/>head> tags محو الأمية على المقاس (الجزء الثاني)
U3F1ZWV6ZTM4NzI4NTMzMTQzODI4X0ZyZWUyNDQzMzMwNzU5Njc1MA==

محو الأمية على المقاس (الجزء الثاني)

 


  محو الأمية على المقاس (الجزء الثاني)

بعد أن تطرقنا في الجزء الأول إلى:

-  الإطار العام للمشروع.  
 تعريف محو الأمية الوظيفية على المقاس. 
- مزايا هذا المشروع.
متطلبات إنجاز التكوين في مجال محو الأمية وذكرنا منها:
أولا: المقياس الصحيح للاحتياجات،
وثانيا: التركيز على خصوصية الاحتياجات. 
 الجزء الأول نشر عبر الرابط التالي:
                             https://www.melloul22.ma/2023/09/blog-post.html                                                                  
ثالثا: المشاركة.

تعتبر مشاركة جميع الأطراف في كل مرحلة من مراحل مشروع محو الأمية في المعامل ضرورية، فهي شرط من شروط  الفعالية وضمان لنجاح تنفيذ البرنامج وتحقيق النتائج المرجوة من طرف أرباب المقولات. 

تنحصر مشاركة المقاولة في مختلف المراحل أولا لتحديد الوضع المراد تغييره، وكذلك الإطار العام، وذلك لضمان الوصول إلى المعلومات الخاصة بكل نشاط يدوي أمام وسائل العمل (آلات ومعدات)، من أجل إحداث تغيير في سلوكات اليد العاملة. كما تعتبر مشاركة العمال أساسية من حيث أنها تسمح لهم بأن يكونوا نشطين في المساهمة بالأفكار، والمشاركة في تحديد والتعرف على المشاريع وتشخيص الحاجيات، وبذلك تتحقق مشاركتهم الفعلية في مختلف مراحل المشروع، لذلك فإن التعلّم يقوده المتعلم وليس الشخص الذي يقوم بالتدريس. وعموما، فإن مشاركة المدرب أو المكون هي طبعا ضرورية ومؤكدة ، لكنها لم تعد  تماما كما في السابق، بحيث أصبح دوره الأساسي هو دعم المتعلّم ومواكبته.

رابعا: المرونة.

تعتبر المرونة والصرامة في حدود المعقول، أحسن طريقة للتحليل والتخطيط وذلك لأجل تنفيذه وتنزيل مشاريع محو الأمية الوظيفية على المقاس داخل المقاولات باستخدام أدوات العمل وباتباع تسلسل الإجراءات والمراحل المعدة مسبقا، أخدا بعين الاعتبار أن مشروع محو الأمية الوظيفية على المقاس داخل الشركات، يتكون من عدة أطراف، منها المكونين والمكونات، المسؤولين على التكوين داخل الشركات، العاملين والعاملات، وباقي المتدخلين داخل المقاولة واللذين يتصورون وينفدون بطريقة تشاركية مشاريع محو الأمية الوظيفية على المقاس داخل المقاولات، مع الأخذ بعين الاعتبار التغييرات المطلوبة في مواقع العمل، مع استعمال جميع الوسائل المتاحة لأجل الاستجابة الفعالة للحاجيات المعبر عنها.

خامسا: التكوين القائم على العمل.
يرتكز هذا التكوين على الاحتياجات المعبر عنها من طرف المشاركين الكبار من العمال والعاملات، وذلك لأجل إحداث تغيير إيجابي في كيفية تعاملهم مع الآلات والمعدات في مواقع عملهم. كما يتمحور التدريب على كيفية التعامل مع الموقف الإشكالي الذي يحتاج إلى حل، مما يحتم عليهم اكتساب معارف ومهارات لغوية إضافية، على اعتبار أن هؤلاء العمال الأميين لديهم مواقف وتصرفات غير راضين عليها في الكثير من الأحيان، مع العلم أن لديهم الإرادة لتغيير مواقفهم والإنخراط في عمليات التعلم لحل المشاكل العملية.

سادسا: التعلم بواسطة التدريب.
يحتل التعلم أهمية قصوى في مجال تكوين العمال على المقاس، أي وفق حاجاتهم وظروف اشتغالهم، لأنه يهدف إلى تكييف التعليم مع أنشطة عمل العمال وأهدافهم، وكذا تغيير سلوكهم وطريقة عملهم، دون إغفال المكتسبات والمعارف التي ستساعدهم على التغيير، مما يسمح للمتعلمين بتطوير المهارات اللازمة للتصرف في المواقف الحرجة، وجعلهم أكثر قدرة على أن يتعلموا كيف يفهموا بسهولة، وبالتالي يصبح التعلم، عبارة عن تحويل الوضع القائم الذي يرتبط ارتباطا وثيقا باحتياجات العمال وأرباب العمل إلى وضع صحيح، يفيد العمال في المصانع، ويجعلهم قادرين على التواصل والتفاعل مع محيطهم المهني، ومتمكنين من قراءة المستندات والمستلزمات التقنية الخاصة بوسائل العمل، وكتابة الملاحظات والتعليمات لمن سيخلفهم في موقع العمل، والتطلع مستقبلا إلى إمكانية التعامل مع التقنيات الجديدة.
1) مراحل المشروع، وهي سبعة: 
المرحلة الأولى: الدراسة القبلية للمشروع (Etude avant-projet).
المرحلة الثانية: تحليل وضعية العمل (Analyse de la situation de travail). 
المرحلة الثالثة: تشخيص الاحتياجات التدريبية (Diagnostic des besoins de la formation).
المرحلة الرابعة: تنظيم التكوين (Organisation de la formation). 
المرحلة الخامسة: تصميم التدريب أوالتكوين (Conception de la formation). 
 المرحلة السادسة: إجراء التدريب أوالتكوين (Réalisation de la formation). 
المرحلة السابعة: تقييم التكوين (Evaluation de la formation). 

فيما يلي تحليل لكل مرحلة على حدة.                                                                                            المرحلة الأولى: الدراسة القبلية للمشروع (Etude avant-projet).
أ - وصف المرحلة. 
ترتكز هذه الدراسة على تحديد وتشخيص الاحتياجات في مواقف العمل أي (Situations de travail)، ونقصد بالاحتياجات، تلك الفجوة بين الوضع الحالي للعمال، أي مكتسباتهم المعرفية والعملية، وبين الوضع الجديد المرغوب فيه والمتعلق بتعلم اللغة الفرنسية كلغة ثانية ضرورية لتطوير المهارات المطلوبة في مواقف العمل التي سيتم تحليلها ودراستها. وللقيام بذلك، يجب إعادة تمثيل مواقف وتصرفات العامل أثناء عمله قصد تحليلها، وذلك للتعرف على قدراته الوظيفية (المستوى المعرفي) وعلاقتها بالمؤهلات العملية المطلوبة في كل المواقف والتصرفات أمام الآلة، وبالتالي نتمكن من تحديد الاحتياجات من اللغة الفرنسية اللازمة لتطوير قدرات العامل وتحسين إنجازاته، مما يمكننا في هذه المرحلة من تحديد الفجوة بين المستوى التعليمي والاحتياجات في اللغة الفرنسية، وصياغة تشخيص حقيقي للاحتياجات العامل التدريبية والتكوينية.

ب - أهمية هذه العملية.

لا يمكن أن نتحدث عن برامج محو الأمية الوظيفية على المقاس دون القيام بتشخيص الاحتياجات، لأن عملية محو أمية العمال بالفرنسية ترتكز في أصلها على المعرفة الدقيقة لاحتياجاتهم، والتي تم تشخيصها حسب مواقفهم العملية أمام الآلات داخل المعامل، وبالتالي يسهل تلبية حاجاتهم المعرفية والمهارية من خلال دورات تعليمهم (على المقاس) ما هم في حاجة إليه من المفردات والجمل التقنية بالفرنسية الموجودة في محيط العمل، مما ينعكس إيجابا على مواقفهم المستقبلية في مواجهة مختلف الوضعيات والمواقف التي تستلزم قراءة وكتابة وفهم كل الوثائق والتعليمات المكتوبة باللغة الفرنسية، سواء لربح الوقت أو الزيادة في الجودة والإنتاج والتقليل من فرص إصابة الآلات بعطل، مما يمكنهم من المحافظة على مناصب الشغل.
إن عملية تشخيص الاحتياجات ( Le diagnostic des besoins) هي نقطة البداية لأي محو الأمية على المقاس، لأنها تسمح لنا فيما بعد، بسهولة تحديد أهداف ومحتوى البرنامج التعليمي، وملائمتها مع انتظارات أرباب العمل. وانطلاقا من هذه الأهداف الوظيفية والمعرفية، سيتم تحديد الكفايات والأنشطة التعليمية المخصصة لكل حالة ولكل مهمة وتخصص داخل المعمل، وذلك حسب نوعية القطاعات الصناعية المنتجة، كقطاع الألبسة والنسيج، أو قطاع إنتاج المواد الاستهلاكية الفلاحية والبحرية وغيرها من مكونات النسيج الصناعي في البلد، وهذا ما يمكننا من صياغة خلاصة عن المواقف الوظيفية أو (Recueil de situations fonctionnelles).
ج - شروط النجاح.
عوامل النجاح الرئيسية للحصول على تشخيص جيد للاحتياجات هي كما يلي.
- يعتبر ملف التعريف الخاص بالمواقف الوظيفية والمحدد بوضوح، مفيدا جدا فيما يتعلق بمواقف العامل أثناء اشتغاله.
- لا بد من توفرالمعرفة الدقيقة باحتياجات الشركة ومخططاتها الرامية إلى إنجاح مسلسل التطوير والنمو.
- إن الأدوات المستعملة لقياس المعرفة المكتسبة لدى العمال المستهدفين، أو لقياس النوايا والحوافز، يجب أن تكون جد ملائمة قدر الإمكان لخصوصيات العمال والعاملات ومستوياتهم.
- يجب أن تجرى المقابلات والحوارات مع الفئة المستهدفة في مناخ من الثقة والحرية.
- يجب أن يحظى التشخيص بموافقة ورضى العمال ورب الشركة في نفس الوقت، حتى يتسنى للجميع المشاركة بشكل فعال، في إنجاح برنامج تكوين العمال أو محو أميتهم بالفرنسية، وضمان نقل التعلم إلى مواقف العمل.
د - النتائج المنتظرة.
 - تحديد احتياجات المستخدمين في مجال الكلمات والجمل باللغة الفرنسية، اللازمة لتنمية القدرات الوظيفية في كل مواقف عملهم.
قياس مهارات العاملين والعاملات حسب احتياجاتهم. 
تحديد الفجوة بين الاحتياجات والمهارات السابقة.
وصف وجرد مكونات برنامج التعلم، وكذا الكفايات والمهارات المفقودة. 
التشخيص الدقيق لحاجيات كل شركة على حدة، مما يجعل من الممكن التخطيط لأنشطة نقل التعلم في مواقف العمل. 
- الصياغة الدقيقة لأهداف التدريب الخاصة بكل شركة، مما يسمح بتحديد تكاليف وميزانية تنفيذ برنامج محو الأمية الوظيفية على المقاس لكل شركة.                               
هـ - مؤشرات النجاح.
- إنشاء رابط مهم بين ملف القدرات الوظيفية ومواقف العمل. 
الصياغة الدقيقة للاحتياجات التعليمية باللغة الفرنسية كلغة ثانية.
- التحديد الدقيق لمكتسبات العمال من الفرنسية عبر مراحل التدرج في الصعوبة، وفقًا للاحتياجات المطلوبة في ملف القدرات الوظيفية.
 الأدوات الكافية التي تتكيف مع خصائص العاملين واحتياجات الشركات. 
 - الأدوات الفعالة للتشخيص الدقيق للعمال، مما يسمح بتحديد الاحتياجات التدريبية باللغة الفرنسية كلغة ثانية المتعلقة بنوعية عملهم.
المقابلات الترحيبية الناجحة التي تسمح للعمال بالتعبير بكل صراحة وبكامل العفوية.
الملفات الشخصية الدقيقة والكاملة لكل واحد من المستفيدين من العمال والعاملات، والتي تحدد مستوياتهم ومعارفهم في اللغة الفرنسية.  
 - التشخيص الدقيق لاحتياجات العاملين والعاملات من محو الأمية بالفرنسية على المقاس. 

وإجمالا، يمكن تلخيص هذه المرحلة في النقط التالية:
* جمع المعلومات المتعلقة بأنشطة الشركة والاحتياجات والمعيقات المعبر عنها من طرف المسؤولين، ثم الاستماع إلى وجهة نظر العمال والعاملات والصعوبات التي تواجههم أثناء اشتغالهم في وسط لغة التواصل فيه هي الفرنسية خصوصا في الجانب التقني والميكانيكي.
* تحليل جميع المعطيات المحصل عليها بطريقة رسمية أوغير رسمية. 
* كتابة تقرير مفصل حول الدراسة ما قبل بداية تطبيق مشروع محو الأمية على المقاس بالفرنسية.
* إعداد خطة عمل لتحسيس الفئة المستهدفة وتهييئها للإنخراط في المشروع، إضافة إلى وضع خريطة طريق للترويج لهذا المشروع وسط الجهات المهتمة سواء في القطاع العام أو الخاص.

سنتطرق في الموضوع الموالي إلى الجزء الثالث الخاص بتفاصيل المرحلة الثانية، ويتعلق الأمر بتحليل وضعيات العمل داخل المعمل، والتي ترتكز بالأساس على دراسة حركات العامل أمام الآلة وتفاصيلها التقنية، وكذا الصعوبات التي تحول دون إنجاز المهام في الوقت المناسب وبالجودة المطلوبة، نظرا لصعوبة قراءة التعليمات المكتوبة باللغة الفرنسية. 
  وستجدون تتمة الموضوع في الجزء الثالث عبر الرابط أسفله: 


                                            
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة