/>head> tags مرحلة المتابعة، أسسها وأهدافها.
U3F1ZWV6ZTM4NzI4NTMzMTQzODI4X0ZyZWUyNDQzMzMwNzU5Njc1MA==

مرحلة المتابعة، أسسها وأهدافها.


مرحلة المتابعة، أسسها وأهدافها.

تـقديم.

يتعلّم الأمي في المرحلة الأولى لكي يتمكن من القراءة، وبعد ذلك، يقرأ لكي يتعلّم. ويعتبر هذا هدفا أساسيا من أهداف محو الأمية وتعليم الكبار، لكنه يستدعي بالضرورة وجود مادة قرائية ملائمة لخصوصيات المتعلم الكبير، تتوفر فيها كافة الشروط لتلبية الحاجات والرغبات المتجددة، حتى يتمكن المتعلم من تنمية معارفه، وتعديل سلوكه، وخلق الرغبة لديه للإقبال على التعلم من جهة، وضمان مواصلته لهذا التعلم مدى الحياة، وعدم ارتداده إلى الأمية من جديد.

إن الواقع يؤكد أن هناك اختلاف في المستويات القرائية للمتحررين من الأمية، فالبعض لديه رغبة قوية لقراءة ما يتمكن من قراءته من كتب ونشرات وصحف وغيرها، فيما البعض الآخر لا يقرأ إلا المادة التي تثير اهتمامه، أو تتصل بحياته اليومية. إلاّ أن القاسم المشترك بين الفئتين هو المادة القرائية التي تجذب المتحرر من الأمية سواء من حيث الشكل المناسب، والمضمون السهل القراءة والفهم.

أولا: أهمية كتب المتابعة.

رغم تعدد وتنوع وسائل التواصل في العصر الحديث، يبقى الكتاب بالنسبة للمتحررين من الأمية أهم وسيلة للقراءة ولتعزيز المكتسبات، لأنه يمنح القارئ إمكانية اختيار ما يناسبه وفي المكان الذي يريده، والزمان الذي يلائمه، وبالسرعة التي يشاء وبالشكل الذي يرتاح إليه.

ثانيا: أهداف كتب المتابعة.

قبل إعداد المادة القرائية لمرحلة المتابعة، لابد من تحديد الأهداف القريبة والبعيدة المدى التي نعمل على تحقيقها، كما يجب أن تتكامل الأهداف المسطرة مع أهداف كتب محو الأمية السابقة. للوصول إلى ذلك، لابد أن تتوفر هذه الأهداف على شروط عديدة من بينها:

- أن تشمل المجال المعرفي والمهاري والوجداني.
- أن تكون ممكنة التحقيق وقابلة للقياس والتقويم
- أن تكون الأهداف ملائمة لقدرات المتحررين وحاجاتهم.
- أن تتم صياغتها بطريقة جيدة تساعد المؤلف على اختيار المادة القرائية وطرقة التقديم والتقويم. 
- أن تسعى إلى تنمية وتدعيم قدرات المتحررين اللغوية والفكرية. 
- أن تركز هذه الأهداف على الجوانب الوظيفية المرتبطة بحياة المتحررين من الأمية.
      لتجسيد هذه الأهداف العامة وتنزيلها في كتب المتابعة، لابد من تحقيق أهداف أخرى إجرائية من خلال المادة القرائية نذكر منها: 

- تمكين القارئ من التكيف مع متغيرات العصر، وتغيير الاتجاهات والسلوك. 

- زيادة الكفاية المهنية والتكيف مع المتغيرات التكنولوجية الجديدة.

- إكساب القارئ القدرة على التحليل والتمييز والنقد، وتنمية روح المواطنة.

- تلبية الحاجات العاطفية والروحية للمتحررين الجدد من الأمية.

       ثالثا: ما هي رغبات المتحررين من الأمية؟. 

بالرجوع إلى الدراسات التي أجريت على العديد من المتحررين من الأمية في الدول العربية، وذلك لأجل دراسة حاجاتهم ورغباتهم قبل إعداد كتب المتابعة، فكانت النتائج جد متشابهة في الدول العربية، بحيث احتلت المواضيع الدينية المرتبة الأولى، تليها المواضيع الصحية ثم الاجتماعية، ثم الاقتصادية، بعدها المواضيع المتعلقة بالفلاحة والصناعة اليدوية والتجارة كذلك ثم الخدمات، بعدا تأتي موضوعات سير الشخصيات والرموز التاريخية والوطنية، ثم القصص وموضوعات التدبير المنزلي ثم الفكاهة والترفيه.

    كما حظيت في دراسات أخرى مادة أحداث الساعة باهتمام أكبر عدد من القراء المتحررين حديثا من الأمية، وذلك لرغبتهم الشديدة في تنمية القدرة على مسك الصحيفة أو المجلة لمتابعة الأحداث كما يفعل المتعلمون، وهذا يؤكد الاتجاه السائد اليوم والذي يقول بأهمية الصحيفة أو المجلة لدعم مرحلة المتابعة، وذلك لكونها تصدر بانتظام وتتضمن الأخبار والأحداث الجارية التي يميل المتحررون إلى متابعتها. 
للمزيد من المعلومات حول حاجات الكبار بصفة عامة، انتقل إلى أحد مقالاتي عبرالرابط  التالي:                       

إستـراحـة
أغرب شعر. 
هذه أبيات من الشعر لكن فيها العجب العجاب.

ألـوم صديقي وهـذا محال
صديقي أحبه كلام يقـال
وهـذا كلام بليغ الجمـال
محال يـقال الجمال خيـال.
 
الغريب في هذه الأبيات أنك تستطيع قراءتها
 أفـقيا ورأسياً.

رابعا: طرق إعداد المادة القرائية للمتحررين من الأمية.

لإعداد المواد القرائية في كتب المتابعة الموجهة للمتحررين حديثا من الأمية، يتّبع المؤلف أو المؤلفون إحدى الطريقتين وهما:

-  الطريقة الحدسية.

تعتمد هذه الطريقة على حدس الكاتب وتجربته في مجال محو الأمية وتعليم الكبار، وكذا تخيله لاحتياجات القارئ دون التعرف على مستوى قدراته، ودون دراسة كتب الأساس والتكميل التي درسها المتعلم في المراحل السابقة، وبالتالي تمكننا من توفير الوقت والجهد والمال. إلاّ أن هذه الطريقة لا تنجح إلاّ بالنسبة للمتحررين المتمكنين من مهارات القراءة.

-  الطريقة المنهجية.

تتبنّى هذه الطريقة الأسلوب العلمي، بحيث تتوخّى البحث عن اهتمامات القارئ، ودراسة المواضيع المناسبة واستيفاء أسس الانقرائية، واستخدام قوائم تكرار المفردات المتداولة في الحياة اليومية للاستعانة بها في بناء النصوص، ثم اختبار المادة القرائية وتطبيقها قبليا قبل التطبيق البعدي. فهي إذاً طريقة تتلاءم مع المتحررين من الأمية حديثا من دوي المستويات المحدودة في مهارات القراءة.

خامسا: المبادئ الأساسية لإعداد المادة القرائية.

اقترح الباحث الأمريكي في علوم التربية (سبولدنج) (Spaulding) بعض المبادئ التي ينبغي الاستعانة بها عند الشروع في إعداد المواد القرائية، منها ما يتعلق بالقارئ ومنها ما يتصل بالمقروء.

فالقسم الأول المتصل بالقارئ يرتكز على معرفة المعني بالأمر من حيث العمر والمستوى واهتماماته الأولية ومشكلاته، وأيضا معتقداته وقناعاته، بالإضافة إلى وضعه الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك رأيه واتجاهاته حول المواضيع المقترحة عليه من حيث الجهل أو اللامبالاة أو المعارضة.

أما في ما يخص الجانب المتعلق بالمادة المقروءة، فإن من بين ركائزها الأساسية:

- وضوح الهدف مع وضع مخطط أو خريطة طريق واضحة تبين ما يريد المؤلف أن يتعلمه القارئ ويعمل به.

- تنظيم المادة القرائية بحيث تتمحور حول الاهتمامات المشتركة للمتحررين من الأمية.

- استحضار القارئ عند وضع جمل القصة أو النص، ويتجلى ذلك عند قراءة المسودة الأولية للقصة أو النص، فيجب أن يثبت المؤلف على الهامش المحتوى الذي يريد نقله إلى القارئ، في كل فقرة من النص، ليقارنه فيما بعد مع المخطط العام لكتاب المتابعة. ارتباط المادة التعليمية بالواقع، والخبرة السابقة للمتعلم بل ومؤسسة عليها. كما ينبغي أن تكون مضامين كتب المتابعة ممهدة لخبرات وكفاءات لاحقة.

سادسا: أسلوب إعداد كتب المتابعة أو التكميل.

إن الفئة المستفيدة من هذه الكتب، هي بطبيعة الحال فئة أنهت المرحلة الأبجدية من برامج محو الأمية وتعليم الكبار. إلا أنها مع ذلك لم تتعود بعد على المطالعة الحرة، وقراءة ما يقرأه المتعلمون. ولذلك، لا يجب اللجوء إلى الأساليب التعجيزية التي تنفّر القارئ الجديد، وتبعده عن مجال المطالعة الحرة. ولتفادي ذلك، يجب الابتعاد عن استعمال العبارات الرنانة وغير المفهومة، أو المبالغة في وصف الأشياء للمتحررين الكبار، بل اعتماد البساطة ووضوح الأسلوب مع اجتناب النصح والنهي والإرشاد المتكرر، بل على المؤلف أن يترك للقارئ الكبير فرصة استقراء الحقائق واستنتاجها من النصوص، من خلال التسلسل المنطقي للشخصيات التي تعيش الأحداث داخل النص.


ومن بين المقترحات الأخرى ما يلي:

- الدقة في استعمال المفردات وتقريبها من العبارات المحلية المستعملة.

- استخدام الأفعال بصيغة المبني للمعلوم وعدم الإكثار من صيغ المبني للمجهول.

- الاستعانة بالأمثال الشائعة والحكم المعروفة محليا لتوصيل المعنى.

- عدم تحميل الجملة أكثر من فكرة واحدة. الاستفاضة في شرح الأفكار المجردة كالهوية مثلا أو المواطنة وغيرها.

- وضوح الخط ليكون حجمه يتناسب مع النضج البصري للمتعلمين، وأن تكون الطباعة على ورق جيد لا يعكس الضوء. 

- الاهتمام بوضع علامات الترقيم، مع احترام المسافات المناسبة بين السطور والفصل الواضح بين الفقرات.

- إدخال الألوان الجذابة ووضع الصور والرموز المناسبة للتوضيح، إضافة للأشكال التوضيحية.

سابعا: تنظيم محتوى كتب المتابعة.

بعد تحديد المحتوى لابد من تنظيم مواده بناء على أسس منطقية، تراعي الجوانب النفسية للقارئ ومبادئ الأندراغوجيا، ويكون ذلك من خلال تقسيم المادة إلى أجزاء يتم جمعها في تسلسل منطقي، بحيث يحرص المؤلف على أن يتتبع القارئ الأفكار الواردة في النصوص تتبعا سليما، دون القفز من فكرة لأخرى بطريقة فجائية، مع الحرص على تلخيص بعض الأفكار الهامة من حين لآخر، وعدم الجري وراء التفاصيل والحشو و المبالغة والتضخيم.

وينصح الخبراء بضرورة مراجعة المحتوى من طرف بعض المختصين، وذلك للتأكد من دقة المعلومات المقدمة في كتاب المتابعة، كما ينصح كذلك بضرورة التركيز على الجوانب الإيجابية في كل موضوع من المواضيع، لأن لها الأثر العميق في نفسية القارئ عوض سرد الجوانب السلبية، فوصف العوامل المؤدية للنجاح مثلا يكون له الوقع الحسن في نفوس القراء أكثر من التركيز على ذكر الأخطاء والفشل. لا ننسى أيضا أهمية أسلوب تقديم المادة القرائية في كتب المتابعة أو التكميل، والذي ينبغي أن يعتمد على الأسلوب السهل للتأكد من وصول الخطاب التعليمي للقراء المتحررين حديثا من أميتهم، مع التركيز على مراعاة الجانب النفسي و الأندراغوجي.

                       تـمّ بحمد الله.
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة