مرحلة ما بعد محو الأمية في المغرب.
التقديم.
ثانيا : أهمية وأهداف هذه المرحلة.
ثالثا: استراتيجيات مراحل ما بعد محو الأمية.
1) مرحلة التعلم الحضوري.
· برامج متابعة التعلم.
· برامج التكوين الحرفي.
2) مرحلة التعلم الذاتي عن بعد.
· كتب المتابعة.
· التطبيقات الرقمية.
3) مرحلة الإدماج.
التـقديم.
أولا : ما المقصود بمرحلة ما بعد محو الأمية؟
تعتبر إستراتيجية محاربة الأمية في المغرب أن تحرير الكبار من أميتهم ليست غاية في حد ذاتها، بقدر ما هي نقطة الانطلاق والبدء في عمليات تطوير قدرات المتحررين من الأمية، على كافة المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعلمية، وذلك لأجل إحداث تغيرات في سلوكهم و اتجاهاتهم، مع تحقيق الإدماج السوسيو اقتصادي بما يوفر عدم ارتدادهم للأمية من جديد.
يقصد بمرحلة ما بعد محو الأمية، كل نشاط يوظف استراتيجيات التعلم، ليتمكن الفرد من تثبيت المهارات الأساسية المكتسبة في مرحلة محاربة الأمية، ومن مواصلة التعليم إلي أقصى حد تؤهله له قدراته البدنية والعقلية، ثم توظيف وتطبيق نتائج التعلم في مجالات الحياة الشخصية والاجتماعية والاقتصادية. وقد أكدت العديد من الدراسات في المغرب وخارجه، بأن غالبية المتحررين من الأمية من الرجال و النساء، يريدون مواصلة التعليم و يرغبون في اكتساب مهارة مهنية، إذا ما توفرت لديهم وسائل وأساليب التعلم الذاتي التي تعينهم على تدعيم المكتسبات والمهارات والمحافظة عليها قصد استمرارية التعلّم.
ثانيا: أهمية وأهداف هذه المرحلة.
تعتبر هذه المرحلة مكملة لجهود برامج محو الأمية، لإعادة استثمار المعارف والمكتسبات السابقة، وهي كذلك مرحلة لتكييف المكتسبات مع الوسط الاجتماعي والاقتصادي والعملي أثناء الاندماج الاقتصادي للمتحررين من الأمية، وهي أيضا مرحلة مهمة في مجال التعلم الذاتي لكونها تربط التعلم بالمشاركة الفردية في التنمية المحلية والمجالية في البيئات المختلفة وبالتالي احتفاظ المواطنين بمهارات القراءة والكتابة والحساب وعدم الارتداد إلى الأمية أملا في تحقيق التعليم المستمر مدى الحياة وتطبيق المكتسبات السالفة في الحياة الشخصية والعملية.
إن استكمال ومواصلة التكوين الأساسي يمكن المتعلمين الجدد من ترسيخ المكتسبات السابقة وضمان التعلم مدى الحياة، وبالتالي خلق فرص كثيرة لإنشاء المشاريع المدرة للدخل خصوصا لفائدة النساء بالوسط القروي، وهذه المبادرة تشجع الأميين على التسجيل في أقسام محاربة الأمية وتعتبر من الدوافع الأولى لمواصلة التعلم الذاتي للمستفيدين، للاستفادة من برامج التكوين الحرفي التي تؤهلهم للولوج إلى مجال التجارة والزيادة في دخل المستفيدين لمساعدتهم على تحسين أوضاعهم الاجتماعية في أفق تحقيق أهداف التربية المستدامة.
وإجمالا يمكن تلخيص هذه الأهداف في كون هذه المرحلة تسعى إلى تعميق وإغناء مكتسبات التعلم الأساسي، وذلك عن طريق مساعدة المتحررين الجدد على الاحتفاظ بالمهارات والكفايات المكتسبة (الاحتفاظ بمهارات القراءة والكتابة)، وذلك لأجل أن يواصلوا تعلمهم مدى الحياة (التعلم الذاتي)، وللحيلولة دون ارتدادهم إلى الأمية في إطار التنمية المستديمة. كما تهدف مرحلة المتابعة والتعلم الذاتي إلى تحقيق أبعاد التنمية المحلية، عن طريق استثمار وتوظيف جميع الموارد المادية والبشرية لتكون في خدمة مرحلة المتابعة أو ما بعد محو الأمية ولتحقيق الأهداف التعليمية.
ثالثا: استراتيجيات مراحل ما بعد محو الأمية.
لصيانة المكتسبات التي امتلكها المتحررون من الأمية والانخراط في عالم المعرفة لأجل الاندماج في سوق الشغل، واعتبارا لكون مرحلة ما بعد محو الأمية تعد محركا أساسيا للتنمية الاجتماعية، اتسع مفهوم ما بعد محو الأمية وزاد الاهتمام به من طرف الحكومات، بحيث تعددت الأنشطة التربوية اللاحقة لبرامج محو الأمية.
وفي إطار تنويع وتجويد برامج ما بعد محو الأمية، والارتقاء بالفرد والمجتمع، عملت الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية على ضمان التكامل بين برامج محو الأمية وما بعدها وبرامج التكوين الحرفي، وبين الإدماج في مشاريع التنمية الاجتماعية المحلية. فتم الحفاظ على مواصلة التعلم الحضوري وفق مناهج مخصصة لذلك، بالموازاة مع ذلك، ظهر مفهوم التعلم الذاتي وكذا التعلم والذي جزء من استمرا هو استمرار للتربية المستديمة، التي يقوم بها الفرد لنفسه وبنفسه وبدون معلم أو دليل، لأجل الاحتفاظ على المكتسبات والمهارات السابقة ومواصلة التعلم الذاتي، ولاكتساب مهارات جديدة ومتابعتها وتقييمها ذاتيا.
1) مرحلة التعلّم الحضوري.
تفتح هذه المراحل في وجه المتحررين من الأمية، وأيضا في وجه الذين لم يسبق لهم الاستفادة من برنامج آخر في مجال ما بعد محو الأمية، مع أسبقية الوسط القروي والفئة الشابة من 16 – 35 سنة.
· برنامج متابعة التعلم.
· برامج التكوين الحرفي.
2) مرحلة التعلم عن بعد.
لتنفيذ التعلم الذاتي للمتحررين من الأمية، تعتمد إستراتيجية الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية على برامج للتعلم عن بعد لدعم مكتسبات مرحلة ما بعد محو الأمية، ولتوفير أكبر عدد من مصادر التعلم، والتأهب باستمرار لاستعمال الوسائل المبتكرة، من أجل خلق وضعيات تعلّمية جديدة ولتغيير الممارسات والسلوكيات، لدى المتحررين من الأمية.
أ - كتب المتابعة.
لقد تم اعتماد البعد الحضاري والوظيفي في هذه المناهج، من خلال مواضيع في التوعية والتثقيف في مجالات التربية الصحية والمدنية والدينية والقانونية، وكذا صحة الأم والطفل، بالإضافة إلى التوعية بالحقوق الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتربية على حقوق الإنسان، وبالالتزامات الدستورية وبالتزاماتهم تجاه الأسرة والمجتمع وغيرها، وذلك في إطار فكرة التعليم المستمر مدى الحياة، والعمل على الاحتفاظ بمهارات القراءة والكتابة والحساب مع تطوير شخصية المتحررين من الأمية وتنمية أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية.
لقد تم إعداد وطباعة الآلاف من كتب المتابعة لتوزيعها على المتحررين من الأمية، وأيضا توزيع مجموعة من الكتيبات التي تندرج في إطار المشاريع المدرة للدخل، من بينها نذكر كتيب "الماء ثروة وطنية" و" تربية الماعز وإنتاج الحليب"، و"مدونة الأسرة" و"إنتاج الزيتون" وغيرها.
ب - التطبيقات الرقمية.
تتضمن هذه التطبيقات العديد من الدروس الموجهة للمتحررين حديثا من الأمية، كما تتميز بارتباطها الوثيق بالاهتمامات الشخصية والاجتماعية للمستفيدين والمستفيدات نذكر منها:
- تطبيق معلوماتي خاص بالبحارة بتنسيق وتعاون مع قطاع الصيد البحري.
- تطبيق معلوماتي لفائدة الفلاحين في إطار عملية تمليك الأراضي الجماعية الواقعة في دوائر الري بمنطقة الغرب والحوز، الذي يتم تطويره بدعم وتنسيق مع وكالة حساب تحدي الألفية بالمغرب.
- تم إنجاز تطبيق آخر لتحميله على أجهزة التواصل الذكية، لفائدة الصانعات والصناع التقليديين،(« Alpha Nour » Application mobile destinée aux artisans). وذلك بشراكة مع كتابة الدولة لدى وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي الذي، وهذا التطبيق هو امتداد لبرنامج " ألفا نور" الذي تم إعداده بتعاون مع الاتحاد الأوروبي.
- تطبيق آخر بتعاون مع الإتحاد الألماني للمدارس الشعبية (DVV) وهو نسخة رقمية من كتاب ""القرائية من أجل التأهيل، برنامج ما بعد محو الأمية والإدماج السوسيو- اقتصادي".
- تطبيق "القرائية من أجل التمكين" لفائدة المغاربة المقيمين في الخارج.
ووعيا منها بدور التلفزيون كوسيلة تفتح الباب واسعا لفئات عديدة من المجتمع، للزيادة من المعارف والكفايات، ولكونه يعد من الطرق الداعمة لمرحلة ما بعد محو الأمية، قامت الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية بإنجاز برامج تلفزية نذكر منها، تسجيل 78 كبسولة لدروس محو الأمية وما بعد محو الأمية عن بعد بغلاف زمني إجمالي 30 ساعة و 50 دقيقة، كما تم إعداد البرنامج التلفزي "أجي نتعلموا" في مجال محاربة الأمية ومتابعة التعلم، وذلك بدعم من المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي ( GIZ ) والذي تم بثه على القناة الثقافية بتنسيق مع الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
ومن جهة أخرى، يمكن اعتبار دروس محاربة الأمية التي تشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عبر القناة السادسة أو عبر الانترنيت، بمثابة دروس للمتابعة ودعم مكتسبات المتحررين من الأمية، و دفعهم إلى السعي نحو التثقيف والتعلم الذاتي. تقدم هذه الدروس المتلفزة على عدة مستويات كالتالي:
المستوى الأول:
· مرحلة أولى وتتألف من 90 حلقة.· مرحلة ثانية وتتألف من 90 حلقة.
· مرحلة أولى وتتألف من 90 حلقة.
· مرحلة ثانية وتتألف من 90 حلقة.
· دروس القرائية التأهيلية للتعلم مدى الحياة.
3) مرحلة الإدماج.
لأجل ربط مرحلة ما بعد محو الأمية بمشاريع شخصية أو تعاونية، وسعيا إلى محاربة الفقر والهشاشة، تمّ الشروع ومنذ سنوات عديدة في تأهيل المستفيدين و المستفيدات، بحيث تم التكوين وتلقين الحرف ودعمهم ماديا ومعنويا، لخلق مشاريع مدرة للدخل وذلك عبر الانخراط في الأنشطة المحلية الهادفة للإدماج الاقتصادي، ليتمكنوا من الاندماج في النسيج الاقتصادي والاجتماعي وتحسين مستوى معيشتهم.
اعتبارا بأن المؤسسة التعاونية تعتبر مشروعا اقتصاديا و اجتماعيا و تربويا، فقد حقق الأسلوب التعاوني في المغرب لفائدة المتحررين من آفة الأمية، نموا ملحوظا في العديد من القطاعات الاقتصادية والاجتماعية، خصوصا بعد صدور القانون 24.83 المتعلق بتحديد النظام الأساسي العام للتعاونيات، بحيث فتحت آفاق جديدة في وجه المتعاونين والمتعاونات الراغبين لإحداث مشاريع مدرة للدخل، أو الانخراط في تعاونيات إنتاجية، حفاظا على كرامة الفرد والجماعة في المناطق الأقل حظوة.
لقد تعددت المجالات التي أسست فيها تعاونيات ومشاريع مدرة للدخل، فشملت للإنتاج الفلاحي وتربية المواشي، والصناعة التقليدية والوحدات التحويلية أو لتكييف المنتجات المحلية، إضافة إلى تربية النحل والسياحة القروية الخ.ولتحقيق ذلك، يتم تسهيل وتشجيع التمويل بالقروض القروية الصغيرة من جهة، و من خلال التمويل عن طريق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تقوم بتشجيع المشاريع الصغرى التعاونية التي توفر الشغل، وتمكن من إدماج المستفيدين والمستفيدات في حلقات اقتصادية ذات مردودية، وذلك انطلاقا من معايير استمرارية المشروع وأثره كرافعة، ووقعه الإيجابي على المؤشرات المحلية للتنمية البشرية.
إرسال تعليق