/>head> tags كلمات من العامية المغربية.
U3F1ZWV6ZTM4NzI4NTMzMTQzODI4X0ZyZWUyNDQzMzMwNzU5Njc1MA==

كلمات من العامية المغربية.



                                                                             كلمات من العامية المغربية


في دارجتنا المغربية كلمات موزونة ومعبّرة ومتلازمة، تتميز بحروفها القليلة التي هي مثل التوائم ومثل (الحلاقم)، لا تفترق إلا لتلتقي، بحيث تعارف أفراد المجتمع على استعمالها رغم غرابتها. فلكي نعبّر عن السرية التامة والكتمان الشديد، نستعمل كلمات متماثلة في النغمة كمثل (حسّي مسّي) عكس تماما كلمات (شرّح ملّح)، التي تحمل معاني التشريح والتمليح، للدلالة على الإرادة القوية والمواجهة المباشرة والصراحة الجارحة والمؤلمة، كالجرح الذي يملئ بالملح.


أما فيما يخص الإشارة إلى السرعة القصوى، فيكون التعبير بواسطة (شنْ طن) ودون محاورة ولا أخذ ورد، وكذلك تعني (هاك وارى). وإذا تحقق الغرض من اللقاء وشفي الغليل من جانب واحد وحان وقت المغادرة الطوعية، ستحضر وبسرعة على ألسنتنا كلمات مثل ( بيه فيه) و(عيَّطْ جْبد) و(سَّر فرْ)، إنها من أفعال (الزّربة) التي تدل على النية في الانسحاب المبكر، والرجوع التكتيكي بالحركة السريعة الممنوعة من الصرف، حتى لا تقع في إنَّ وهي من حروف الجر، ومن قبيلة (زايدْ ناقصْ) التي قد تجرك للمواجهة المباشرة مع الآخر.

قد نلجأ أحيانا في حديثنا الدارج إلى استدعاء أخوات (تيتّي نينّي)، وكلنا يعرف أنها عنيدة ومتشبّثة بالمواقف (الجبْهوية) الداعية للصمود إلى حد (ألّي ليها ليها)، وبالتالي رفض الانسحاب أي (بّت نْبّتْ)، فيطول الجدال بين (هاك وارى)، ويتطور الكلام إلى ما لا تحمد عقباه، وتتم الاستجابة لدعوة (آمرْ تعْمل) و(حَرْبشْ)، وإذا حصل ذلك، ستصل إلى أذاننا بدون استئذان، نداءات استغاثة مثل (واكْ واكْ)، ومثل (وِيك وِيك)، وذلك حسب اختلاف لسان مناطق المملكة، وهما كلمتان خفيفتان في الميزان وثقيلتان على الآذان، والتي يتم الصراخ بهما أحيانا مصحوبتان بـ ( يا عِبادْ الله) التي ليست كما نقول في المساجد أي: يا عباد الله حضرت الصلاة، بل هي صرخة استغاثة لها أبعاد إنسانية على شكل هلال أحمر، لطلب النجدة والاستعانة بالغير.

لا يتم إطلاق نداءات الإستغاثة في العامية المغربية إلاّ بعد ترديد متكرر لكلمة (آآحْ)، والتي هي تعبير شفوي من وجه عبوس ومتألم، تم اختصاره في حرفين ليس بينهما رابط، يلخّصان شدة الألم الذي قد يكون نتيجة ضربة بكلمتين عنيفتين هما (زْدافْ) أو (زْداحْ)، واللتان تعبّران عن الضربة أو السقطة التي ترادفها في قاموس الأصوات والأوزان كلمة (زْداوْ). وفي حالة التكرار، تتبعثر هذه الحروف لتصبح مركبة على شكل (زْدافْ درْدلافْ أو مرْملاقْ)، وذلك عندما يصل الحد إلى درجة تعرّض خدود الوجه للضرب و(التْسرْفيقْ).

في مواقف أخرى، تنتقل المواجهة إلى استعمال الحروف القوية لوصف الضجيج، أمثال الثنائي (دكْ دكْ) التي تعني دلالتها فعلا وممارسة، تكسير أحسن الأواني الفخارية، أو أجمل الأثاث الزجاجية المنزلية المغربية والصينية، وذلك عن طريق رميها على الأرض، من مسافة عالية، فتتحول مباشرة كلمة (دكْ دكْ) السيئة الذكر إلى (درْدكْ) لكي تصف للسامعين صدى الخطوات القوية عندما يجري الجار فوق سقفنا بإيقاع (خِيطي بيطي)، والتي يشتكي منها الجيران في عمارات السكن المشترك، أو ما نسميه (حدُّو قدُّو) أو (حْبسْ كْرفْ)، في حين يردّد الآخرون في قاعات الأفراح، والمدعوون في الأعراس كلمة (درْدكْ) بمعنى آخر أمام القفاطين المطرّزة، والأحزمة المذهّبة في وسط التاء المربوطة (عاينْ باينْ) و (الفاهمْ يفهم)، ليصبح الشعار الفني الخالد هو (زيدْ درْدكْ عاود دردك)، بمعنى الضرب على الأرض أثناء الرقص.

هذه بعض الكلمات من الاصطلاحات العامية في مواريث الثقافة الشعبية الشفاهية، نقف لها وقفة تأمل وإنصات، ولنا فيها (حجْ وْحاجة)، فمن بيننا من يؤمن بمثل (اهْبلْ ترْبح) و(اطْلقها تسْرحْ)، وآخر يعمل ب (صفّي تشْربْ) مناصفة مع (كولْ وقيَّس). ومن بيننا أيضا من يعبر عن النفي عند المسائلة فيردد (حرَّكْ الميمْ ترتاح)، أي (ما عرفت، ما شفت، ما سمعت)، وإذا وقعت الواقعة يقول (حنْ تْمحَّنْ)، وإذا أردت الحصول على وثيقة استعمل (دُورْ وتْبرَّمْ) أو (دْهنْ السيرْ يْسيرْ) أي ادفع رشوة، تفاديا لجملة (شدْ لي نقْطعْ ليك) أو ( نْوقْفو البيضة فطّاسْ) أو (إنّا عكسنا).

وفي الأخير، لا تعمل بنصيحة من يأمرك باتباع (كولْ ووَكَّلْ) وتطبيق مبدأ (عْملْ عينْ ميكا)، والإيمان بفكرة (راسي يا راسي)، لأن ضميره حتما (باتْ ما اصْبحْ)، أو لأنَّ (القرْدة طلْعات للسْطاحْ).

 


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة