهم الأندلسيون من المسلمين واليهود، الذين أقاموا في الديار الأندلسية زهاء ثمانية قرون، وتمّ إخضاعهم للطرد وللتهجير القسري، والاضطهاد الديني ومحاكم التفتيش، والتعذيب والحرق في حق كل من  يرفض التنصير، وذلك تنفيذا لمرسوم رسمي أصدره الملك فيليب الثالث في 22 شتنبر من عام 1609 ميلادية والقاضي بطردهم من إسبانيا، ( لازال المرسوم يحتفظ به في الأرشيف الوطني الإسباني)، وذلك بعد أن فشلت المحاولات المستمرة لتحويلهم عن دينهم واعتناق المسيحية، فمنهم من قرر الفرار والهجرة من بلاد الأندلس إلى المغرب، بحكم القرب الجغرافي، وإلى باقي دول الشمال الإفريقي، بعد أن منحوا مهلة جد قصيرة للرحيل عبر البواخر المنطلقة من الساحل الإسباني في اتجاه الشمال الإفريقي. 

قال بعضهم بأن هذه الأنشودة هي عبارة عن مخطوطة تاريخية شفوية وربما منقوصة، وهي مزيج من كلمات من العربية والدارجة والأمازيغية، قد تؤرخ لتلك الحقبة الفاجعة من تاريخ الفردوس المفقود، ردّدها الأندلسيون في طريق العودة بعد طردهم من قبل الإسبان، ويفسر الباحثون كلماتها كما يلي: " تِك شْبيلَه" وتعني "طْريق اشبيلية" ودليلهم في ذلك أن العديد من  المورسكيين، قد غلبت على لسانهم اللّكنة الاسبانية، فكانوا ينطقون القاف كافاً، فتداولها المغاربة بينهم بعد ذلك وهي محرّفة النطق. وهناك من يُرجع أصل الكلمة إلى "تِلك شبيلية"، وطبعا اشبيلية أصبحت شْبيلَه. أما "تِيوْليوْلا" فهي أصلا "تولّيوْلْها" أي ترجعون إليها، وهنا يصبح المعنى سواء قلنا "تكشبيلة أو تلك اشبيلة أو ديك شبيلة تيولِّيولا"، هو إيمانهم بالعودة وتعبير صريح عن حنين الأندلسيين إلى الرجوع لمدينتهم إشبيلية. 

أما الشطر الآخر فيقول: "ما قتْلوني ما حْياوني ذاك الكاسْ اللي عْطاوْني "، فمن الباحثين من فسر ذلك ببشاعة التعذيب، فلا هم بالأحياء ولا هم في عداد الموتى، وربما أثناء تهجير المورسكيين من الأندلس، كان بعض النصارى يرغمونهم على شُرب الخمر حتى يسمحون لهم بالهجرة. أما جملة " أَلَحْرامي ما يْموتْشي" فمنهم من يقول بأن المقصود بالحرامي هو العدو الإسباني، كما أن باحثين آخرين فيقولون بأنه وقع هناك تحريف لبعض الكلمات بسبب كثرة الرواية الشفوية وخصوصا في مقطع " أَلَحْرامي ما يْموتْشي"، فهو تحريف للأصل الذي هو "الحُرّ ما يموتشي"، ويقصدون بالحُرّ ذلك البطل المسلم أو اليهودي الذي كان يقاوم الغزو والترحيل، وقد كانت تصلهم أخبار شجاعته عن طريق مسافرين نازحين فوق عربات تجرها الدواب أي " الكوتشي"، وقد تركوا عبارة ''لا غالب إلا الله'' تحفّ أسقف المساجد في شبه الجزيرة الإيبيرية.

ستظل كلمات هذه الأنشودة تسكن آذاننا، وحاضرة بيننا إلى ما بعد يومنا هذا، ربما كدليل على حنين مفقود إلى الأندلس، وذلك في انتظار من ينير عقولنا بأن يشرح لنا معنى '' أشتا تتا تتا أولدات الحراثة ''، أو من يفسر لنا معاني " أجرادة مالحة فين كنت سارحة  " وعلاقتهما بالإحتباس الحراري وبالأمن الغذائي.

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة