/>head> tags محو الأمية الوظيفية على المقاس (الجزء الأول).
U3F1ZWV6ZTM4NzI4NTMzMTQzODI4X0ZyZWUyNDQzMzMwNzU5Njc1MA==

محو الأمية الوظيفية على المقاس (الجزء الأول).

 


محو الأمية الوظيفية على المقاس (الجزء الأول).

تقديم.

 في بداية سنة 2000، أطلقت مديرية محاربة الأمية بالمملكة المغربية برنامجا يسمى ب: محو الأمية الوظيفية على  المقاس، ويعبر عنها  بالحروف (AFM) بمعنى  l’Alphabétisation Fonctionnelle sur Mesure 

لقد اعتمد هذا البرنامج على تعليم اللغة الفرنسية في المصانع المغربية، وهي مبادرة حكومية، هدفها توفير فرص التعلم وتطوير مهارات القراءة والكتابة والحساب الأساسية للعاملين في المصانع، والذين يجدون صعوبات في القراءة والكتابة والتواصل باللغة الفرنسية المتواجدة بكثرة في محيط العمل، سواء في الوثائق الإدارية أو في معدات العمل، وذلك من أجل جعلهم أكثر إنتاجية وقدرة على المنافسة في سوق العمل.

 وعادة ما تنفذ مثل هذه البرامج الوظيفية بالتعاون مع أرباب العمل والحكومة والمنظمات المتخصصة الوطنية والدولية.

الإطار العام للمشروع.

تؤثر الأمية سلباً على قدرات العمالة المغربية، مما يجعلها أقل إنتاجية وأقل كفاءة مهنية. كما تؤدي إلى انخفاض مستوى دخل العمال، وزيادة فرص البطالة والفقر، لأن العامل الأمي الذي لا يثقن اللغة الفرنسية المتواجدة في محيط عمله، مهدد بفقدان عمله واستبداله بخريجي مراكز التكوين المهني من الشباب والشابات، لأن غالبية هؤلاء العمال هم ضحايا عدم وجود وعي كافٍ بأهمية التعليم نظرا لظروف اجتماعية صعبة، دفعتهم كأطفال إلى العمل في سن مبكرة، وبالتالي حرمانهم من التعليم.

لقد أصبحت العديد من الشركات المغربية في مواجهة تحديات التصدير للخارج، وتواجه تحديات العولمة. ولكي تصل إلى ذلك، يستلزم أن تصل إلى تحقيق المعايير الدولية المحددة في جميع الأسواق الدولية، والانخراط في مجال التحديث بدمج التقنيات الجديدة في عالم التكنولوجيا من جهة، والرفع من مستوى الموارد البشرية المستخدمة حتى يتمكنوا من مسايرة المستجدات الجديدة. فهذا التحديث للشركات المغربية يمر حتما عن طريق دمج التقنيات الجديدة، ومن يقول التكنولوجيا الجديدة، يقول محو أمية العمال، لأن الأمر لم يعد يتعلق بالقدرة على العمل بحكم الاقدمية، بل القدرة على التعامل مع المعدات الجديدة بغية تحسين الانتاجية وتعزيز القدرة التنافسية للمؤسسات في الأسواق الوطنية والدولية.

تعريف محو الأمية الوظيفية على المقاس.

يمكن تعريف برنامج محو الأمية الوظيفية على المقاس بلغة ثانية، بأنه برنامج لمحو الأمية مخصص للعمال الأميين داخل المقاولات، كي يكتسب المستفيدون المهارات الأساسية في مجال القراءة والكتابة والتواصل باللغة الفرنسية. كما يمكن أن يكون هذا البرنامج مناسبا بشكل خاص للمهاجرين أو اللاجئين أو الأشخاص الذين يعيشون في بيئة تسود فيها لغة أخرى.

يتميز هذا البرنامج بمقاربة جديدة تختلف عن البرامج المتداولة، ومن خصائصه:

 -تحليل حاجيات العامل في موقع عمله أثناء مزاولة مهامه، للتعرف على المعيقات والمشاكل التي يواجهها العامل أو العاملة، والتي تحول دون قيامه بمهامه على أحسن وجه وفي الوقت المحدد، والتي غالبا ما تتعلق بمشكل التعليمات المكتوبة في وسائل العمل باللغة الفرنسية، وذلك لأجل اكتساب المهارات العملية المتعلقة ببيئة العمل مثل قراءة تعليمات السلامة، وفهم إجراءات العمل، وقراءة وكتابة التقارير البسيطة وغيرها.

- تجاوز فكرة استعمال الدروس والكتب المعدة سلفا لتعليم الفرنسية، واللجوء إلى إعداد الدروس على المقاس من طرف المؤطر مستعينا بمساهمة المستفيدين وفق حاجياتهم سواء داخل المقاولات أو في حياتهم اليومية.

- تقديم الدروس في مكان العمل أثناء فترات الراحة لتسهيل مشاركة جميع العمال، كما تستخدم الأساليب التفاعلية، مثل لعب الأدوار والمناقشات الجماعية والأنشطة العملية لتعزيز مهارات المشاركين في اللغة الفرنسية.

- تمكين المستفيدين من مهارات ما بعد محو الأمية، وذلك لمنحهم فرص للتكوين وإعادة التأهيل تؤهلهم للقيام بعملهم بسهولة ومهارة أكبر، وتحسين قدراتهم الوظيفية المستخدمة.

مزايا هذا المشروع.

فيما يلي بعض مزايا مشروع محو الأمية الوظيفية في المصانع المصمم خصيصا للشركات المغربية:

- تمكين العمال المغاربة من مهارات القراءة والكتابة والحساب بالفرنسية.                                              - زيادة الإنتاجية والقدرة التنافسية للشركات المغربية.                                                                        - تخفيض فرص البطالة والفقر.                                                                                                  - الرفع من مستوى التأهيل المهني للعمال.                                                                                      - تسهيل عملية استخدام الأدوات إلكترونية التي تعتمد على التكنولوجيا الحديثة.                                          - تحسين جودة الحياة للعمال والعاملات وأسرهم.                                                                              - الرفع من الإنتاجية ومن جودة المنتجات الصناعية بأقل تكلفة وفي وقت وجيز.

وجدير بالذكر أن هذا المشروع، يعتبر مثالا على الممارسات الجيدة التي يمكن تنفيذها في بلدان أخرى، كما يمثل خطوة مهمة في طريق تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.

متطلبات إنجاز التكوين في مجال محو الأمية الوظيفية على المقاس داخل المعامل. 

تتطلب عملية محو الأمية الوظيفية باللغة الفرنسية على المقاس في مكان العمل، تحديد احتياجات الشركة والعاملين والعاملات، مع الأخذ بعين الاعتبار أهداف الشركة، والمهام الحالية والمستقبلية التي يقوم بها وسينجزها العمال في بيئة العمل، ويمكننا هذا التحديد من التعرف على القدرات الوظيفية المطلوبة في أداء العمل بدقة.

تتمحور هذه المقاربة على موقف العامل أثناء العمل (la situation de travail).، وموجهة أساسا نحو نقل التعلمات (Transfert d'apprentissages  ) إلى مواقف العمل باعتبارها من أدوات التحفيز، مما يسمح بالتعديل المستمر لكل التدخلات من جهة، وتعزيز مشاركة جميع المنخرطين في عملية الإنتاج وفي التدابير الإصلاحية المقترحة.

لقد تم تطوير مقاربة محو الأمية الوظيفية وتصميمها خصيصا لفائدة الشركات، للاستجابة لمتطلبات المقاولات والعمال المعنيين فيما يتعلق بمحو الأمية الوظيفية. ولهذه المقاربة عدة خصائص نذكر منها:

  1)المقياس الصحيح لاحتياجات الشركة والعمال. 

 2)التركيز على خصوصية هذه الاحتياجات في إطار متماسك وتفاعلي. 

 3)مشاركة جميع الأطراف المعنية، العمال، الإدارة العامة، إدارة الموارد البشرية، مدراء الإنتاج الجمعيات والنقابات العمالية. 

 4)تنظيم عمليات نقل التعلمات في مواقف العمل داخل الوحدات الإنتاجية.

 5)المرونة في تطبيق المقاربة دون تجاوز حدود الصرامة. 

 6)هي مقاربة ترتكز أساسا حول التعلم.

أولا: المقياس الصحيح للاحتياجات.

يتكون المقياس الصحيح للاحتياجات من عمليات تحليل الوضع ونقل التعلمات وتحويلها، ثم اختيار الوسائل اللازمة والكافية والواقعية، بحيث يحقق مشروع محو الأمية الوظيفية، التحولات التي ترغب فيها الشركة وعمالها أيضا.

وهذه المشاريع تسمح وتتطلب اتخاذ الإجراءات الأكثر دقة، والتي يتناسب معها التدخل مثل:

- قياس التغيرات المرغوبة والنتائج التي تنتظرها المقاولة، وذلك بهدف إحداث تأثير حقيقي على أداء العاملين والعاملات.                                                                                                                          - قياس مكتسبات كل عامل على حدة من أجل تكوين صورة أو تصور لوضعهم الحالي.                                    - قياس ظروف التعلم هو نقل المكتسبات والتعلمات، مع إمكانية نقل هذا التعلم بسرعة إلى مكان العمل، ويعتبر هذا مصدرا مهما من بين مصادر تحفيز العامل.

ثانيا: التركيز على خصوصية الاحتياجات.

إن التركيز على خصوصية الاحتياجات هو ما يميز هذه المقاربة عن غيرها من البرامج الأخرى الموحدة، والتي يتم إعدادها لتلبية الاحتياجات العامة والعمومية لمجموعة كبيرة من السكان.

إن إعداد دراسة حاجيات المقاولة وحاجيات العمال، ترتبط أساسا بتطور هذه الحاجيات المعبر عنها من طرف العمال المستفيدين والشركات العميلة أو الزبونة، كما يتطلب من المتدخلين الانخراط بدرجة كبيرة والاهتمام الدائم بعملية التنسيق، ووصولا إلى درجة التناغم، لأن الالتزام أمام الشركة بتقديم منتوج لابد أن يكون على المقاس ودو جودة عالية لتلبية الحاجيات المعبر عنها، وآخذا بعين الاعتبار قدرات وخبرات المشاركين والمستفيدين، بالإضافة إلى القدرات الحقيقية للمقاولة ولمواردها المتاحة.

وسنتطرق في الجزء الثاني إلى باقي التفاصيل المتعلقة بمحو الأمية الوظيفية على المقاس داخل المعامل، وذلك عبر الرابط التالي:

https://www.melloul22.ma/2023/11/blog-post.html

 شكرا على المتابعة.

 




تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة