التواصل، مفهومه، أنواعه، وسائله ونماذجه.(الجزء الثاني).
فيما يلي الجزء الثاني من موضوع التواصل، وسنتطرق فيه إلى وسائل التواصل الحديثة.
1) التلغراف والمورس:
وقد اخترعه صامويل مورس
في 1836، ويسمى أيضا المورس نسبة إليه، و يعتمد على إشارات ضوئية وصوتية يمكن
تنفيذها بعدة وسائل أساسها الجمع بين النقطة والعارضة أي(. -).
فمثلا ترمز إشارات
المورس في اللغة العربية إلى:
2) العلم:
يرفع العلم مرة باليد
اليمنى وتارة باليد اليسـرى بواسطة حركات نصف دائرية. فالحركة اليمنى من الكتف إلى
الرأس تدل على النقطة (0) فيما الحركة باليد اليسرى من الكتف إلى الرأس تدل على
العارضة أو الشرطَة(-).
3)
الكهرباء:
يتم إرسال ومضات ضوئية عن طريق مصباح كهربائي، وهي بمثابة شفرة كهربائية تتكون من حروف وأرقام ومضاتها قصيرة أو طويلة وقد استعملت بين السفن.
4) طريقة برايل
للمكفوفين:
وهي نظام للقراءة
والكتابة على الصعيد العالمي اخترعه لويس برايل (1809 – 1852) والذي كان كفيف
البصر، ويرتكز الاختراع على تمرير الأصابع فوق نتوءات الحروف والأرقام للتمكن من
قراءتها.
5) التلفون:
وقد قطع عدة مراحل من
السلكي إلى اللاسلكي وصولا إلى الهواتف العصرية الذكية.
6) التلكس
والفاكس:
وهو عبارة عن آلة تعمل
وفق مبدأ البطاقات المثقوبة، حيث يتم استقبال النص كمجموعة من الثقوب على شريط
ورقي طويل، يعاد إدخاله في الجهاز ليترجم الثقوب إلى كلام مطبوع. ولقد تم استبداله
بالفاكس أواخر السبعينات وحل محله اليوم البريد الالكتروني على نطاق واسع.
7) المطبعة:
حسب علماء الآثار فقد تم العثور على علامات تدل على وجود
الطباعة قديما في القرن 11 عند الحكام الصينيين القدامى، الذين كانوا ينقشون الكتابات
الدينية على الألواح الخشبية. كما ارتبطت آلة الطباعة بالألماني (جوتنبرغ) الذي
اخترع قوالب من الحروف المنفصلة، وقد تمت الطباعة بالحروف العربية عام 1486
ميلادية، وفي سنة 1505 طبع في مدينة غرناطة كتابان بالغة العربية.
بعد ذلك، مرت الطباعة بعدة مراحل،
بداية بمرحلة الطباعة الساخنة أي سبك الحروف المنصهرة بالحرارة في قوالب جاهزة، ثم
مرحلة الطباعة الباردة، بعدها تم استعمال الشريط المثقوب بعده الشريط المغناطيسي
ثم القرص المغناطيسي.
8) الراديو:
اخترع على مدى
أربعة مراحل من طرف أربعة علماء، آخرهم ماركو ني الإيطالي الذي نجح في بعث الموجات
الصوتية إلى أبعد مسافة وذلك سنة 1895. وبهذا الاختراع حصل على جائزة نوبل سنة
1909. وقد اعتبر آنذاك أفضل وسائل الاتصال لكونه صغير الحجم ويمكن حمله إلى
أي مكان، كما أنه يساعد المتلقي على التخيل ويعتبر وسيلة للدعاية والتعبئة
والترفيه.
9) التلفزيون:
يقوم التلفزيون بعدة وظائف تواصلية
منها الوظيفة الترفيهية والغنائية والرياضية للتسلية والترفيه، ولاستقطاب أكبر عدد
من المشاهدين، بحيث يفوق دوره دور الأسرة والمدرسة، بل يأمرنا بالصمت للاستماع
والمشاهدة على أساس أنه سيد الحقيقة وسيد المجالس، فاخترنا له أحسن المواقع في
البيت، بل كان الناس يضعون فوقه قطعة أقمشة مزركشة فوقها تحف وصور ومزهرية، ولا
نجرأ على إطفاء التلفاز حتى ولو ظلّ يكلّم نفسه، واستطاع بذلك أن يقضي على
الحكايات الشفوية والجلسات الأسرية.
له كذلك وظائف إخبارية كنقل الأحداث
والمستجدات الوطنية والدولية، والمناقشات عبر حوارات وموائد مستديرة أو مربعة. هذا
ويلعب التلفزيون أيضا الوظيفة الاشهارية للترويج للمنتجات والسلع والخدمات مقابل
أجر مدفوع من الشركات، دون أن ننسى الوظيفة الإيديولوجية عندما يتعلق الأمر
بالقنوات الرسمية الحكومية والتي من شأنها الترويج للسياسات القائمة ومنع الأصوات
المعارضة من الظهور.
10) الجرائد
أو الصحافة:
يرجع تاريخ السجلات
المكتوبة باليد والمتضمنة لأحداث ووقائع إلى قرون عديدة في حضارات سادت ثم بادت.
لقد وجدت مخطوطات قديمة من عصر الفراعنة مرورا بالبابليين والصينيين القدامى الذين
كانت لهم طوال 1500 سنة جريدة رسمية اسمها إمبراطورية الشمس. أمّا الرومان فكان
الناس يطّلعون على القرارات والأحكام القضائية بواسطة شبه جريدة. أما اليوم،
فتختلف الصحف من حيث المواضيع التي قد تكون سياسية، فنية، ثقافية الخ. أو حسب زمن الصدور
كالجرائد اليومية، الأسبوعية، الشهرية والدورية، أو حسب التغطية سواء محلية،
جهوية، وطنية أو دولية، أو حسب التبعية كالصحف الحزبية، المستقلة الخاصة أو
العمومية، وكذلك حسب الفئة المستهدفة كالنخبة المثقفة أو لعموم الناس كما هو الشأن
بالنسبة للصحافة الالكترونية. أما من ناحية الحجم فقد تكون الجريدة من الحجم
العادي أو الحجم النصفي.
يشترط في العمل الصحفي
احترام أخلاقيات المهنة، وشرط التكوين والتكوين المستمر، لأجل الاحترافية عند
القيام بالتحقيق والتغطية أو الكتابة الصحفية، بحيث يشترط في هذه الاخيرة مثلا، أن
يتضمن البيان أو المقال إجابات على ما اصطلح على تسميته بالاخوات الست وهي:
- ماذا حدث؟ أو سيحدث؟- من قام أو يقوم بالحدث؟
- متى حدث أو سيحدث؟
- أين؟
- لماذا؟
- كيف؟
11) المجلات:
هي وسيلة أخرى من
وسائل الاتصال المكتوب، وعادة ما تكون أسبوعية أو شهرية أو دورية. ومن مميزاتها
التخصص والقدرة على التحليل مع المزج بين المادة والصورة، كما تمتاز بجودة الطباعة
مع إمكانية الاحتفاظ بها لأطول مدة. ومن سلبياتها ارتفاع أثمانها وكونها عدم موجهة
للعموم.
12) الملصقات:
وهـي عبارة عن أوراق كبـيرة مصورة أو مرسومة قد تعلق في
الداخل أو الخارج وبأحجام مختلفة، الغاية منها إبراز أفكار مبسطة يسهل فهمها،
وخلق الرغبة والحماس وتوعية الناس. ولكي تلعب هذه الملصقات أدوارها لابد من
تثبيتها في الوقت والمكان المناسبين واختيار الفئة المستهدفة وتحديد الأهداف المرجوة.
1 13) المطويات:
تكون عـبارة عن مجموعة بسيطة من الصفحات تحتوي
على معلومات مبسطة غنية بالرسومات والصور، ومن إيجابياتها صغر حجمها
ومحدودية مواضيعها مع إمكانية التحكم في الموضوع والتوزيع، كما يعاب عليها اختزال
المواضيع وانعدام الجاذبية وصعوبة قراءتها من طرف الكبار.
14) الأنترنيت:
فحسب موقع - ويكيبيديا - تتكون كلمة انترنيت من مقطعين بالانجليزية، - Inter-
وتعني (بيني) أو (ما بين)، ومن كلمة - net-
التي تعني شبكة. فهي إذا شبكة اتصالات بين الحواسيب، صممت أولا للاستعمالات
العسكرية لوزارة الدفاع الامريكية، ثم أصبحت فيما بعد متاحة للجميع للتواصل بين
ملايين البشر بوسائل بصرية ، صوتية ونصية مكتوبة وذلك عبر محركات البحث. كما أطلق
عليها اسم الشبكة العنكبوتية، والعالم الافتراضي أو العالم الأزرق أو الويب
وغيرها. فالبرغم من العديد من الخدمات التي يسديها الانترنت لزواره، إلا أنه سئ
استعماله من طرف البعض، وظهرت عدة مساوئ نذكر منها:
الإدمان الذي أصاب الملايين من رواده، ظهور جرائم جديدة أطلق عليها اسم الجريمة
الالكترونية أو (Cyber crime) والتي تتجلى في اختراق الحسابات
الخصوصية للأفراد والمؤسسات، مما يسهل عمليات تخريب وسرقة المعلومات، اللجوء إلى
التهديد والابتزاز، وللنصب والاحتيال وفساد الأخلاق بشتى أنواعه.
انتهى بحمد
الله، ودامت لكم متعة القراءة.
إرسال تعليق