/>head> tags مراكز التعلم المجتمعي بالمغرب . (Centre d’Apprentissage Communautaire - (CAC
U3F1ZWV6ZTM4NzI4NTMzMTQzODI4X0ZyZWUyNDQzMzMwNzU5Njc1MA==

مراكز التعلم المجتمعي بالمغرب . (Centre d’Apprentissage Communautaire - (CAC

     

 مراكز التعـلم المجتمعي بالمغـرب .  Centre d’Apprentissage Communautaire (CAC)           

تقديم:

شهد المجتمع المغربي منذ القدم عدة أشكال من "المؤسسات" أو التنظيمات الجماعية التي أنشئها الناس في البوادي، انطلاقا من الحديث النبوي: " يد الله مع الجماعة"، وذلك لأجل تنظيم الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ويتعلق الأمر بنظام يطلق عليه (الجماعة)، الذي هو مؤسسة إرادية تنخرط فيها الساكنة في المجتمع البدوي لخدمة القضايا ولتحقيق المصالح المشتركة، وما يتطلبه ذلك من تطوع وتعاضد وتعاون من أجل المصلحة العامة.

تعتبر هذه المؤسسة بمثابة مجالس جماعية محلية مثلها مثل "دار القبيلة" أو المسجد التي يجتمع فيها سكان القرى في البادية المغربية، وهذا ما سهّل استنبات نموذج مراكز التعلّم المجتمعي، لأن العقلية المحلية، تتلائم مع هذا النوع من التنظيمات على الرغم من أن هذه التجربة في أصلها، مستمدة من تجارب دولية سابقة، أثبتت نجاحها في مجال برامج منظومة محاربة الأمية والتعلّم مدى الحياة، وذلك في العديد من الدول الآسيوية، التي تمكنت بفضلها العديد من الفئات المستهدفة من اكتساب المهارات الحياتية التي تؤهلهم لمواجهة التحديات المتجددة في الحياة اليومية، خصوصا التجربة اليابانية تحت اسم "الكومينيكان" التي شهدت زخما من التراكم والتطوير، وتجربة دولة التايلاند والهند وبنغلاديش وغيرها، وتجربة بعض الدول العربية من خلال المشروع العربي لمراكز التعلم المجتمعي التي أنجزها مكتب اليونسكو الإقليمي في بيروت.

           1 - تعريف وأهداف مركز التعلم المجتمعي. 

وفقا لليونسكو، فإن مركز التعلم المجتمعي هو مؤسسة أو منظمة تعليمية غير حكومية ومجتمعية، بحيث تقوم بتقديم مجموعة من الخدمات التعليمية لفائدة غير المتمدرسين من الشباب والأميين الكبار في الوسط القروي أو الحضري، عبر أنشطة تتكيف مع السياق المحلي، من أجل حل المشاكل المجتمعية من جهة، وتلبية احتياجاتهم الأساسية من جهة أخرى، وكذلك تمكينهم من الاعتماد على أنفسهم وتحسين نوعية حياتهم.

تعمل هذه المراكز خارج التعليم النظامي، وتهدف في المقام الأول إلى تلبية الحاجات الأساسية في التعلم، ودعم فرص تأمين تعلم مدى الحياة، سواء في القرى أو ضواحي المدن أو الأحياء والمناطق الفقيرة، لأجل دعم التنمية الشاملة للمواطن في المجتمعات المحلية التي تقوم بإدارة هذه المراكز، من خلال الدعم المالي والتقني من مختلف الجهات الحكومية وغير الحكومية، أو في إطار المشاريع الممولة دوليا أو بالاستفادة من خدمات المتطوعين.

وإجمالا، يمكن اعتبار مراكز التعلم المجتمعية صيغة من الصيغ التي أثبتت نجاحها في ربط التعلم بالتأهيل، وذلك في إطار تشاركي منفتح على الثقافة المحلية، ومساهم في خلق ديناميكية مجتمعية على الصعيد المحلي، على أساس الانطلاق من محاربة الأمية إلى ما بعد محو الأمية، وصولا إلى التمكين والتكوين والتأهيل بصفة دائمة، لفائدة لمختلف شرائح الساكنة المحلية، لاسيما فئات النساء والشباب المنتمين إلى تجمعات قروية أو حضرية تعاني من الهشاشة.

أما أهداف هذه المراكز، فيمكن اختصارها في النقط التالية:

· تطوير برامج محاربة الأمية والتعلم مدى الحياة خاصة في صفوف النساء.

· تمكين ومساعدة سكان المجتمعات المحلية من  حل مشاكلهم بأنفسهم.

· المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية المحلية، وتحسين جودة الحياة، وذلك من خلال دعم الأنشطة المدرة للدخل.

· تشجيع الساكنة على المحافظة على الموروث الثقافي المحلي.

· دعم كفاءات المؤطرين والفاعلين الجمعويين المحليين.

· نشر الوعي الاجتماعي وتطوير المسؤولية الفردية والجماعية عن طريق تشجيع الانخراط في برامج التعلم مدى الحياة. 

          2 - تجربة فكرة مراكز التعلم المجتمعي بالمغرب. 

في إطار تنفيذ برنامج محو الأمية الوظيفية المعروف بمبادرة (LIFE)،التي أطلقتها منظمة اليونسكو بشراكة مع قطاع محاربة الأمية من 2006 إلى 2008 أو ما يسمى ب (محو الأمية من أجل التمكين)، تمت تجربة فكرة إحداث أربعة مراكز التعّلم المجتمعية نموذجية بجنوب المملكة لفائدة النساء القرويات، وفق تصور ومقاربة جديدتين.

لقد شهدت هذه التجربة تطورا ملحوظا بإضافة وظائف أخرى لهذه المراكز، تكون فيها أنشطة محاربة الأمية حاضرة إلى جانب أنشطة أخرى تكوينية واجتماعية، منها تقديم الدعم المالي للنساء من أجل إقامة المشاريع المدرة للدخل، وبرامج التعليم الأولي ما قبل المدرسي لفائدة أبناء المستفيدات، إضافة إلى دروس التربية الصحية والبيئية والقانونية.

  وابتداء من سنة 2008، وبفضل نجاح هذه التجربة، عرفت سنوات 2009 – 2012 العديد من المساهمات من خلال شركاء وطنيين كالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمجالس الجماعية والإقليمية، أوعلى المستوى الدولي كبرنامج التعاون الإسباني (AECID)، والفدرالية الألمانية للتعلم مدى الحياة (DVV international) وذلك من أجل دعم التجربة ونشرها في العديد من الأقاليم الأخرى، وإلى حدود 2016 وصل عدد هذه المراكز إلى 27 مركزا.

            3 - خصائص مراكز التعلم المجتمعي. 

  تتميز مراكز التعلم المجتمعي بما يلي:

· تساهم في التعلم مدى الحياة لكافة المستفيدين، وكذا فض النزاعات بين رواد ورائدات المركز.

· تصل خدماتها مباشرة إلى المجتمعات الفقيرة.

· تتميز برامجها بالمرونة والملائمة مع حاجيات السكان.

· يتم إعدادها وتسييرها من قبل المجتمع المحلي.

· برامجها متعددة الأهداف والوظائف. 

            4 - أنشطة  مراكز التعلم المجتمعي.

يتجلى دور هذه المراكز في توفير خدمات وأنشطة متنوعة وذلك حسب نشاطات واجتهادات كل جمعية. وعلى العموم، يمكن إجمالا حصر هذه الأنشطة في ما يلي:

  1) أنشطة التربية والتكوين، ويتعلق الأمر ب:

    . دروس محاربة الأمية وما بعدها، وكذلك حصص في التربية غير النظامية للأطفال المنقطعين عن الدراسة.

      . العناية بالصغار في رياض الأطفال دون سن التمدرس أو ما يسمّى بالتعليم الأولي،
      . أقسام لتقديم دروس الدعم للتلاميذ والتلميذات.
      . دروس التوعية والتحسيس لفائدة نساء المنطقة في المجال الصحي والحقوقي.
      . دروس في التكوين المهني للنساء في الطبخ والحلاقة وصنع الحلويات الخ.
     . دروس في تنشيط السياحة المحلية والجبلية وأخرى في الإسعافات الأولية.

 

2) أنشطة اجتماعية منها:

    . استغلال المركز كفضاء عمومي للساكنة، لمناقشة مختلف القضايا المحلية وإيجاد الحلول بالتراضي.

    . تنظيم حملات الختان الجماعي لأطفال الأسر الفقيرة وأيضا حملات التلقيح الجماعي.
    . تنظيم دورات تدريبية لفائدة الفلاحين لإطلاعهم على التقنيات الجديدة في مجال الزراعة وتربية الماشية وغيرها.
    . وضع مقر المركز رهن إشارة جمعيات الحي أو الدوار، لعقد الاجتماعات واللقاءات واستقبال الضيوف المغاربة وأيضا الأجانب.
    . استغلال مقرات المراكز لحفلات الزواج والأعياد الدينية والوطنية، وللاحتفال بنهاية السنة الدراسية للأطفال.
    . تنظيم خرجات ورحلات سياحية خاصة بالنساء بالإضافة لإقامة حصص المطالعة الحرة لفائدة الأطفال.


 3) أنشطة اقتصادية منها:

    . احتضان المركز للمشاريع المدرة للدخل أو ما يسمى ب (AGR) أي (Activités Génératrices de Revenus)، التي تم إحداثها في إطار برامج ما بعد محو الأمية، إضافة إلى أنشطة أخرى في مجال الحرف اليدوية، (نسج الزرابي، الفصالة وأيضا الخياطة ثم الطرز والتريكو وغيرها).

    . تمكين أعضاء الجمعيات والتعاونيات من عرض وبيع منتجاتهن في معارض طول السنة.

 

           5 - وسائل تدبير مراكز التعلم المجتمعي.

  تناط مهمة تسيير هذه المراكز إلى شبكة أو مجموعة لجان  ممثلة لجمعيات محلية وأخرى جهوية، وأيضا على الصعيد الوطني، وذلك بنسبة 62 في المائة للجمعيات المحلية، و35 % لجمعيات جهوية، و 2 % لجمعيات وطنية شريكة في برامج محاربة الأمية أو ما بعد محو الأمية.

هذه الجمعيات الشريكة تعمل على جلب الدعم المالي والتقني لتمويل أنشطة مراكز التعلم المجتمعي، ومن ناحية التسيير، فيكون الإشراف الإداري من طرف لجنة مشتركة تسمى لجنة التدبير التشاركي (Comité de gestion participative)، التي تتكون من المستفيدين والمستفيدات من أنشطة المركز، إضافة إلى ممثلين عن الجمعية الحاملة للمشروع وممثلين عن الشركاء المحليين، وأعيان القبيلة وممثل عن السكان في المجلس الجماعي، إضافة لممثلة عن لجنة المرأة.

            6 - تقييم تجربة مراكز التعلم المجتمعي.

ليس من المنطقي إطلاق أحكام مسبقة على تجربة مراكز التعلم المجتمعي بالمغرب، خصوصا في السنوات الأولى، دون إخضاعها لتقييم واقعي وموضوعي عن طريق دراسة ميدانية، وذلك لأجل الوقوف من خلال نتائج الدراسة على المستوى الحقيقي والفعلي لخدمات المراكز، وعلى مدى تطورها منذ انطلاقها، وكذا نسبة تحقيق الأهداف المسطرة وطنيا ومحليا، وتحليل ما رافقها من نجاحات واختلالات وإشكالات ومعيقات، وهو تقييم له أهمية قصوى لكونه يعتبر أساسا ومرجعا لتطوير منظومة هذا النوع من التعلم المجتمعي، وللخروج بخلاصات واقتراحات وتصورات عن طريق توفير المعطيات العملية، للمساهمة في تطوير تجربة مراكز التعلم المجتمعي في مختلف أقاليم المملكة وتوسيع خارطتها على المستوى الوطني.

خضعت هذه التجربة لعملية التقييم بإجراء دراسة ميدانية بمساعدة فنية من DVV))  أي الفدرالية الألمانية لتعليم الكبار، وبشراكة مع الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية وذلك في سنة 2014، هدفها تتبع مسار هذه المراكز منذ إنشاء المركز الأول سنة 2007 بمبادرة من منظمة اليونسكو في إطار برنامج   LIFE)). 

وقد اعتمدت هذه الدراسة على استمارات تتضمن العديد من الأسئلة المفتوحة، واللقاءات سواء المباشرة أو عبر المكالمات الهاتفية مع 16 جمعية تم انتقاءها بطريقة عشوائية، إضافة إلى المعاينة المباشرة في عين المكان، وذلك لدراسة المؤشرات التالية:

       أولا: المؤشرات والمحاور التي اعتمدتها الدراسة لتقييم التجربة.

· تعزيز العرض والطلب حول محاربة الأمية.

· تنوع الأنشطة والبرامج بما في ذلك الأنشطة الاقتصادية.

· الحكامة الرشيدة في مجال الشراكة مع الجماعات المحلية.

      ثانيا: الأسئلة المحورية في الدراسة وهي:

· هل ساهمت هذه المراكز في خفض أعداد الأميين وخاصة بين النساء؟ وهل دعّمت مكتسبات الفئات المستهدفة؟

· هل ساهمت هذه المراكز في تدعيم كفايات المنشطين وأيضا أطر الجمعيات المشرفة على تأطير المستفيدين والمستفيدات؟

· هل مكّنت هذه المراكز النساء المستفيدات من إحداث مشاريع مدرة للدخل مستدامة، وهل تمّ تحسين مستوى معيشتهم وتعزيز تنمية المجتمع المحلي؟

· هل عزّزت مراكز التعلم المجتمعية ديناميكية الشراكة المحلية؟ وهل تمكنت من توحيد جهود الشركاء الجدد التابعين للمؤسسات لأجل تفعيل وتدبير أنشطة المراكز؟

· هل تطورت برامج التكوين المهني التقليدية التي تقدمها المراكز، لكي تصبح برامج نموذجية جديدة أكثر انسجاما مع الفرص الاقتصادية المحلية؟

· هل تمكنت المراكز من إحداث برامج وأنشطة اجتماعية واقتصادية لتعزيز التماسك داخل الجماعة؟ 

       ثالثا: وسائل جمع المعلومات.


تنوعت أساليب العمل المستعملة في جمع المعطيات نذكر منها:

·  جداول وشبكات لتسجيل الملاحظات.

·  دليل خاص بالمقابلات .

·  استبيان خاص عبر الانترنيت.

·  زيارات ميدانية للمراكز وضواحيها.

وقد تم استعمال هذه الوسائل في النشطة التالية:

1 - عقد لقاءات مباشرة مع مختلف المساهمين منهم:

      · المكونين العاملين في برامج التعلم المجتمعي ( المستوى الثقافي، التكوين و الأقدمية ...).

· المشرفين على البرامج داخل المركز.

· المسؤولين عن برامج محاربة الأمية محليا وعلى الصعيد المركزي.

· الجمعيات العاملة في المركز ( الوضعية القانونية، نوعية البرامج، التسيير والتدبير ...).

· المستفيدين والمستفيدات من خدمات المراكز.

- دراسة الوثائق المرجعية المتعلقة بكل مركز ( سنة التأسيس، عدد المستفيدين ونوعيتهم، عدد الجمعيات المساهمة، التجهيزات، الموقع والمساحة، تنوع الأنشطة وغيرها). 

3 - دراسة طرق تسيير هذه المراكز ونوعية مساهمة الساكنة. 

             7- نتائج تقييم تجربة مراكز التعلم المجتمعي.

في نفس السياق، سجلت هذه الدراسة معطيات إحصائية تتعلق ب:

   أ - أعداد المستفيدين حسب الأصناف في المراكز:

أصناف المستفيدين

النسبة المائوية

المجموع

النساء

61 %

4862

الرجال

6 %

994

الشباب

26 %

6140

أطفال قبل التمدرس

7 %

12 895

المجموع

100 %

31 289

 

   ب - أصناف الأنشطة وحجمها في مراكز التعلم المجتمعي:

أصناف الأنشطة

النسبة المائوية

محاربة أمية النساء

98 %

ما بعد محاربة الأمية

98 %

المشاريع المدرة للدخل

98 %

الحرف النسائية

94 %

التوعية والتحسيس

94 %

الدعم المدرسي

72 %

روض الأطفال

66 %

دعم النساء

58 %

أنشطة موازية

49 %

الفلاحة

30 %

 

  ج - النقط الإيجابية.

    1 -  خلقت هذه المراكز ديناميكية محلية في جميع المناطق، من طرف الجمعيات والمستفيدين والأطر المشرفة على البرامج وفئات عديدة من الساكنة.

    2 -  سجلت الدراسة حماس كبير لدى النساء المستفيدات، نتيجة الطريقة والمقاربة الجديدة لمحاربة الأمية وما بعدها، والتي ترتكز على إشراك المستفيدين لتلبية حاجاتهم المعرفية والحياتية.

    3 -  تمت ملاحظة تغييرات في السلوك لدى غالبية النساء، بحيث قمن بإعادة بناتهن إلى مقاعد الدراسة، في حين قامت أخريات بتسجيل الأطفال في حصص الدعم المدرسي.

    4 -  تم سجيل انفتاح كبير للمستفيدات على المؤسسات العمومية القريبة من المراكز.

    5 - أصبحت المستفيدات أكثر اقتناعا بأهمية وضرورة المشاركة في برامج ما بعد محو الأمية، كما ارتفعت نسب التحاق الأميات بمراكز التعلم المجتمعي.

    6 - ارتفاع عدد المرافق الاجتماعية الجديدة التي تم إلحاقها بالمراكز، بحيث أنه من بين 34 مركزا نجح 18 مركزا في إحداث ملاحق جديدة في المناطق المجاورة لمركز التعلم المجتمعي، وذلك بمتوسط 4.6 مرفقا جديدا لكل مركز، أي ما مجموعه 84 مرفقا جديدا تمت معاينته خلال هذه الدراسة الميدانية.  

   د - النقط السلبية.

   ومن جهة أخرى، اعترضت هذه التجربة عدة معوقات منها:

    1- لم تتمكن بعض مراكز التعلم المجتمعي من ضمان استمرار أنشطتها، وذاك راجع بالخصوص لقلة الدعم من الناحية المادية والبشرية والتقنية.

         2 - عدم كفاية عدد مراكز التعلم المجتمعي لتلبية حاجيات جميع سكان المناطق المعنية.

         3 - انخفاض نسبة مشاركة الرجال في أنشطة هذه المراكز.

      4 - من حيث المعدات ووسائل العمل داخل المراكز، يلاحظ أنها غير متكافئة بين المراكز، وغالبا ما يرجع ذلك إلى الإمكانات المالية المتوفرة للمركز وإلى قلة فرص اقتناء الأجهزة في إطار مشاريع تشاركية أخرى.

 

            8 - توصيات واقتراحات عامة. 

  من خلال نتائج هذه الدراسة الميدانية، وبالرجوع إلى مختلف التقارير والندوات والورشات التي نظمتها الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، حول موضوع تجربة مراكز التعلم المجتمعي بالمغرب، يمكن استخلاص مجموعة من المقترحات نذكر منها ما يلي:

· تعزيز دور أطر الوكالة بالمصالح الخارجية لدعم دينامية التنمية المحلية عبر آلية مراكز التعلم المجتمعي.

· إعداد دليل علمي وعملي لتدبير مراكز التعلم المجتمعي.

· توسيع العرض، باعتماد مراكز أخرى تابعة لقطاعات حكومية وإضافتها إلى المراكز الموجودة حاليا.

· إحداث شبكات (أو تشبيك) محلية وجهوية ووطنية للربط بين مراكز التعلم المجتمعي.

· توسيع خدمة هذه المراكز عبر تعميمها على سائر ربوع المملكة.

· استقطاب شركاء جدد في هذا المجال عبر توسيع الشراكات واعتماد مرافعة ناجعة، مع تحديد الأدوار والمسؤوليات بصفة دقيقة.

· المطالبة بتعزيز الدعم التقني والمالي واللوجستيكي للشركاء.

·  البحث عن مصادر تمويل إضافية ووطنية ودولية لدعم هذه المراكز وضمان استدامتها.

· البحث عن طرق استغلال بنيات الاستقبال المتواجدة ترابيا بالقرب من المراكز، منها المراكز المتعددة الاختصاصات، دور الحي، مراكز النساء في وضعية صعبة، المراكز التابعة لمؤسسة محمد الخامس للتضامن...

·  بحث السبل الكفيلة  باستدامة خدمات هذه المراكز.


           9 - الخلاصة.

   من خلال الاستنتاجات التي يمكن استخلاصها من هذه الدراسة الميدانية التي أنجزت لتقييم هذه التجربة، يتبين أن تجربة مراكز التعلم المجتمعي في المملكة المغربية، يمكن اعتبارها مثالا حيا لتفعيل مبدأ الربط بين محو الأمية والتعلم مدى الحياة، وذلك رغم التعثر الذي عرفته المراحل الأولى من البرنامج، نتيجة انتقال مسؤولية الإشراف على ملف الأمية من مديرية محاربة الأمية تابعة لوزارة التربية الوطنية، إلى وكالة وطنية لمحاربة الأمية تابعة للوزارة الأولى، والتي أصبحت مشرفة على برامج مراكز التعلم المجتمعية، بعد أن خوّل لها القانون مهمة إعداد وتنفيذ سياسة الحكومة في مجال محاربة الأمية وما بعدها، وكذا التنسيق بين مختلف مكونات منظومة محاربة الأمية بالمغرب.

لقد أصبحت هذه المراكز عبارة عن فضاءات للتنسيق وتنويع الشراكات بين كافة الجمعيات الحكومية وغير الحكومية بواسطة اللجان الوظيفية المشتركة، منها لجنة الشؤون الاجتماعية، لجنة المرأة والطفولة، لجنة الشؤون العامة، اللجنة الرياضية واللجنة الاقتصادية واللجنة الثقافية الناشطة في المجتمع المحلي. كما يتم التنسيق عن طريق التشبيك مع لجان في مراكز أخرى للتعلم المجتمعي في المنطقة أو على الصعيد الوطني أو الدولي لإعداد برامج عمل ومشاريع مشتركة لفائدة المستفيدين من خدمات المركز.


     وعلى العموم، يمكن اعتبار منظومة مراكز التعلم المجتمعية بالمغرب تجربة شعبية ناجحة، لقيت إقبالا كبيرا من طرف الساكنة المستفيدة ومن طرف جمعيات المجتمع المدني، سواء في المناطق القروية المعزولة، أو في الأحياء الهامشية في ضواحي المدن.

    ومن جهة أخرى، تعتبر هذه التجربة قيمة مضافة تساهم في تسريع وتيرة إنجاز برامج الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية خصوصا الموجهة للنساء، والتي تشرف عليها الجمعيات المحلية. فحسب رؤساء الجمعيات الحاملة لبرامج محاربة الأمية وما بعدها، فإن العرض الذي تقدمه مراكز التعلم المجتمعي دو جودة أفضل، لكونه يتميز بتنوع كبير في الأنشطة والخدمات، كما يقدم للمستفيدات حوافز عديدة لمواصلة التعلم، ولتمكينهن من حرف يدوية جديدة لخلق مشاريع مدرة للدخل.

                                    تم بحمد الله.
                                                                          

 

 

 

تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة