/>head> tags دينامية جماعة القسم.
U3F1ZWV6ZTM4NzI4NTMzMTQzODI4X0ZyZWUyNDQzMzMwNzU5Njc1MA==

دينامية جماعة القسم.

 

  
 دينامية جماعة القسم.   la Dynamique de groupe
   تقديم.   
لابد من الانطلاق من فكرة أساسية وهي أننا بصدد التعامل مع إنسان يحمل من السنين والتجارب والخبرات الشئ الكثير، بحيث تقتضي منا العملية التعليمية توجيه وتنظيم وتنشيط هذا التعلم، حتى يصبح أكثر قيمة وفعالية، وذلك عبر إحداث تأثيرات إيجابية على نفسية الكبير، بحيث يتخلص من الاتجاهات نحو مقاومة التعلم، الذي ترسخ في نفسه منذ الطفولة، والعمل على ضمان استمرار الاتجاه الإيجابي، عن طريق استخدام الأسلوب الشيق، القريب من حياته وما يتعلق بأسرته وبعمله أو بأصدقائه، حتى تزداد رغبته في التعلم والمتابعة والاستمرار.

تلعب المجموعة الصغيرة دورا هاما في تسهيل عملية التعلم، إذ تعتبر هي الوسيط الذي يتحقق فيه إشباع الحاجات الكثيرة والمتنوعة عند الكبار، ذلك أنها شرط من الشروط التي تساعد على إنجاح تعليم الكبار بكفاءة أكبر، لأن الكبار داخل المجموعة يعلم بعضهم البعض، ويكشف الواحد للآخر ما فهمه وما لم يتمكن من فهمه واستيعابه، وفي داخلها يتم القضاء تدريجيا على المخاوف التي تساور نفسه قبل اقتحام مغامرة التعلم.

إلاّ أن الجماعة الصغيرة، لا يمكن الاعتماد عليها في العمل لوحدها، بل لابد من التوجيه السديد والتخطيط المحكم، ولابد لمن أنيطت به مهمة تنشيط الجماعة، من التوفر على خصائص وإمكانيات، تمكنه من تحريك سير المجموعة بصبر وتفهم. لذلك يراعى عند تدريب معلمي الكبار، العمل على تحريرهم من صورة معلم المدرسة كما هو معهود، ليصبح موجها للتعلم، عالما بالجوانب النفسية للكبار، عارفا لحاجياتهم ومتطلباتهم، قادرا على جذب اهتمام الأميين الكبار وأخذهم إلى عالم التعلم الذاتي مدى الحياة.

ما هي دينامية الجماعة؟

وهي باختصار البحث من طرف منشطي أقسام محو الأمية في عمليات التأثير والتأثر القوي بين أفراد المجموعة (Les interactions)، والذي قد ينتج عنه إما النفور أو التقبل أو الكراهية أو المودة، أو يؤدي التأثير كذلك إلى التجاهل أو التجاوب بين أفراد مجموعة القسم، أوقد تسود بينهم علاقات العداوة أو الصداقة الدائمة، وذلك بحكم الروابط الوجدانية والعاطفية الناتجة عن التأثير المشترك المتبادل بين الأفراد من جهة، وبينهم وبين المنشطين من جهة ثانية، وذلك عملا بمبدأ أن الغير يلعب على الدوام في حياتنا دور النموذج أو الشريك أو الخصم. وسنقوم أولا بالاطلاع على مواصفات شخصيات المنشطين والمنشطات كما يراها المتعلمون، وثانيا مواصفات المتعلمين من أفراد جماعة القسم كما يراها المنشطون.

أولا: أنواع ومواصفات المنشطين .(Types d'enseignants)

  - الـمنشط الأبوي (Le père enseignant):
وهو المنشّط الذي له ملامح صارمة ولكنه شخص طيب وعادل في نفس الوقت، وكل أفراد المجموعة يحترمونه ويشعرون بالأمان معه داخل القسم. وإذا كانوا يتصرفون وفق رغباته وأوامره فإنهم بالمقابل لا يريدون التـشبه به.

 - المستبد ( Tyran):

وهو الذي يدبّر شؤون قسم الكبار بالانضباط التام لأجل الحفاظ على النظام، ويـسعى إلى تحقيق ذلك بـوسائل شتّى، قـد لا تتلائم غالبا مع خصوصيات المتعلمين الكبار، بل وتؤدي أحيانا إلى انحصار علاقات الصداقـة بينه وبين أفراد الجماعة.

 - القائد (ة) (Héros)أو ( Leader)
هو ذلك المنشط (ة) الذي يمتلك مهارة تقنية في التسيير والمعاملة، يثير بها إعجاب أفراد المجموعة لدرجة أنهم يسعون إلى تقمص شخصيته و يتمنون أن يـصبحوا مثله.

 - موضوع الحب (Don Juan):

ويتعلق الأمر بالمنشط (ة) أو المدرس الذي تغرم به النساء فـيصبح هو الشخص المركزي داخل المجموعة، خصوصا في أقسام المراهقين والمراهقات اللواتي يتحول إعجابهن بالمدرس إلى ارتباط عاطفي والعكس صحيح.

 - موضوع العدوانية ( L'enseignant sévère)
وهو أقل هيمنة بالمقارنة مع الـمستبد، ومع ذلك فهو كثير الغضب وغير قادر على ضبط النفس، وله ردود أفعال قوية، بحيث يتحاشى الجميع عدوانيته وسوء تصرفه وذلك بربط علاقات الصحبة والصداقة معه.

ثانيا: أصناف ومواصفات أفراد الجماعة.
سنتحدث هنا عن أصناف المتعلمين داخل القسم أو في المجموعات كما يراها المنشطون، مع ذكر ردود الأفعال المناسبة.

1) العنيف والمشاكس ( Le bagarreur) .
هو ذلك الفرد داخل الجماعة الكثير العناد والفوضوي داخل القسم بتعليقاته وتصرفاته، لذا ينبغي أن لا يستعجل المنشط الحكم على العنيف بأنه لا يرغب في التعلم، بل يجب عليه التحكم في أعصابه، وأن يمنع هذا المشاكس وأمثاله من الاستحواذ على الكلمة عن طريق الأسئلة، أو أن يوظّف أحد أفراد المجموعة للحد من تصرفاته بطريقة محترمة، حتى لا يواصل إزعاج الآخرين الراغبين في التعلم. ومن بين هؤلاء الأفراد المعوّل عليهم الحكيم.
2) الحكيم (Le sage ).
يتواجد الحكيم المتزن في أفكاره وأفعاله في جميع المجموعات، وقد تلعب امرأة دورالحكيمة بين الأعضاء المتنازعات. كما يعتبر وجود هذا النوع داخل الجماعة أمرا ضروريا، لكونه يساهم في إنجاح أعمال المجموعة، وفي بناء الثقة والمحبة بين الأفراد، فيجب على المنشط (ة) استثمار شخصيته لضبط الآخـرين.
3) الثرثار ( Le bavard ).
عندما يتواجد الثرثار المحب للكلام بين أفراد المجموعة يتعذر التواصل بين الجميع، لكونه يستحوذ على حصة الآخرين في التعبير والتواصل، فيجعل غيره في موقع الإصغاء المستمر. ولأجل منح فرصة للكلام لباقي أفراد المجموعة، على المنشط أو المنشطة أن تذكّره في البداية بضيق الوقت، وإذا استمر في الثرثرة، عليك أن تقاطعه بلباقة واطلب منه تلخيص ما يريد قوله، وذكّره بالرجوع إلى أصل الموضوع، أواسمح لأصدقاءه بمقاطعته كلّما أصرّعلى الحديث المطوّل، ومن المنشطين من يلجأ إلى وسيلة أخرى وهي تجاهل تعليقاته المطولة، وعدم تركيز نظره على الثرثار بل الاهتمام فقط بالآخرين.
4) الخجول (Le timide).
والمقصود بالخجل هنا الحياء لدى الأميين الكبار، ومن أعراضه فقدان الثقة والإنطواء والامتناع عن طرح الأسئلة وفقدان القدرة على المواجهة. وهذا النوع من الخجل هو عبارة عن مشاعر متداخلة، تنشأ نتيجة النظرة الدونية والقدحية التي يحكم بها المجتمع عليهم، وبالتالي سيجدون صعوبة في التأقلم مع قسم محو الأمية. لأجل ذلك، يتعين على المنشطين القيام بمجهودات إضافية لإعادة الثقة إليهم، قصد إدماجهم في النقاش عن طريق الأسئلة السهلة وغير المحرجة، وإظهار الإعجاب بتجاربهم وبأجوبتهم وتكليفهم بمهام داخل المجموعة.
5) المعارض الدائم (Il est contre).
يتميز المتعلم المعارض بصعوبة التفاهم معه لكونه يتهرب من الإجابة عن الأسئلة، بل ويقاطعك في كل مرة ليعارض ما تقوله، وليفرض وجهة نظره بدون إقناع الآخرين. وللحد من هذا السلوك، استمع إليه جيدا، ثم قم بإحراجه عن طريق طلب أدلة ملموسة ليتبث ما يقوله، وحاول أن توجه إليه أسئلة مفتوحة واستخدم معه الصمت لتجبره على الجواب، مع إظهار الحب والاحترام له.
6) المتكبـّر ( Le grand seigneur ).
من صفات المتكبّر من أفراد الجماعة كونه يتحدث باستمرارعن نفسه، ويحب إعجاب الآخرين به وبأفكاره وأعماله وشخصيته. كما يحب دائما أن يلعب دور القائد وسط المجموعة ويكره في نفس الوقت الذين لا يهتمون به سواء داخل القسم أوداخل المجموعة. وللتحكم في تصرفات صنف المتكبر، على المنشط (ة) أن يسستخدم أسلوب الإجابة القصيرة بنعم، صحيح، طبعا، ممكن ولكن، حتى يتمكّن من التعرف على نقط ضعفه، و استذكار مواطن قوته كمنشط، ليتمكن من إظهار تميزه أمام المتكبر، وبالتالي يتدخل بأجوبة وأفكارتحرم المتكبر من فرصة التعليق بسخرية. ومع ذلك، حافظ على هدوئك وتحدث معه بلباقة وبواقعية.
7) غير المهتم ( Pas intéressé ).
أن تكون منشطا ناجحا، هذا لا يعني أنك لن تصادف مشاكل داخل قسم الكبار، على غرار الملل الذي قد يصيب بعض المتعلمين، مما يجعلهم غير مهتمين ولا مبالين بدروس محو الأمية. ومن بين الحلول المقترحة، تنويع ثقنيات التنشيط لكونها فعالة في إشراك الكبار في بناء الدروس، وإدخال أسلوب تشاركي داخل المجموعات، وكذلك اختيار المحتويات القريبة من بيئة المتعلمين. كما يتوجب على المنشط البحث في الأسباب المؤدية لعدم الاهتمام، كعدم التجانس في المستويات و بين أعمار المستفيدين، أو عدم ملائمة المكان والمقاعد لخصوصيات الكبار، أو كثرة الغياب لأسباب خصوصية كالانشغال في الأعمال المنزلية بالنسبة لبعض النساء وغيرها من العوامل.
8) الذكي (Le rusé).
نقصد بالذكاء هنا القدرة على التعلّم والاستيعاب لدى المتعلم الكبير، قد تختلف قدرة الاستيعاب من فرد لآخر داخل نفس المجموعة، ومن هنا يأتي دور المنشط (ة) في التعامل مع كل فرد حسب قدراته وطاقته، والتعامل مع المشاكل التي يحدثها الذكي في القسم، كاستباقه للأجوبة دون إتاحة الفرصة لأصدقاءه، أو إعادة ما قاله المنشط بطريقته الخاصة، ليظهر للغير أنه فوق مستواهم. يتم التعامل مع هذا الصنف من أفراد الجماعة بكل لطف مع تطبيق أسلوب تبادل الأدوار وتفريد التعلمات، أي العمل على استغلال مؤهلاته لمساعدة رفقائه المتعترين خصوصا في حصص الدعم والتقوية، أو تقديم ملخص الدرس للذي يأتي متأخرا.
9) المقاطع ( L'interrupteur).
نقصد بالمقاطع ذلك المتعلم الذي لا يطلب الاستئذان ليعطي الجواب برفع اليد، بل يلجئ إلى مقاطعة المنشط (ة) وغيره قبل أن ينتهي من الكلام، لأنه لا يعترف بأن الاستئذان شرط من الشروط التي يجب احترامها كما جاء في النظام الداخلي المتفق عليه منذ أول حصة. ولمواجهة مثل هذه المواقف، على المنشط أن يعبّر عن امتعاضه من ذلك عن طريق القيام بالصمت لمدة قليلة، بعدها يتدخل لمقاطعته بلطف حتى يعيش المقاطع نفس الإحساس، وكذلك تكليفه بمهمة المقرر في عمل المجموعات، مع الحرص ألا يتدخل الثرثار لوضع حد لتصرفات المقاطع مخافة أن يطيل في الكلام.
10) المتأخر دائما (L’éternel retardataire).
طبعا يوجد من بين أفراد مجموعة القسم من يأتي متأخرا عن بداية الحصة مرات عديدة، وهذا الدخول المتأخر إلى القسم يخلق الارتباك ويتسبب في توقف الحصة وتشتيت انتباه المتعلمين، كما يؤثر على المعني بالأمرنفسه، بحيث ترتكز عليه النظرات وتحيط به عبارات التهكم أو التنديد. لدى وجب على المنشط (ة) التعامل بحكمة ومرونة مع الأمي الكبير، لأنه اختار أن يتنقل إلى القسم ليتعلم بمحض إرادته من جهة، ونظرا لظروف الأميين الكبار سواء الشخصية أم الاجتماعية، والتي تعيق انضباطهم والتزامهم بالوقت في بعض الحالات. وهذا ما يجعلنا نلح على أن يقوم منشط دروس محاربة الأمية بالترحيب بالقادم المتأخر في كل مرة، وإعطاءه ملخصا عما سبق أو تكليف المتكبر بهذه المهمة، واعتبار ذلك بمتابة مراجعة للآخرين، مع ضرورة دراسة مشكلته على انفراد لمعرفة أسباب التأخر، والقيام بالتالي بإقناع الآخرين بضرورة قبول هذه الأسباب، وقبول المراجهة في وسط الحصة، واعتبار ذلك حالة استتنائية لا نطبق عليها بنود الاتفاقية الجماعية أو ميثاق القسم الذي يلزم الجميع بالانضباط. وللتذكير بهذه التصنيفات، قام أحد المختصين في كندا برسم بعض النماذج المذكورة ليتذكرها الجميع كما في الصورة أسفله:





ما هي أدوات قياس دينامية الجماعة.
هي عبارة عن أدوات قياس اجتماعي لمعرفة قوى الجذب والنفور بين الأفراد داخل الفصل الدراسي، وأثر المناخ العاطفي السائد بينهم على مردودية المتعلمين والمنشطين. تعتمد هذه الأدوات على تقنيات ووسائل، بعضها مشترك مع علوم إنسانية أخرى تهتم بالعوامل السيكولوجية الاجتماعية، التي تتحكم في سيرورة الجماعة. ونذكر من بين هذه الأدوات التي يستعملها المنشطون ما يلي:
أولا: الملاحظة .(L'observation). 
تعتبر الملاحظة من الممارسات التي لا ينبغي للمنشط الاستغناء عنها داخل فصول محاربة الأمية، فبواسطتها يمكن للمنشطين رصد السلوك وليس رصد الأخطاء، بل تتبع العلاقات البينية بين أفراد جماعة القسم. كما تمكنهم الملاحظة أيضا من الحصول على التغذية الراجعة (Feed-back) لتطوير أدائهم من جهة، والكشف عن العلاقات الخفية داخل المجموعة، وبالتالي رصد الأفعال وردود الأفعال بينهم من جهة ثانية. وتعتبر الملاحظة مهارة ينبغي تطويرها تدريجيا حتى تعطينا عدة مؤشرات لفهم سلوك الأفراد.

ثانيا: السوسيومترية .(La sociométrie).
وهي تقنية تمكّن المنشطين من قياس الأبعاد النفسية للأفراد، ودرجة شعبية كل عضو داخل الجماعة، وذلك لمعرفة هل الوضعية داخل الجماعة وضعية قيادية أم وسطية أم انعزالية. وتعتمد على لائحة أي ( Check-list) تتضمن أسئلة مغلقة تحددها معايير مثل نعم، لا، كثير، قليل أو متوسط، موافق الـخ. ومـن أسئلتهـا أن يطرح المنشط (ة) على بعض أفراد الجماعة أسئلة شخصية على انفراد بناء على نتائج ملاحظاته وذلك من قبيل:
  - من الذي ترغب في العمل معه من أفراد المجموعة؟
  - من الذي تـظـن أنه سيعـمل معك؟
  - من الذي لا ترغب في العمل معه؟
وعـلى ضوء الأجوبة، يمكنك وضع خريطة لتحليل ومعرفة قياس شبكة الـعلاقات، والتغيرات السلوكية بـين الأفراد، بغية تشكيل مجموعات جديدة متجانسة، وإعداد لوائح المرغوب فيهم أي المحبوبين من طرف الجميع لأن الغالبية تريد العمل معهم، أو المنبوذين من طرف بعض أفراد الجماعة، مما يستلزم تدخل المنشط (ة) لاتخاذ الإجراءات الملائمة لإعادة التوازن داخل جماعة القسم.

لكن ما هي الشروط الواجب توفرها في الاختبارات السوسيومترية الشفوية؟يجب أن تكون الأسئلة واضحة المعنى.يرجى عدم التأثر بنتائج سلوك الأفراد أو نبذهم بناءا علـى نـتائج القياس.يـجب أن يكون العدد في المجموعة غير كبير لـيتسنّى للمنشط (ة) إنجاح الاختبار.لا بد من استخدام النتائج في إعادة تـنـظـيم الـمجموعة.

ماهي أشكال ووضعيات عمل الجماعة؟
أولا. وضعية الطاولات على شكل مجموعات صغيرة.
كما يلاحظ في الصورة، يدور الأفراد حول طاولات مستديرة ومتقاربة في ما بينها ومن إيجابيات هذه الوضعية، تقارب الأفراد وكذلك الطاولات مما يسمح بالتفاعل والتواصل بينهم. غير أن ما يعاب على هذه الوضعية كونها تتطلب مساحة كبيرة غالبا ما لا تتوفر في أقسام محو الأمية في المدارس الحكومية أو في مقرات الجمعيات.
ثانيا. الشكل نصف دائري.
يتميز هذا الشكل بوجود المنشط أو المنشطة وسط نصف الدائرة، مما يخلق لدى المجتمعين نوعا من الاحراج وعدم الشعور بالحرية والاحساس بالمراقبة، وذلك لوقوعهم تحت نظرات المنشط، وبالتالي لا ينصح باستعماله لتنشيط مجموعات الأميين الكبار، بالرغم أن هذا الوضع يسمح للمؤطر بالتواصل مع أي فرد منهم، بينما ينعدم التواصل بين الأفراد المتواجدين في الأطراف.
ثالثا. الطاولة البيضوية الشكل.
يصلح هذا الشكل للإجتماعات فقط، وتعتبر الطاولة البيضوية الشكل الأكثر ديمقراطية بين الطاولات، حيث تتيح لأفراد الجماعة نفس القَدر من الحيّز المتاح لكل واحد منهم، دون أن يخصص كرسي معين لسلطة أحد الجالسين. أما بالنسبة لعمل المجموعات، فلا يؤدي هذا الشكل المطلوب منه، إلا إذا كانت الطاولة صغيرة المساحة مما يمكّن أفراد الجماعة من التواصل بينهم عن قرب.
رابعا. الطاولة على شكل حرف U.
من إيجابيات الجلوس وفق هذه الوضعية، كونها تمكن المنشط (ة) من حرية الحركة وسط المجموعة، غير أن تباعد الأفراد فيما بينهم يعيق إلى حد ما عملية التواصل المباشر ويؤدي إلى تعالي أصوات المجتمعين أثناء المناقشة.
خامسا. الطاولة مربعة الشكل.
يعطي شكل المربع انطباعا معبرا عن التساوي بين المجتمعين في ورشات العمل، لكن فعالية التواصل بينهم يضل مرتبطا بحجم الطاولة المربعة، فكلما اتسعت مساحة الطاولة ضعف منسوب التواصل الجيد.
 سادسا. الطاولة المستديرة.
ويعتبر من أقوى الأشكال فـاعلية في التواصل علـى مستوى المجموعة للكبار والـصغار معا.
سابعا. الطاولة على شكل عظم السمكة.
في هذه الوضعية يكون التواصل قويا بين أفراد المجموعة الواحدة، وجيدا نـسبياً بين المجموعات المتقاربة، مما يتيح حرية حركة المتعلمين داخل الـقاعة.

ويبقى أحسن الأشكال فعالية للتواصل بين أفراد المجموعة الواحدة وما وبين المجموعات الأخرى هو الشكل الدائري وشكل عظمة السمكة، وذلك في انتظار تجنب القيام بمحو أمية الكبار في أقسام تعليم الصغار الغير ملائمة تماما لخصوصيات الأمي الكبير، والتي غالبا ما تتسبب في انقطاع الأميين عن متابعة التعلّم، نظرا للإحراج الكبير الذي يظل يلازمهم طيلة الحصة، ونظرا لضيق الكراسي وانتشار الرسومات على الطاولات الضيقة، مع وجود احتمال كبير أن يستهزئ التلاميذ الصغار من وجودهم في أقسامهم خصوصا أمام أبواب المدارس، أو بالنظر إليهم عبر نوافذ الأقسام. كما يمكن تنشيط عمل المجموعات في نشاط التعبير والمناقشة بدون طاولات، والاعتماد على الكراسي فقط ووضعها بأي شكل من الأشكال، مما يضفي مرونة على بيئة القسم، ويجعل المشاركين أكثر نشاطا وحيوية.


تم الموضوع بحمد الله ودامت لكم متعة القراءة.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة