/>head> tags متى نغير سلوكنا ؟
U3F1ZWV6ZTM4NzI4NTMzMTQzODI4X0ZyZWUyNDQzMzMwNzU5Njc1MA==

متى نغير سلوكنا ؟

متى نغير سلوكنا؟ 

متى نغير سلوكنا ؟

فلنغير سلوكنا هو الهدف من سلسلة الوصلات الإشهارية الموجهة الراجلين والسائقين، والمنجزة من طرف اللجنة الوطنية للوقاية من حوادث السير، والتي حاولت مشكورة أن ترصد مختلف الأخطاء البشرية المؤدية إلى الحوادث. وهذه بالطبع بادرة جد حسنة لكونها تدخل في إطار المهام الرئيسية للتلفزة الرباطية والبيضاوية معا، ألا وهي التوعية  ومحاربة السلوكيات الشاذة، وذلك بتكرار البث واختيار أوقات الذروة التي تستقطب أكبر عدد من المشاهدين، حتى تعم الفائدة و تترسخ الرسالة في العقول، فتصبح بمثابة مرجع لتقويم السلوك وإعادة النظر في التصرفات، خصوصا عندما نسمع ونشاهد فئات عديدة لا تحترم أي قانون، ولا تخاف من أية عقوبات.

إن طرقنا أصبحت اليوم عبارة عن مسارح في الهواء الطلق، تتضمن مشاهد مخجلة يستحسن أن لا يراها من هم دون سن الرشد، وهي عبارة عن معارك كلامية تستعمل فيها كلمات نابية ومنخفضة التعريفة، تضعنا في إحراج كبير أمام أبنائنا وزوجاتنا ووالدينا. كما أنها أصبحت أحيانا عبارة عن ميادين للمصارعة بين حاملي ربطات العنق الملونة والبدلات الأنيقة، المستعدين لحضور الاجتماعات أو قضاء الحاجات الإدارية بعد توصيل الأبناء للمدارس صباحا، وذلك لأسباب تافهة أقل ما يقال عنها أنها سخيفة أي صبيانية في غالب الأحيان.

 من المؤسف كون هذه المشادات الكلامية والاستعراضات العضلية، غالبا ما تتم أمام أنظار وأسماع الأمهات والأطفال الصغار، الذين لا زالوا بين اليقظة والنوم، المتوجهين إلى المدارس صحبة آبائهم، فنعم المثال ونعم التربية. فمثل هذه السلوكات لها عواقب وخيمة على الجميع، لأنها تؤدي إلى العنف بالضرب والجرح، أو تكسير أجزاء من السيارات من شدة الغضب وارتفاع نسبة السكر في الدم، مع عرقلة حركة السير أمام باقي المستعملين المستعجلين. فماذا لو تم إنتاج وصلات للتوعية والنهي عن المواقف السلبية، مثل إزعاج السائقين الذين ينتظرون الضوء الأخضر باستعمال أبواق السيارات، لا لشيء سوى أنهم رأوا الضوء الأصفر في الجهة اليمنى ويستعجلونك أمامهم، وكذلك الإشارة إلى خطورة استعمال الأيدي من طرف السائقين للتعبير بإشارات غير محترمة تجاه الآخرين، وأيضا حالة أولئك الذين لا يغفرون للآخرين أخطاءهم غير المتعمدة، فيقومون بالزيادة في السرعة لأجل تجاوزهم، والتموضع أمامهم مع استعمال الفرامل للعرقلة ولفبركة حادثة يكون فيها الاصطدام من خلف السيارة، وتحميل الآخر المسؤولية والصائر. 

أما بخصوص سيارات الأجرة، فليس من المواطنة أن يقوم الزبون بإغلاق باب السيارة بقوة عند مغادرتها كنتيجة للأعصاب المتوترة أثناء الرحلة. وكثيرا ما نلاحظ أيضا أن أغلب السائقين لا يستعملون إشارات تغيير الإتجاه إلى اليمين أو اليسار إلا عندما يقررون الدوران فجأة، مما يتسبب في مضايقات للسيارات الخلفية التي لا ينتظر أصحابها أن يغير الذي أمامهم وجهته بدون إشارة. 

أما بخصوص المتخرجين الجدد من مدارس تعليم مبادئ السياقة، فكما أنه من الواجب عليهم الإشارة إلى أنهم حديثي  العهد بالسياقة، وذلك بتعليق رقم (90) خلف السيارة، فإنه من اللازم على باقي السائقين أن لا يزعجونهم بالمضايقات وكثرة استعمال مكبرات الصوت والتجاوزات اللصيقة لا لشئ إلا لاستعراض مهاراتهم بشكل مفرط، وقد تناسوا أنهم في ما مضى مروا بتلك المرحلة الابتدائية.

كما لا ننسى أن نقترح أيضا الإشارة إلى ظاهرة دفع وتسلم الرشوة بين السائق والشرطي أو الدركي أو مراقب الطرق، والتي نتمنى أن تنال حظها من الدعوة إلى تغيير سلوكنا. وحبذا لو ساهمت بعض الإدارات والوزارات كل في مجال اختصاصها، مثل الشباب والرياضة بالدعوة إلى تغيير سلوكنا في الملاعب التي نسب فيها بعضنا البعض ،ونقذف الآخرين بالزجاجات الفارغة، ونعتدي على السيارات والحافلات وعلى الجمهور الضيف، ومن واجب وزارة الثقافة أيضا، أن تنهانا عن التبول على أسوارنا التاريخية، وعن تمزيق جلود مقاعد دور السينما و رمي أعقاب السجائر المشتعلة فوق رؤوس المتفرجين، وعلى وزارة التربية أن تقوم بتوعية الشباب باحترام المؤسسات التعليمية والأطر التربوية والإدارية، وعدم قيام المراهقين باستعراضات يومية أمام المدارس المختلطة للتفاخر بسياراتهم الخاصة، لاقتناص الطالبات الخاضعات أو معاكسة الرافضات، وننتظر من وزارة التجارة أن تشارك بحملة لتوصينا بأن نتوقف عن أكل حبات الزيتون بجميع ألوانه في المراكز التجارية، وعلى المجالس البلدية أن تعلمنا كيفية احترام الركاب داخل حافلات النقل التي جعلناها سريرا عموديا ومتنقلا لممارسة الازدحام السري، وكيفية احترام الحدائق والمنتزهات العمومية التي ندوس على عشبها ونستبيح أزهارها، والقائمة طويلة، كما نطالب وكالات الإشهار كذلك، بأن تساهم بدورها في توعية الناس لتغيير سلوكهم ليس في الآكل والغسل والشرب والملبس والمبيت، بل حتى في تغيير تصرفاتهم اليومية.

في انتظار مبادرات أخرى من الشركات تقدم فيها وقائع مصورة لسلوك سلبي، إما بالصورة فقط أو بالصورة والصوت معا، مع تقديم النصيحة مرفقة بالمنتوج المراد الدعاية له. نتمنى أن نشاهد وصلات إشهارية على شكل هذه نصيحة من صابون كذا أو الزيت الفلاني أو ماء كذا أو شاي كذا ومعجون كذا، وهكذا تم الختام.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة