التطبيقات الرقمية لمحاربة الأمية بالمملكة المغربية.
تقديم:
وبعد، في إطار الجهود الرامية الي توسيع دائرة المستفيدين من برامج محو الأمية وتنويع الوسائل الديداكتيكية المعتمدة، ومن أجل تحفيز فئات الشباب وتشجيع انخراطها باستعمال المجال المعلوماتي بهدف تقريب وتسهيل عملية التعلم من جهة، والرفع من جودته من جهة أخرى حتى يصبح المستفيد(ة) قادرا على مواكبة المستجدات الآنية. من أجل ذلك، عملت الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية على انجاز عدة مشاريع لمحو الأمية عبر الانترنيت، وذلك باستخدام كل الوسائل التكنولوجية من حاسوب و هاتف محمول وغيرهما ، أو ما يسمى بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، Technologies de l'information et de la communication (TIC).
تدخل هذه المبادرات في إطار سعي المجتمعات الدولية للإستجابة لنداء المديرة العامة لليونسكو، بمناسبة الإحتفال باليوم العالمي لمحاربة الأمية في 8 شتنبر سنة 2013، حيث أكدت على أهمية استعمال التكنولوجيا في مجال محاربة الامية، كما دعت جميع الدول والجهات المعنية الفاعلة في برامج محاربة الأمية، بضرورة استكشاف أشكال جديدة وطرق بيداغوجية مبتكرة لاكساب المعرفة عن طريق الأساليب الحديثة.
وجدير بالذكر، فإن مديرية محاربة الأمية، وكذلك كتابة الدولة المكلفة بمحاربة الأمية (وهي أجهزة حكومية كانت تشرف على برامج محو الأمية سابقا)، سبق لها أن أطلقت مبادرات عديدة بداية من سنة 1990، ثم في سنة 2006 و2013، تم من خلالها الشروع في نقل دروس محاربة الأمية من الكتب الورقية إلى أدوات ووسائط متعددة خارج جدران أقسام محو الأمية، وذلك على شكل أقراص مدمجة لاستعمالها في مجال التعلّم عن بعد، أو ما يسمّى Alphabétisation à distance.
أولا: أهداف برامج التعلم عن بعد.
- تفعيل استراتيجية المغرب الرقمي.
- تسهيل وتبسيط عملية التعلم لفائدة المستفيدين.
- تقليص نسبة انقطاع المستفيدين عن متابعة دروس محاربة الأمية.
- استهداف المستفيدين الذين لا يستطيعون متابعة دروس محاربة الأمية بحكم مسؤولياتهم المهنية والأسرية.
- تحفيز المستفيدين للتعلم الذاتي واستعمال تكنولوجيا المعلومات والإتصالات.
- تنفيذ الإجراءات الإستعجالية المعتمدة من طرف الحكومة من أجل توسيع نطاق برنامج محو الأمية الوظيفي.
ثانيا: مراحل إنجاز برامج التعلم عن بعد.
- تحديد احتياجات الفئات المستهدفة مع إعداد دفتر التحملات.
- تحديد برامج عمل المشروع وإعداد دفتر التحملات.
- تكوين الأطر التي ستتكلف بإعداد المحتوى البيداغوجي.
- إعداد التطبيق المعلوماتي و المنظومة الخاصة به.
- تحديد المحتوى وإدراجه بالمنظومة المعلوماتية.
- تقييم التطبيق من طرف بعض الجمعيات المختارة.
- إعداد النسخة النهائية للتطبيق بعد الأخذ بعين الاعتبار ملاحظات الجمعيات وغيرها.
- تكوين الأطر المكلفة بتسيير وصيانة المنظومة المعلوماتية الخاصة بالتطبيق.
ثالثا: التجارب السابقة للمنظومات المعلوماتية للتعلم عن بعد.
1) البرامج الرقمية التي لم ترى النور.
وفي ما يلي نبذة عن هذا البرامج.
أ - خصائصه:
يتميز هذا البرنامج بكونه أكثر من منصة رقمية لنقل محتويات كتب محاربة الأمية بالمغرب، بل هو وسيلة تتميز بالخصائص التالية:- استعمال الحواسيب وغيرها من وسائط الاتصال عبر الأنترنيت (3 G).
- إمكانية الوصول إلى الجالية المغربية في الخارج عبر الأنترنيت، والمساهمة في دمجهم داخل منظومة برامج محاربة الأمية.
- إمكانية محاربة الأمية باللغتين العربية والفرنسية.
- خلق وضعيات تعليمية مشخصة عبر مقاطع فيديو وشخصيات متحركة.
- استخدام جميع الوسائط المتعددة لجعل الدروس أكثر جاذبية، بحيث يحل الصوت والصورة محل النص المقروء في القسم الدراسي.
- التفاعل المباشر مع المؤطرين (المعلمين) أثناء مراجعة الدروس، وذلك باستخدام وحدة اتصال متكاملة.
- الإستماع أو قراءة الأجوبة عن الأسئلة، سواء عن طريق وضع النص أو الصوت أو الصورة، مع إمكانية التخزين في ملف المتعلم.
ب - الفئات المستهدفة:
يستهدف هذا المشروع الفئات التالية:- فئات الشباب (رجالا ونساء) الذين قضوا 300 ساعة من دروس محو الأمية، وذلك لأجل عدم الإرتداد إلى الأمية من جديد، بحيث يستفيدون من دروس المراجعة عن بعد لتدعيم المكتسبات السابقة.
- فئة الشباب الذين لم يحصلوا على تعليم كاف، بحيث يتيح لهم برنامج ألفا موبايل فرصة ثانية لإمكانية متابعة الدروس عن بعد، للوصول إلى مستوى يؤهلهم للمشاركة في المباريات و الإمتحانات الوطنية.
- الأجراء العاملين في الشركات بإمكانهم كذلك،الإستفادة من هذه المنصة الرقمية للرفع من مستواهم المعرفي، مما يمكنهم من الإستفادة من فرص إعادة التكوين الحرفي والتأهيل المهني.
- الشباب المغاربة الذين يعيشون في الخارج لديهم أيضا إمكانية الإستفادة من دروس هذا البرنامج للحفاظ على اللغة العربية.
- الرجال والنساء الأميون من 16 إلى 55 سنة. ويتعلق الأمر بالذين لا يستطيعون القراة والكتابة والحساب، وليس في إمكانهم التسجيل في أقسام محاربة الأمية لأسباب ذاتية أو موضوعية، بحيث يصبح بإمكانهم اكتساب المهارات الأساسية بسرعة أكبر من الأساليب "الكلاسيكية"، عن طريق الفيديو والصوت والتعليم عن بعد، وبالتالي تدريب المستفيدين على الإستقلالية والمرونة في التعلم الذاتي مدى الحياة.
2) البرامج الرقمية الحالية.
أ - تطبيق ألفا نور:
من أجل استمرارية سيرورة التعلم مدى الحياة للمستفيدين من برامج محاربة الأمية الوظيفية لفائدة قطاع الصناعة التقليدية، أطلقت الوكالة الوطنية لمحاربة الأمية التطبيق المعلوماتي ( ألفا نور) لفائدة الصناع التقليديين، هوبرنامج بدأت مراحله الأولى في سنة 2017 بشراكة بين الوكالة من جهة، ووزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، و بدعم من الاتحاد الأوروبي ومعهد التعاون الدولي للكونفدرالية الألمانية لتعليم الكبار (DVV International) تحت عنوان: " إدخال تكنولوجيا المعلوميات والاتصالات لمواصلة ولدعم التعلم في مرحلة ما بعد محو الأمية في المغرب ولتعزيز التعلم مدى الحياة". يأتي هذا النظام المعلوماتي لتنزيل برنامج محو الأمية الوظيفي، وذلك لتمكين العاملين والعاملات في مجالات الصناعات التقليدية الحرفية من التأقلم مع العالم الرقمي، وأيضا من الإستفادة من برامج التعلم عن بعد، لأن انشغالاتهم والتزاماتهم المهنية داخل أماكن عملهم، تحول دون المتابعة الفعلية للدروس داخل أقسام محاربة الأمية.
- تشجيع المستفيدين على التدريب الذاتي باستخدام تكنولوجيات المعلوميات.
- تعزيز محو الأمية من خلال الحفاظ على المهارات المكتسبة من طرف المستفيدين وتحسينها خلال مرحلة ما بعد محو الأمية.
- محاربة الإرتداد إلى الأمية من جديد من خلال إمكانية الرجوع إلى الدروس السابقة قصد مراجعتها.
- تطوير استقلالية المتعلم وتدعيم حوافزه للتعلم الذاتي، بحيث أن المستفيدين بإمكانهم استخدام الهواتف سواء داخل أقسام محاربة الامية أو خارجها.
إلى فرصة قادمة بحول الله.
إرسال تعليق